إغلاق
 

Bookmark and Share

اعترافاتي الشخصية: كوتة... بالباشميل! ::

الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 15/07/2009


سعيدة أنا بالكوتة المطلوب تخصيصها للمرأة في تشكيل مجلس الشعب، ولم لا؟ فالمرأة لا تزال هي الطرف الضعيف في المجتمع. كيف يمكننا المساواة في فرص الترشيح والانتخاب بين طرفين أحدهما أضعف من الآخر؟ سعدت طبعا بالاقتراح، فالمرأة في مصر بالتأكيد لا تزال تحتاج لدعم لكي تتمكن من القيام بدورها في مجتمعنا لأنها بالفعل نصف هذا المجتمع، وإن كانت حقوقها لا تزال نائمة تحت مستوى هذا النصف، وبكثير. سمعت كلاما كثيرا عن حل مجلس الشعب تمهيدا لإجراء بعض التعديلات الجوهرية أهمها موضوع الكوتة، ولكني سمعت أيضا كلاما كثيرا يقول إن حل مجلس الشعب ما هو إلا خطوة جديدة في اتجاه تسهيل عملية التوريث، حاولت أن أفهم بالتحديد ما هي العلاقة بين الكوتة والتوريث، أو حل المجلس والتوريث، أو الكوتة وحل المجلس؟! وأعترف أني لم أحصل على إجابة مقنعة تماما، أقرب الإجابات كانت لأحد الأصدقاء المخضرمين الذي كان رده لأن الانتخابات القادمة، بكوتا أو بدون لن تكون نزيهة، ولن تجرى تحت الإشراف القضائي الكامل، ولن يكون هناك قاض على كل صندوق، وبالتالي سيكون مجلس الشعب الجديد أبو كوتا متوائما مع كل خطط الحكومة، وأهمها طبعا هو دوره في عملية التوريث!

وهنا هتفت لي روحي المحبطة من الأعماق "يادي الكوتة!" هل هذا حقا ما أريده؟ بالطبع لا! أتمنى بالطبع أن أرى تمثيلا أكبر للمرأة داخل مجلس الشعب، ولو كان مقننا أو "مكوتتا", والمرأة بالفعل تستحق. متأكدة أنا من أننا سنرى برلمانيات عظيمات من بين شخصيات نسائية عظيمة يزخر بهن مجتمعنا ولا يستطعن الحصول على الفرصة التي يستحققنها، ولكن إن كان ما سمعت هو الثمن فلا! فأنا في الأساس أريد مجلس شعب منتخب بشكل نزيه يعكس أحلام وطموحات الناس ويشعر بمشاكلهم، ولا يضمن كل هذا إلا أن تكون الانتخابات البرلمانية تحت إشراف قضائي كامل، وهو الشعار والمطلب "قاضي على كل صندوق".

والطبع فأنا مثل كثيرين من أبناء هذا الشعب لا أريد التوريث، ولن أقبل له ثمنا، حتى ولو كان هذا الثمن كوتة من هذا النوع فأنا أريد الانتصار للمرأة، ولكن ليس على حساب ما أؤمن به من مبادئ، وليس بثمن مدفوع يترجم لعبة تبادل المصالح التي يتقاسم فيها أصحابها جزءا من الكعكة التي هي بلدي مصر، لا شكرا، بين البايع والشاري يفتح الله.. لأنها هكذا لن تصبح مجرد كوتا، ولكنها ستكون كوتا معكوكة, كوتا بالبشاميل! أقول لأهل الكوتا كان غيركو أشطر! فأنا لا أحب الكوتا بالبشاميل!!

اقرأ أيضاً:
وخرجت حيرتي أشد مما دخلت / اعترافاتي الشخصية: دخل الربيع / اعترافاتي الشخصية: ليس اليوم كالبارحة / اعترافاتي الشخصية: حول بحيرة لومو / راجل جدع وست بتحب الجدعنة / اعترافاتي الشخصية: تراجع دون استسلام / يا دي النيلة يا دي النيلة.. حكومتنا شعاراتها عليلة / اعترافاتي الشخصية: خفة دمه / ماذا لو أصبحت رئيسة للجمهورية؟ / اعترافاتي الشخصية: وبقميص النوم كمان!! / اعترافاتي الشخصية نعيب زماننا / في انتظار عدالة السماء / اعترافاتي الشخصية: الورقة الصفراء والتلصص / اعترافاتي الشخصية: نظرية الكفاح المبقوق / اعترافاتي الشخصية: الرجال، والنساء والعزوبية / اعترافاتي الشخصية... أبي / اعترافاتي الشخصية: بيروت تاني / اعترافاتي الشخصية: حكايات الدبوس / اعترافاتي الشخصية: الغضب للحق / الرأي الأمين في انتفاضة الإعلاميين / هل نحن خرفنا وبنهيس؟ / الحياة لونها مش بمبي خالص / اعترافاتي الشخصية: زمن اللاخنازير / اعترافاتي الشخصية: الشخص المصري / اعترافاتي الشخصية: الحكم الناجح / الأزمة المالية والحرب بين الجنسين / إعترافاتي الشخصية: أوباما جاي / المطلقات سيغيرن وجه العالم.. لماذا؟ / يا مساوئ الصدف.. يا سيادة رئيس الوزراء / اعترافاتي الشخصية رسالة إلى أمي / اعترافاتي الشخصية: يا فرحة ما تمت / اعترافاتي الشخصية: ليلة الذهاب إلى النيابة.



الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 15/07/2009