سيتظاهرون ويتصارخون ويلقون الخطب الرنانة والعبارات المدوية كالبراميل الفارغة, وسيحتشدون في الشوارع في مسيرات استنكارية احتجاجية, يشجبون فيها ما حصل وسيحصل, وبعدها يهدؤون وكأنهم أدّوا دورهم وقاموا بواجهم العظيم!! والحكام يطبخون الطبخات الشهية, باسم الوطنية والدين والقيم والمبادئ والشعارات الخلبية. فما ينجزونه كلمات رنانة وتصريحات فتانة, وهم لا يقدرون على فعل شيء فيه بعض عزة وكرامة, اقرأ المزيد
ما يميز مدننا, بل ومن سماتها البارزة أنها مدن النفايات, عدا بعض مدن الخليج التي تتمتع بدرجة معقولة من النظافة, فأينما تذهب في بلداننا ترى النفايات منتشرة ومتناثرة في الشوارع وعلى الأرضفة والحارات وأمام البيوت والمطاعم والمحلات, وفي وسائط النقل العامة, وفي كل مكان يحصل فيه اجتماع بشري. نفايات متراكمة وعجز عن العمل الجاد النظيف المساهم ببناء الحياة السعيدة, وهذه الظاهرة متوارثة ولا تفكر بها الحكومات ولا يأبه لها الناس, وإنما اعتادوا عليها واستلطفوها, برغم ما تتسبب به من أضرار بيئية اقرأ المزيد
القبضوية من القبض وهو خلاف البسط, وتعني الانقباض, ويُقال: قبض الطائر جناحه أي ضمه, وقبض الشيء قبضا أي أخذه, والانقباض خلاف الانبساط, وانقبض الشيء أي صار مقبوضا. والقبضوية منهج سلوكي يسري في أنظمة الحكم البشرية على مر العصور, ويعني أن الشخص أو الحزب أو الفئة والعائلة وغيرها من التسميات تقبض على السلطة, وتتحكم بمصير البشر الذي تخضعه لأمرها وسطوتها. وهي تقبض أي تأخذ وتتمسك وتفعل ما بوسعها لإدامة قوة قبضتها على كرسي الحكم, اقرأ المزيد
كل مجتمع يحوي طاقات لا محدودة وإرادات مطلقة لصناعة الحياة الأفضل, ولا يمكنها أن تصل إلى أهدافها وتطلعاتها, إذا غاب الوعاء الجامع والعقل الرائد القائد. فالمجتمعات لا تختلف عن بعضها إلا بقدرات الاستثمار بطاقاتها وسبك قدراتها, وصبّها في بوتقة صيروراتية وطنية ذات آفاق إنسانية صالحة للحياة في الحاضر والمستقبل. ولهذا فالمجتمعات بحاجة لقوة جامعة, وهذه القوة تتجسد بالقائد القادر على وعي الطاقات, وتأهيلها للانسكاب في بودقة الوجود الوطني الأقوى والأقدر, وبدونه تتبعثر الطاقات وتتآكل, اقرأ المزيد
هذه جدلية صعبة أمضت البشرية مسيرتها في تصارعات وتجاذبات ما بين طرفيها, فالبشر في الدنيا, والبشر في الدين الذي يأخذه إلى ما بعد الدنيا, إلى حيث الغيب والتصورات المدوّنة في المخطوطات والكتب السماوية, والتي تشترك جميعها بأوصاف جنات النعيم. وفي معظمها هناك ثنائية الجنة والنار والخير والشر, والكفر والإيمان, والصدق والكذب, والعدل والظلم, والرحمة والقسوة, وغيرها من الثنائيات التي لا تحصى ولا تُعد. والمعضلة الكبرى أن البشر في الدنيا والدين في الدنيا, والبشر يريد الدنيا ويطمع بها ويحبها حبا جما, اقرأ المزيد
الدنيا نهر يجري باندفاقية عارمة, والعرب كالبرك الساكنة المستنقعة, والتي تتكاثر فيها العظايا وتأكل موجوداتها بعضها البعض. الدنيا تتحرك والعرب يتجمدون في ذات المكان والزمان, ولا يمكنهم الخطو إلى أمام أو إدراك أن الزمان يتغير وأنه غير ذاك الزمان, وأن هناك البارحة واليوم وغد, قد يقولونها لكنهم لا يدركون أبعاد الزمن الثلاثة, ويحسبون كل شيء في نقطة اندحسوا فيها إلى حد الفناء. اقرأ المزيد
أمامي رسالة تحث على تركيز الطاقات والاستثمار الأمثل لها لتقديم الأفضل والأحسن والأرقى من الخدمات للمواطنين, وعلينا أن ننأى عمّا يبدد طاقاتنا الخدمية والإبداعية والإصلاحية الهادفة لتعزيز المصالح المشتركة, وتدعو إلى التفاعل الإيجابي بروحية الفريق الواحد, وتوفير البيئة الصالحة للعطاء الإنساني الأمثل, ولا مكان لعدم التحمل وعدم قبول الآخر, أو للسلوكيات السلبية المستنزفة للجهود والطاقات, ولا يمكن السماح لأي سلوك يضر بالآخرين, وبالعمل الذي يحتم علينا العناية الإنسانية ببعضنا, لكي نكون أقوى وأقدر. اقرأ المزيد
العقلية التي تسببت بالمشاكل هي ذات العقلية التي تدّعي أنها تريد حلا للمشاكل الناجمة عن آليات تفكيرها ومناهج اقترابها السلبية, فكيف يمكنها أن تصل إلى حل, وواقع حالها يشير إلى أنها مبرمجة لتطوير المشاكل وتعقيدها, والاستفادة منها واتخاذها وسيلة للحكم والتحكم بالبلاد والعباد. العقلية الفئوية ذات المواصفات التبعية والتوهمية والحُكمية المسبقة, والانفعالية المدججة بالعواطف السيئة, والمحشوة بالكراهية والبغضاء والعدوانية, أوجدت المشاكل وكاثرتها وطورتها, وهذا هو ديدنها, ولا يمكنها بأي حال من الأحوال, اقرأ المزيد
الفضائح الجنسية في الكراسي القوية تزكم الأنوف وتطغى على نشرات الأخبار, وتثير تساؤلات عن السلوك البشري وما تمليه الكراسي وتعطيه. فالعلاقة ما بين الكراسي والجنس ليست جديدة, فالكرسي يرمز للقوة ومطلق الصلاحيات, ومنذ الأزل والذين يتسلطون تنطلق شراهتهم الجنسية وتنفلت لدرجات عجيبة, والتأريخ يزدحم بهذه السلوكيات المنفلتة المتمادية في جشعها الجنسي وسلوكها ا اقرأ المزيد
الأخذ شيمة الأقوياء والعطاء شيمة الضعفاء, فالأقوياء يأخذون ويأخذون بشراهة وافتراسية مطلقة فالأخذ يزيد الأقوياء قوة والعطاء يزيد الضعفاء ضعفا. وهذا ما يحصل في الواقع التصارعي ما بين القوى الأرضية والأمثلة متكررة عديدة لا تحصى, والأدلة واضحة, فالمجتمعات المتأخرة يستنزفها العطاء, فهي لا تملك القدرة على إيقاف نزيفها ومنع تدفق رحيق الحياة من عروقها, والأقوياء يمتصونها مصا قاسيا. اقرأ المزيد



