في مسيرة صراع القوى البشرية فوق التراب, هناك عوامل أساسية تتحكم بالقدرات وترسم الآليات اللازمة للتفاعل. ومن أهم العوامل التي مضت تؤثر في صراع القوى هو الخطأ.فالقوة لا يمكنها أن تتسيد بسهولة على قوة أخرى تريد النماء والتطور, إلا بوقوع تلك القوة في خطأ, لأن أي خطأ يمنح فرصة للاستثمار فيه. فعندما تخطئ قوة ما, تنفذ إليها القوة المتربصة بها, ذلك أن جميع القوى الأرضية تعيش في حالة تربص وترقب لبعضها البعض, وربما يبدو قد تم تهذيب هذا السلوك وفقا لقوانين وقواعد وأصول دولية, اقرأ المزيد
الشعب حي موجود, لا فرق بينه وبين شعوب الأرض, إلا أنه يعيش في دول ساقطة سياسيا وسياديا ووطنيا واقتصاديا. فالعيب الأساسي يكمن في الأنظمة السياسية التي عجزت -ومنذ تأسيس الدول –على إنشاء قواعد حكم راسخة ومؤطرة في دستور واضح يكفل سيادة الوطن ومصالحه وحقوق وواجبات المواطن. وبسبب ذلك, فقدت القوانين قيمتها ودورها في اقرأ المزيد
ربيعنا العجيب الذي لا يعرف الفصول, وإنما ابتلعها فانتحر , وتركنا حيارى نتخبط حول جثته الهامدة, التي مضينا نسكب عليها دماءنا لكي نطهّرها من الآثام, لكنها تزداد جُرما وتتجمع عليها آفات الخطايا. وربما يبدو صحيحا كل ما قيل ويُقال عن أعاصير تغيير الأنظمة في بلدان الوجيع العربي, لكن هذا الصحيح مأسور بقيود التبرير والإسقاط والإنكار والتخلي عن المسؤولية. اقرأ المزيد
لأنّ الحركة السليمة هي تلك التي تنبع من فكرٍ سليم... ولأنّ الفكر السليم هو الذي يستلهم نفسه من الواقع ليكون حلاً لمشاكله، فإن المرحلة القادمة تستوجب من المفكّرين العرب العمل لبناء فكرٍ عربيٍّ نهضويٍّ يكون بديلاً لطروحات التطرّف والانقسامات الدينية والمجتمعية، ومدخلاً لمستقبلٍ عربيٍّ أفضل، ومرشداً لجيلٍ عربيٍّ جديد يتحرّك الآن لتغيير واقعه. اقرأ المزيد
أخشى من هذا التركيز على الحالة النفسية للرؤساء أن يدفعنا للخلط بين المرض والجريمة، دعونا نتساءل: أيها الأولى بالحذر والرفض، الرئيس الذي يسمح لجيوشه أن تقتل الملايين من الأبرياء تحت لافتات الحروب الاستباقية، والشكوك الاستخبارية أم الرئيس المهزوز في موقف متناقض أو الذي يخرج عن طوره في خطبة عشوائية؟ إن جرائم التطهير العرقي، وغسيل العقول، واستعمال الأموال القذرة لإذلال الأفقر والأضعف لا تحتاج إلى مرض نفسي ليفسرها، وإنما تحتاج إلى وعي شعبي عالمي ليحول دون التمادي فيها، ومع ذلك دعوني أحكي لكم ما وجدت بالنسبة للحالة النفسية للرؤساء. اقرأ المزيد
عقب الثورة الفرنسية، ومع نهايات القرن السادس عشر، كتب بطريرك اليونان (جريجوريوس) رسالة سرية إلى قيصر روسيا، كان مفادها أن إنهاء الدولة العثمانية عسكرياً، يُعد أمراً مستحيلاً، مقترحاً في ذات الوقت العمل على إنهائها من الداخل. اقترح (جريجوريوس) عدة خطوات تضمن العمل على شقيّن متوازيين: ثقافي واقتصادي؛ فدعى لتشـجيع دخول العادات والأفكار الغربيـة، المسـتوحاة من الثورة الفرنسـيـة، كالمسـاواة والحريـة وغيرها، حيث اعتبرها أسـاسـيـة من أجل كسـر روح الانضباط والانتماء والولاء اقرأ المزيد
حين هبت الجماهير العربية في ثورات متتالية وثورات مضادة نجح بعضها وبعضها مازال في الطريق, كان هذا دافعا لدراسة أحوال الجماهير العربية وخصائصها. وسوف نحاول أن نقرأ بإيجاز نتائج دراسات نفسية واجتماعية كثيرة, ولنبدأ بالخصائص الأساسية المعروفة من سنين طويلة عن الجماهير العربية ثم نختتم المقال بما حدث من تغيرات بعد ثورات الربيع العربي. ونعتذر للقارئ عما قد يسببه الوصف من صدمة تجرح النرجسية العربية المعتادة, فالعلاج لا يتم بغير تشخيص دقيق وموضوعي ومحايد . اقرأ المزيد
لكي نفهم سلوك الجماهير (ونحن هنا نتكلم عن العالم العربي بشكل خاص) فسنحاول أن نمسك بخيط يدلنا على مفتاح شخصية هذه الجماهير والذي يفسر الكثير من أفكارها ومشاعرها وسلوكياتها, وهذا المفتاح يمكننا بواسطته أن نقرأ الكثير من الظواهر المرتبطة بهذه الجماهير وأن نفهمها بشكل منطقي سلس. ومفتاح شخصية الجماهير العربية ليس صعب المنال حيث أنه وارد في الكثير من أدبياتنا وتراثنا بشكل مكثف وملفت للنظر, فعلى مدى مراحل التاريخ يطلق لفظ "الرعية" على الشعوب العربية, واللفظ مأخوذ من البيئة العربية اقرأ المزيد
الجماهير هي الطرف المقابل للسلطة, وهي تؤثر بالسلب والإيجاب في السلطة كما تتأثر بها, ولا يمكن فهم منظومة الحياة السياسية أو الاجتماعية بغير فهم التركيبة النفسية لكل من السلطة والجماهير وديناميات العلاقة بينهما. وإذا كانت هناك أصوات وأقلام تعلي من قيمة الجماهير وتتملقها فإن هناك أصوات أخرى تصف الجماهير بأوصاف غاية في السلبية. ومن أشهر من حاولوا دراسة التركيبة النفسية اقرأ المزيد
صحيحٌ أنّ هناك خصوصيات يتّصف بها كلُّ بلدٍ عربي، لكن هناك أيضاً مشاكل مشتركة بين أقطار الأمَّة العربية الواحدة، وهي مشاكل تنعكس سلباً على الخصوصيات الوطنية ومصائرها. لذلك هي حاجة ماسَّة الآن لمشروع عربي نهضوي مشترك، كما هي الحاجة للمشاريع الوطنية التوحيدية داخل الأوطان نفسها. فسلبيّات الواقع العربي الراهن لا تتوقّف على سوء الأوضاع العربية الداخلية وعلى المخاطر الناجمة عن التدخّل الأجنبي فقط، بل تنسحب أيضاً على كيفيّة رؤية العرب لأنفسهم ولهويّتهم ولأوضاعهم السياسية والاجتماعية، وعلى كيفية علاقاتهم مع القوى الخارجية. اقرأ المزيد











