أشرح للطلاب في كلية الطب مبحث الإدراك ضمن مادة علم النفس، كما أشرح لهم اضطراباته ضمن مقرر الطب النفساني. الإدراك هو ببساطة وظيفة تعطي بموجبها الدماغ معنى أو تفسيرا معينا للمؤثرات الحسية، وللأحداث الواقعية. المعلومات الخام والوقائع المجردة تؤلفها الدماغ وتؤلف عنها قصصا لتصبح ذات معنى يرتبط بسياق الزمان والمكان والخبرات الشخصية المعاشة. بناءا عليه فإن دماغ كل واحد فينا تؤلف له قصصا حول غزة وما يحدث فيها، و اقرأ المزيد
من أفدح ما ابتلي به الإسلام والمسلمون هو ذاك التفكيك الفادح للدين والأمة!! الأمة ممزقة أربا إلى طوائف ومذهبيات وعرقيات وطبقات ونعرات. والدين تجد فيه جماعة تستغرق في العبادات، وتغفل عن التزكية النفسية والروحية، رغم أن هذه ثمرة لتلك!! بينما ينهمك البعض في تصوف روحاني منفصل عن جهاد دفع الظلم والاستبداد والاستعمار!! أخرون ممسكون بخيط العلم والتعلم والتفقه - دون سواه، وفئات منصرفة إلى الإنفاق بسخاء في سبيل الله - منصرفة، ولو نسبيا، عن بقية سبل الخير، وتعاليم الدين، وهكذا في غزة تبدو صورة أكثر تكاملا للإسلام؛ اقرأ المزيد
لا عذر اليوم لأحد، ولا تبرير لقاعدٍ أو غير قادرٍ، ولا عفو عن عاجزٍ أو ضعيفٍ، ولا مكان لمتفرجٍ ولا متسع لمشاهدٍ، ولا مكان لصامتٍ أو مبرر لساكتٍ، فالتكليف عامٌ والواجب فرديٌ، والنفير شامل والفرض عينٌ، ولن يغفر الله عز وجل لمسلمٍ في آخر بقاع الدنيا أياً كان ظرفه وحاله، وأياً كانت حكومته وبلاده، قصر عن نجدة أهل غزة وإغاثتهم، وتباطأ في نصرتهم ومساعدتهم، أو تأخر في تقديم العون لهم والغيرة عليهم، ولم يقف معهم وإلى جانبهم، ولم يؤيدهم وينصرهم، ولم يتضامن معهم ويخفف عنهم، ولم يعزز صمودهم ويساهم في ثباتهم، ولم يبذل غاية ما يستطيع دفاعاً عنهم وحمايةً لهم. اقرأ المزيد
مضى شهرٌ كاملٌ بالتمام والكمال، لم أكتب خلاله كلمةً واحدةً، ولم أنشر مقالاً أو أعقب على حدثٍ، ولم أشارك في برنامجٍ تلفزيوني أو إذاعي، ولم ألبِ أحداً لندوةٍ أو لقاء، اعتذرت عنها دون إبداء الأسباب، ولم أرد على كثيرٍ منها قصداً خشية الإحراج، إذ آثرت الصمت والعزوف، وفضلت العزلة والوحدة، والنأي بالنفس عن القريب والبعيد، والاكتفاء بالمتابعة ومشاهدة الأحداث، والتنقل بين المحطات الفضائية التي تنقل الصور والمشاهد، ومتابعة المواقع والمراكز التي تحلل وتناقش، وتتابع وترصد، وتتوقع وتتنبأ، اقرأ المزيد
اليهود الصهاينة يلازمهم شعور دائم بالاضطهاد إن المتتبع لطبيعة نشأة اليهود والصهاينة، وكذلك سمات ومحددات الشخصية الصهيونية ونتائج وانعكاسات وتأثيرات تفاعلها مع العالم من حولها، يخلص إلى أننا أمام حالة مرضية "بارانويا"، وهذا يتضح في ضوء التحليل العلمي النفسي التالي: نجحت إسرائيل في ظروف خاصة (بمساعدة أمريكا) في محو صفة العنصرية التي التصقت بالصهيونية في ملفات الأمم المتحدة، رغم أن خصائص اقرأ المزيد
ما زال العدو الإسرائيلي يصعد في خطابه ضد الفلسطينيين مهدداً باجتياح محافظة رفح، والدخول البري إليها بعد أن قصفها بالدبابات والطائرات والبوارج الحربية على مدى الأشهر الأربعة الماضية، وحشر فيها أكثر من 1.4 مليون فلسطيني، ودفعهم إليها من الشمال والوسط دفعاً بحجة أنها منطقة آمنة، وأنه لن يقصفها ولن يجتاحها، ولن ينفذ فيها أي عملياتٍ عسكريةٍ ولن يدخل إليها قوات برية، التزاماً منه باتفاقية السلام "كامب ديفيد" الموقعة مع مصر، التي يخشى خرقها وانتهاكها، ويتحسب من نكث بنودها ونقض شروطها خوفاً من إلغائها، ولهذا اعتاد أن يرسل إلى الحكومة المصرية تطميناتٍ كاذبةً ووعوداً زائفةً، بأنه لن يجتاح محافظة رفح، ولن يعرض اتفاقية السلام الموقعة معها للخطر. اقرأ المزيد
لا تزيد المساحة المأهولة من محافظة رفح عن 20 كليو متراً مربعاً، من أصل 63 كيلو متراً مربعاً تشكل مساحة المحافظة الجنوبية الخامسة لقطاع غزة، حيث يقيم فيها قرابة 1.4 مليون مواطن فلسطيني، جلهم من النازحين إليها من مدينة غزة والشمال، ومن مخيمات المنطقة الوسطى وبعض سكان محافظة خانيونس، من الذين ظنوا أنها ستكون منطقة آمنة، لا خطر فيها ولا حرب عليها، بعد أن أعلن جيش الاحتلال أنها مناطق آمنة، ولن تشهد عملياتٍ عسكرية، ودفع المواطنين الفلسطينيين بقوة السلاح وكثافة القصف والغارات، إلى الانتقال إليها والإقامة فيها، بعد أن قصف مناطقهم ودمر بيوتهم وخرب مناطقهم. اقرأ المزيد
بعد فترة: ملاحظات وتساؤلات تمر دقائق وساعات وأسابيع، والمشهد ثابت: آلات الإجرام والإبادة تعمل دون كلل، مقاومة أسطورية توجع القتلة، جثث أهلنا تتراكم، وتتعفن أحيانا، وجراحهم تتفاقم، وجوعهم وتشردهم، والعالم بعضه يندد، وأغلبه إما مستسلم يتحسر، أو مشلول مغيب يتفرج!! تتكرر معضلة الربيع: معارك متعددة المستويات لا يقابلها وعي، ولا قدرات إدارة لموارد وفرص وتحديات، بل ذهول مسيطر، وعجز مكتسب، وأحيانا متوهم. معنى هذا أن الوعي، والمراجعات والتأملات والمحاسبات والتعلم من الأخطاء كلها اقرأ المزيد
فرغ العدو الصهيوني أو قارب على الانتهاء من تدمير كل مقومات الحياة في قطاع غزة، فبعد أن قتل وأصاب بجراحٍ بالغةٍ في معظمها، ربما أكثر من مائة ألف فلسطيني من سكان القطاع، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن، عمد إلى تدمير البيوت والمساكن وسَوَّى أغلبها بالتراب، وقصفها على رؤوس ساكنيها بالصواريخ المدمرة وبقذائف الدبابات الضخمة، وحطم السيارات والآليات بدباباته التي داستها وسحقتها، وأتلفت في طريقها كل ما تجده من ممتلكات وتجهيزاتٍ. اقرأ المزيد
مخطئ من يظن أن الإدارة الأمريكية تريد وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أو أن ضميرها قد استيقظ من سباته واستفاق من غفلته، ولم يعد منحازاً كما كان، أو متواطئاً كما عرفنا، أو شريكاً كما ظننا، وأنها أصبحت إنسانية عاقلة تشعر بالآخرين وتحترمهم، وتعترف بالأعراف والقوانين، وتلتزم العهود والمواثيق، وترفض الظلم وتنشد العدل، وتسعى جادةً ومخلصةً لإنهاء الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على الفلسطينيين في غزة والضفة والقدس، وتعتبرها حرباً ظالمةً تستهدف حياتهم، وتنتهك سيادتهم، وتنتقص حقوقهم، وتهدد مستقبلهم، وتحرمهم من الحياة الآمنة المستقرة. اقرأ المزيد