عن استعباد النساء تساؤلات
من أنا ولماذا في أحيان كثيرة أبحث عن ذاتي فلا أجدها
السلام عليكم ورحمة الله السادة الكرام موقع مجانين.
تخرجت من الجامعة وأنا في مقتبل العشرينات -21- كنت طالبا مجتهدا ضحوكا مبتسما وأظن أنني صاحب فكاهة فكاهة إن شئت سمها لا تؤذي أحدا. في عملي الأول حيث أنني حصلت على وظيفة بعد تخرجي بثلاث شهور -رقم قياسي -وهذا كان دخولي الأول إلى عالم الحياة حيث لم يسبق لي أن خضت مع والدي تجربة ما في الحياة باستثناء أنني تعلمت الصبر من كثر ما دار بيني وما بين والدي من خلاف أدى في نهاية الأمر إلى الطلاق.
مشكلتي ليست في أبي ولا في أمي فأنا وإن كنت دائم الحرص على أن يكونوا متصالحين مع بعضهم، لكن الطلاق أبعدني كل البعد عن التفكير فيهم فلدي ولدان وزوجة صالحة أسعد لرؤيتها.
كنت أمازح الشباب في الشركة وكان مزاحي لهم عاديا لكنني أظن أن كلماتي مستفزة -هذا ما يتكرر على مسامعي هذه الأيام -فما كان من أصدقائي إلا أن كانوا يجتمعون علي فتارة كانوا يخاشنوني بأيديهم وتارة يحكمون ربطي وهكذا مما لم أعتد به أبدا في ذلك السن.
قبل فترة قصيرة وضع أحدهم أحد الفيديوهات على الفيس بوك وأنا في صندوق السيارة الخلفي - أقول وأنا أتألم لكن لا أعرف لماذا -كانت دعابة لا أكثر لكنني اليوم وبعد 8 سنين تقريبا تغيرت عندي مفاهيم الحياة وأصبحت أكثر نضجا فلامس ذلك الفيديو ألما في نفسي وضاقت نفسي لم يكن ذلك الفيديو فجا أو سيئا كان في حدود المقبول -من وجهة نظري -وفي حدود ما يسمح به سني آنذاك.
تكلمت مع أحد الزملاء وعاتبته عتابا قاسيا على عدم احترام خصوصية هذه المشاعر إذ لم يطلب مني إذنا، أبدى أسفه وقام بحذف المقطع. أود أن أسأل دكتور سداد، لماذا لم تتقبل نفسي وتألمت كثيرا من رؤية هذا المشهد أهي الكرامة المزعومة؟ أم هو ماذا؟ ماذا حصل.
آلمني أن مديري في العمل -وقد تكون هذه مشكلة- قد رآه ففي الوقت الذي لا يزعجني ذلك يزعجني ذلك فأنا لا أشعر بالعار لكنني مستاء وقد يفيدك أنني في وقت ما شعرت بأن مديري في العمل استحوذ علي نفسيا إذ هو على دراية بعلوم كثيرة أما أنا فلا مع أنني مجتهد قارئ وتجاوز هذا إلى أن أقول أنني أداوم على حضور جلسات علاجية جماعية طلبا للحكمة وللفهم.
دكتور سداد بعد سنتين من العلاج بعثرني هذا الموقف وإن كنت أفضل تمسكا وأسير برشد وتعقل. أظن أنني اقترفت خطأ عظيما حين لم أكن على دراية بما يتوجب علي فعله مع زملائي بت ليلتي في كرب وألم وكلما تحدثت لنفسي وجدتني أقول ليست مشكلة، ذلك السن كان يسمح بما لا يسمح به غيره أو أقول هذه مواقف عفا عنها الزمن وذهبت إلى غير رجعة أو تقول لي نفسي أصيبت بعين الذل والإهانة لست كثيرا متعبا لما يدور في خلدي لأجيب في كل مرة لكن هذا أرهقني.
أنا مستاء من مواقف الماضي.
بعد مشاهدة مديري في العمل لهذا الفيديو الذي يظهر فيه أن فارق السن موجود شعرت وكأنه استأسد واستعد لينقض في علمه أنا سأتنازل أو هكذا أظن لكنني لم أتنازل فلا زلت أنا أنا الرجل الموزون الذي يدير عملياته برشد -وقد يكون الخوف من يديرها حيث أنني واجهت زمنا مرهقا من مشكلات أبي وأمي أصابني فيها كرب عظيم -ويحسن الخطوة في الحياة فليس لأحد من البشر علي فضل أقوم بكل أعبائي العائلية وأحب السلام ولكنني لا أجده.
فهل تريني الطريق وهل تنصحني بالتوقف عن مجموعات العلاج والانتقال لمرحلة العلاج الشخصي الفردي.
تقبل دكتور سداد فائق احترامي
02/04/2014
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالسعادة والهناء.
سأتحدث معك بأسلوبين الأسلوب الأول هو إنسان له بعض الإلمام في علم النفس والثاني كطبيب نفسي مهمته تشخيص وعلاج الأمراض النفسية وعلاجها بالعقاقير والكلام وتنسيق الرعاية.
بدأت الاستشارة عن البحث عن الذات التي لم تجدها هذا ليس بغير المألوف فالذات تجمع معتقدات بديهية ليس من الصعب تدميرها بين ليلة وضحاها يشغل الإنسان نفسه في الحديث عن الوجود والخليقة وغير ذلك من الكون الذي يحيط به، ولكن الطبيعة لا تتغير ولا يتم تهشيمها بالسرعة التي يحطم الإنسان فيها الذات التي يتصور أنها ثابتة مبنية على أسس صلبة.
تهشم الذات التي تتحدث عنه تضعه في إطار دعابة بريئة ثم تربط ذلك بعلاقتك مع مدير عملك الذي تشعر نحوه بنوع من الدونية وخيبة أملك بانفصال الوالدين تحاول لفترة طويلة استعمال التعقل في تحليل هذه الحادثة البريئة في إطارها ومحتواها ولا تجد نفسك قادراً على ذلك لا تزال تبحث عن الذات خلال علاج نفسي جماعي ولن تجدها إلى اليوم.
أين هي الذات التي تبحث عنها؟
لا أستطيع العثور عليها ولن تجدها أنت عبر العلاج الجماعي ولكني أستطيع وضع بعض الإرشادات وعلامات المرور في طريق أو أكثر تسير فيه.
الذات البشرية غير قابلة للتغيير وتراها مستمرة كحبل سميك وطويل يتكون من أنسجة يصعب عدها محمد الذي عمره الآن 29 عاماً هو نفس محمد قبل 10 عشر سنوات ونفس محمد بعد عشرين عاماً.
عليك أن تتذكر بأن محمد قادر على توحيد جميع أفكاره ومشاعره ولكنه ليس قادراً على تغيير مدير عمله وطبيعة أصحابه ولا أي شيء يراه ويسمعه أما الأهم من ذلك كله فإن ذات محمد هي الوكيل والممثل لأفكاره وأعماله ومن خلالها يستوعب ما حوله ويجمعه في إطار واحد قد يستعمله اليوم أو يستبدله بآخر متى يشاء.
ما حولك هي زوجتك وعائلتك وربما البحث عن الذات ستجده في الحديث والتقرب من شريكة حياتك أنت رجل مسالم وعلى درجة عالية من الكفاءة.
أعود الآن إلى مثلث عقدتك النفسية لا تستطيع التوقف عن التفكير في الماضي وبالذات الحدث البريء، وتتحدث أيضاً عن علاقتك المتأزمة بمدير عملك الذي تصفه بصفات المتفوق عليك بكل شيء أما الرأس الثالث للمثلث فهو عدم سعادتك.
إن حاولت ربط هذه الرؤوس الثلاثة فستجد أنك إنسان غير سعيد وعلاقتك مع مدير عملك وأصحابك لا تختلف عن علاقتك بالوالدين ولم تقوى حتى هذا اليوم في وضع فراقك عنهم وفراق أحدهما الآخر في مكانه الصحيح انفصل الأم والأب ولم يبالوا بمشاعرك وتأثير هذا الفراق عليك امتلكوا القوة لاتخاذ قرار متعسف لا تقوى أنت على اتخاذه ولكنك في قلق دائم بأن مديرك قادر عليه الحادثة تذكرك بالضعف المتأزم في داخلك ولكني أرى الميل إلى السلام والتحضر هذه هي عقيدتك البؤرية.
توقف عن العلاج الجماعي واحرص على إضاءة أنوار بيتك لترى فيه من تحبها وتحبك.
الأسلوب الثاني الذي أستعمله كطبيب نفساني هو إن كنت تشعر بالاكتئاب وتعاني من اضطراب في النوم والشهية والتركيز ونوبات هلع فعليك بعقار مضاد للاكتئاب رغم ذلك تتوقف عن العلاج النفسي ولا تعود إليه الآن ولا تبحث عن علاج فردي.
إن طلبت مني تشخيصاً لحالتك فهو:
1 - اكتئاب طفيف مزمن ناتج عن عقدة بؤرية.
2 - أعراض جانبية للعلاج النفسي.
تذكر العلاج النفسي لا يختلف عن العقاقير في الأعراض الجانبية والتوقف عنه قد تجده صعباً.
فكر بما قلته لك وتوكل على الله فمنه التوفيق.
ويتبع>>>>>: أضئ أنوار بيتك لترى من تحبك وتحبها م1