وسواس أرهقني
بدأت حكايتي مع الوسواس في الخامسة عشر من عمري
عانيت منه فترة طويلة دون أن ندرك أنه مرض حتى أخبرنا بذلك طبييب مخ وأعصاب
كانت تنتابني أفكار في صورة تهديد لو لم تفعل كذا ربما يحدث كذا، لو لم تراجع الباب سوف يحدث ضرر لأحد من أهلك مثلا
في هذه الفترة كان هناك خلافات دائمة ومتكررة بين شقيقي الذي يكبرني بثلاث سنوات وبين أبي رحمه الله كنت أخشى دائما تكرار هذه الخلافات فتأتيني الأفكار في صورة تهديد لو لم تفعل الفعل الفلاني سيحدث كذا وكذا.
ذهبت إلى طبيب مخ وأعصاب بعد معاناة طويلة امتدت لحوالي سنة بإرشاد من أحد الأصدقاء وعرفت بعدها أنه مرض وصف لي أنافرنيل وزانكس لفترة لا أتذكرها ولمدة أيضا لا أتذكرها وتعافيت نسبيا ثم توقفت عن الذهاب له وعن تناول الأدوية.
ثم انتقلت للمرحلة الثانوية والتحقت بكلية الهندسة وكانت تنتابني مثل هذه الأفكار في فترة الامتحانات مما يجعلني أعيد الحسابات على الحاسبة عدة مرات تخرجت ووجدت عمل بصعوبة نظرا لكوني لا أجتاز المقابلات الشخصية بنجاح نظرا للتوتر الذي يلحق بي أثناء المقابلة.
منذ فترة عاودت الأفكار في الظهور بشكل ملح وكبير تأتي في صورة تهديد أيضا لو لم تفعل كذا سوف تفقد أحد الناس أوسيقول عنك أناس كذا وكذا أو سوف يخرج الناس من حياتك أو يغضب منك أحد أو يعاملك بشكل سيء وهكذا فأنا شخصية حساسة للغاية وهكذا إلى أن ذهبت إلى طبيب مخ وأعصاب فأعطاني فافرين بجرعة 100 مللي في اليوم ومعه بوسبار وشعرت بتحسن نسبي ثم رفع الجرعة إلى 200 ولكن ظل الوضع كما هو، استبدل البوسبار بالأنافرنيل 25 ولكن الوضع كما هو حتى توقفت عن الذهاب له دون قطع للعلاج استبدلت فقط الفافرين بسيتالو بتوصية من طبيب الصدر الذي ذهبت له أشكو ضيق التنفس فقال لي أن الموضوع نفسي وليس عضوي.
أنا مستمر الآن على أنافرانيل بجرعة 50 مللي وسيتالووبجرعة 10 مللي في اليوم.
أخشى الاختلاط بالناس كثيرا لأنني أخشى رؤياهم لنواقصي رغم أنني متفوق جدا في عملي الحمد لله ولكني اعتدت النجاح والظهور بمظهر مختلف عن الآخرين فأخشى أن تهتز تلك الصورة كثيرا فأنا شخصية حساسة جدا من أي كلمة أو عبارة ولذلك أسعى للظهور بشخصية مثالية. أسعى للوصول لتلك المثالية ولكنني أفشل وأعرف أنه لا توجد شخصية مثالية ولكني أسعى للوصول لها وظل أفكر دائما في نواقص وعيوب الآخرين ولماذا هم هكذا.
لا أعلم ماذا أفعل فإنني خاف كثيرا وتنتابني أحاسيس حزن كثيرة ربما من مجرد كلمة من أحد، لا أعلم هل هو خوف أم رهاب أم وسواس أم اكتئاب أم ماذا ولا أعرف ماذا أفعل.
أرشدوني يرحمكم الله
07/10/2014
رد المستشار
رسالتك تحمل في طياتها أعراض الوسواس القهري (تنتابني أفكار في صورة تهديد لو لم تفعل كذا ربما يحدث كذا، لو لم تراجع الباب سوف يحدث ضرر لأحد من أهلك) (عاودت الأفكار في الظهور بشكل ملح وكبير تأتي في صورة تهديد أيضا لو لم تفعل كذا سوف تفقد أحد الناس أوسيقول عنك أاناس كذا وكذا أو سوف يخرج الناس من حياتك أو يغضب منك أحد أو يعاملك بشكل سيء) (أعيد الحسابات على الحاسبة عدة مرات). الوسواس قد يأتي بشكل فكرة أو صورة أو تخيل كما ذكرت أنت تماما برسالتك. وقد يصحب الوسواس فعل أو حركة أو ما يعرف بفعل قهري, ولذا نطلق عليه مرض الوسواس القهري. ولا أريد أن آخذك في رحلة للتعريف به.... لأنه يبدو واضحا أن قد تكون قرأت كثيرا عنه.
الحقيقة أن المشكلة التي تعاني منها جعلتني حائرا ومتأملا لطبيعة الفكرة أو الأفكار أو الصور التي تستحوذ عليك, والتي تعاود في الظهور بشكل ملح وفي صورة تهديد ((عاودت الأفكار في الظهور بشكل ملح وكبير تأتي في صورة تهديد أيضا لو لم تفعل كذا سوف تفقد أحد الناس أوسيقول عنك أناس كذا وكذا أو سوف يخرج الناس من حياتك أو يغضب منك أحد أو يعاملك بشكل سيء)).
صحيح أنك ذكرت بأن الوسواس لديك إما بشكل فكرة وأحيانا بشكل صورة. وهذا ما يجعل الطبيب يستشف طبيعة المرض. ولكن أحيانا قد لا نستطيع أن نعبر عما تختلج به أنفسنا مما نعاني منه بصورة صحيحة. ما أريد أن أوضحه لك هل تكون أفكارك مسموعة أي أن تسمع أفكارك بصوت مسموع, أو تسمع فكرتك بشكل صوت وكأنه صوتك ثم تجادل وتناقش مع ذاتك. لأنه لو كان ذلك جزءًا مما تعانيه, هنا قد يختلف التشخيص لحالتك. أعني إن كان صوتك هو ما تسمعه, أنصحك بالذهاب إلى أستاذنا الكبير أ.د وائل أبو هندي صاحب أكبر مدرسة لعلاج الوسواس، أو -إن لم يمكنك ذلك- فإلى الطبيب النفساني الأقرب من مكان وجودك.
مع خالص الاحترام
واقرأ أيضا:
اقتران اضطرابي الشخصية البينية والوسواس القهري
وساوس وقرف ورهابات نوعية
خلطة وسواس قهري واضطراب مراقي