مسمار جحا
أشكر الأخت العزيزة الأستاذة أميرة على اهتمامها وردها. أطمئنك أن حالتي الآن افضل بكثير ولله الحمد. ولكن كانت لي بعض التعليقات أرجو أن يتسع صدركم لها.
أولا: بالطبع أنا مؤمن بالله ومصدقه وأعلم عفوه ورحمته ومغفرته وبالتأكيد أيضا يوجد بإيماني قصور فلست بالإنسان الكامل ولكن أليس منزلة المؤمن دائما ما بين الخوف والرجاء. خوف من عقاب الله وغضبه ومكره ورجاء رحمته وعفوه ومغفرته فقد قال الله تعالى "فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ".
ثانيا: أعلم وأصدق أن الله يغفر لمن تاب وندم وعاهده على عدم العودة للذنب يقينا وقد رأيت هذا جليا في مواقف كثيرة في حياتي الشخصية قبل أن أراه في قصص التائبين والعائدين إلى الله. ولكن أليس هذا الذنب متعلقا بحقوق العباد التي لا تسقط إلا بالعفو والصفح منه أو تؤجل ليحكم الله فيها يوم القيامة.
ثالثا: الرغبة في الموت ليست قنوطا من رحمة الله بل ربما يكون بسبب عدم القدرة على تحمل الألم. لم أفكر في الانتحار أبدا ولكن فكرت في أن يقبضني الله بسبب الألم الشديد الذي كنت أشعر به وكل ما فعلته أني دعوت الله بأن يحيني ما كانت الحياة خيرا لي وأن يتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي.
رابعا: أما بالنسبة لكلام حضرتك عن أنني أتصور حبي لها. فأعتقد أنني لست بالصغير الذي لا يستطيع التفريق بين مشاعر الحب والشعور بالذنب. فقد زاد ارتباطي بها ووضح لي حبي الحقيقي في السنة الأخيرة فقط وبعد أن تأكد لدي إحساسي بحبها بدأت أتذكر فيها شعوري بالذنب لا العكس. ثم إني قرأت لحضرتك في استشارة سابقة أن الرجل قد خلقه الله يستطيع جمع أكثر من حب في قلبه. أقول هذا فقط لا لكي أبرر مثلا أني أنوي الزواج منها فقد أصبح هذا من المستحيلات الآن ولكن فقط لكي أوضح أن ما أشعر به ناحيتها هو حب حقيقي وليس تصورا أو زعما.
أرجو أن يتسع صدرك لتعليقاتي وخاصة أني الآن أفضل كثيرا من حيث الحالة النفسية ووضوح الرؤية وأعلم بالطبع أن ردود حضرتك بناء على تجارب وخبرات سابقة ولكن فقط أذكر أن الاختلاف وارد حتى في أدق التفاصيل.
أرجو فقط أن تضعي قرائتي لنفسي بعين الاعتبار.
22/10/2015
رد المستشار
حين نكون في قلب الأحداث يتشوش علينا الأمر بدرجات تتفاوت فيما بيننا كل حسب تكوينه النفسي والمناخ من حوله، فأنا أقدر رؤيتك لنفسك، ومشاعرك، بل رقي مشاعرك التي من كثرة رقيها وحساسيتها، وقربك من الله تعالى أوقعتك فيما قلته، فانتظر حتى ترى ما أراه، انتظر بما قلته لك محتفظا بيقينك في مغفرة الله، محتفظا بتوبتك، محتفظا بعدم التواصل معها من قريب، أو بعيد بصدق،
وركز في علاقتك بزوجتك التي أحبتك وتحبها، وركز في أبوتك ومسؤوليتها وستجد حينها أنها كانت في حياتك نوعا ما من الحب في مساحة تشوشت بداخلك؛ فخلطت بين حبك لصفات تحبها وجدتها في شخصها وامتزجت معها إساءتك لها مع ندمك على ذلك، وبين حب ذكر ورجل وأنثى وامرأة.
دمت طيبا، تائبا، أبا، إنسانا تتعلم، وتتطور في علاقتك مع نفسك ومشاعرك، وربك، وأدوارك الحقيقية في الحياة.