رسائل الأمس
حقا أشكرك لردك على رسالتي. لا أزعم بأن شيئا تغير ولكن ربما أنا من تغيرت. انتهيت إلى حد ما من رسائل الأمس ولكنها تراودني في الحاضر.
أحببت دكتور لدي في الجامعة مطلق ولديه ولد كنت أحبه بدون أن نتحدث أراقبه يوميا أتخيل كل يوم أن يدور حديث بيننا نعيش حياتنا معا حتى تعرفت عليه وأصبحنا أقرب ما يكون لبعضنا البعض، لم يقل لي أنه يحبني ولكنه كان يبرهن ذلك باهتمامه بي وسؤاله الدائم عني واختلاقه لفعل ما يثير الخلاف بيننا.
لا أكذب حينما أقول أحببت اهتمامه بي الذي لم أجده في أبي أعلم أنه أكبر مني بحوالي 14 عاما ولكني دائما كنت أجد فيه ما لا أجده في أبي من حنية واهتمام، كنت أعلم بأنني يجب علي أن أبتعد ولكن دون جدوى لم أستطع أن أحب أحد من زملائي في الجامعة كانوا دائما بنظري أولاد غير متحملين المسؤولية.
حاولت أن أنساه باهتمامي بشخص آخر ولكن في نفس سنه ولكن كنت دائما أعود إلى الخلف إلى نقطة الصفر، عندما عدت أتحدث معه وجدته يعاملني بجفاء يسلم علي حينا وحينا أخرى يتعمد تجاهلي. يخطف نظرات لي وأنا غير منتبهة وعندما أنتبه يعود إلى جفائه.
لا أعلم هل هذا لأن أبي كانت لا تربطني به علاقة أبوية وأبحث عن الأب الحنون فيه، أم يمكن أن أكون أحبه بالرغم من ظروفه.
أكاد أجن من كثرة تخيلي لوجوده معي في كل دقيقة وفي كل موقف يحدث معي .... أكاد أن أحمل التليفون لأسأله عن تغيره معي لأخبره أنني أتألم من معاملته بأنني لا أستطيع أن أعيش من دونه.
27/4/2016
رد المستشار
كيف تغيرت؟؟، كيف تخلصت من رسائل الأمس؟، هل فهمت مني أن تدعي كل من حولك لتبحثي عن ملجأ تستدفئين فيه حتى لو كان رجل كهلا يتصابى؟! أو يبدأ مرحلة كهولة ويراهق؟؟، فأي تغيير هذا الذي يجعلك في حالة هوس بوجود هذا الرجل المراهق؟.
فتغييرك سيكون حقيقيا حين ينبع من داخلك لا بأن تتسوليه من خارجك تحت أي زعم؛ فارتباطك به ارتباط يخلقه عقلك فقط؛ ليخفف عنك عبء حياتك الواقعية، وها هو حنانه واهتمامه يتبخر في ثوانٍ حين تتركينه بلا نظرات ولا تواصل فأي حنان حقيقي هذا؟، ..... فأنت تحتاجين للحب، والاهتمام، والقبول وهذه حقوقك المشروعة، ولكن كيف ستحصلين عليها هي مسؤوليتك الذاتية؛ فقد تحصلين عليها بعلاقة مزمنة تنغص عليك عيشك؛ فلا تهنئين بصدق، وقد تحصلين عليها بوهم وخيال يزيد بعدك عن الواقع فلا تقفين على أرض ثابتة أبدا،
وقد تحصلين عليها بالكف عن البحث عنها خارجك؛ فترين بعيدا عن غضبك وكرهك وتشويشك لذاتك كم أنت متفوقة، وكم أنت شجاعة لصمودك طوال تلك السنوات العجاف، وأنك تستحقين الحب والاهتمام لأنك تستحقين، وحينها تبدئين في عمل علاقات صحية بزملاء، أو جيران، أو أقارب تحبينهم ويرتاحون لك، ويكون جهدك في حفظ لسانك من الدبش والعصبية ليرونك وترينهم كما أنت وكما هم بلا أفكار مسبقة.
وهذه هي الطريقة الأولية السليمة التي ستساعدك في التغيير الحقيقي، بدلا من زيادة فصول قصتك بفصل جديد مليء بالشقاء، والتيه، والعذاب، أحبي نفسك وكفاك عراكا معها لتفوزي.
ويتبع:>>>>>> رسائل الأمس م1