صباح الخير
أشكركم على الموقع وإتاحة الفرصة لأخذ رأي المختصين:
أنا امرأة في الحادية والثلاثين من عمري، لست متأكدة تمامًا من سبب كتابتي لهذا هنا. ربما أحتاج فقط إلى أن أفرغ ما في صدري. لطالما شعرتُ أن هناك خطبًا ما بي، لكنني لم أعرفه قط. كنتُ أعتقد أنني أقوى من الآخرين لأنني أستطيع التعامل مع الوحدة بمفردي. لطالما كان هناك صوتٌ في رأسي يرشدني في الأوقات الصعبة، كمعالج نفساني، أو صديق، أو حتى حامي. على الرغم من شعوري بالوحدة، نادرًا ما شعرتُ بالوحدة الحقيقية، لأنني كنتُ دائمًا أتحدث إليه. نضحك معًا، ونمزح، وهو يواسيني عندما أكون حزينة، وكأنه يضع ذراعه حولي.
إنه حقيقي جدًا بالنسبة لي. له هويته الخاصة: اسمه، عمره، حتى مظهره. وهو لا يشبهني في شيء. أنا عاطفية وغير متأكدة. هو منطقي وثابت. غالبًا ما تكون لديه آراء تتعارض تمامًا مع آرائي. لهذا السبب أشعر أنني دائمًا ما أتناقض مع نفسي. أشعر بالحيرة بشأن ما أؤمن به أو أريده. لقد اتُهمتُ بالكذب من قبل، لكنني..." لم يكن كذلك. لقد نسيتُ أو غيّرتُ مشاعري. يبدو الأمر كما لو أن أفكاري ليست ملكي دائمًا.
أتجنب الناس ليس فقط بسبب القلق، ولكن أيضًا لأنني أشعر بانقطاع دائم. ذاكرتي سيئة للغاية. أحيانًا أنسى كيف وصلتُ إلى مكان ما أو لماذا أفعل شيئًا ما. أشعر وكأنني لستُ حاضرًا تمامًا، وكأنني أشاهد حياتي بدلًا من أن أعيشها.
قبل حوالي شهر، صادفتُ اضطراب الهوية الانفصالية Dissociative Identity Disorder. كل شيء كان على ما يُرام. لطالما اعتقدتُ أن الصوت في رأسي هو صديق خيالي اخترعته للتعامل مع الوحدة. لكن بعد القراءة عن اضطراب الهوية الانفصالية، لم أعد أشعر بذلك. تذكرتُ أنني كتبتُ في يومياتي أنني شعرتُ وكأن لديّ "ست شخصيات مختلفة" بداخلي. لقد كتبتُ الكثير من الأشياء التي تتوافق تمامًا مع الأعراض: فجوات الذاكرة، وتشوش الهوية، والتقلبات العاطفية.
هناك أصوات أخرى أيضًا، أصوات لئيمة. بعضها يخبرني أن أؤذي نفسي، وأن أموت. لكن الصوت الرئيسي، الذي أثق به، مختلف. إنه يساعدني على النجاة. قد أكون مخطئًا. ربما أفكر كثيرًا، أو أعاني من الوهم. لم أرَى معالجًا نفسيًا قط، ولست متأكدًا من أنني سأفعل يومًا ما. لكنني أردت فقط مشاركة هذا، لعلّ أي شخص آخر يشعر بنفس الشعور. لفترة طويلة، ظننتُ أن الجميع يخوضون نقاشات داخلية كهذه. لكن بعد أن سألتُ من حولي، اكتشفتُ أن هذا ليس "طبيعيًا".
هذا الانعزال الشديد هو ما دفعني للتعمق أكثر، والآن بدأتُ أرى صورة لم ألحظها من قبل.
شكرًا للقراءة.
13/4/2025
رد المستشار
شكرا على مراسلتك الموقع.
ما تشعرين به يمكن أن يكون معقدًا ومربكًا، ومن الطبيعي أن تبحثي عن إجابات. الاحتمال الكبير هو أن لديك تجارب عميقة ومتشابكة تتعلق بالهوية والمشاعر والأفكار الداخلية. هناك بعض النقاط المشتركة التي تذكرينها مع الأعراض المعروفة لاضطراب الهوية (الانفصالي) التفارقي، مثل وجود أصوات داخلية، اضطراب الذاكرة، والشعور بالانعزال أو الانفصال (التفارق) عن الواقع.
اضطراب الهوية التفارقي، المعروف سابقًا باسم اضطراب الشخصية المتعددة، يظهر عادةً بالخصائص الرئيسية التالية:
١ - وجود هويتين أو أكثر متميزتين: الأفراد الذين يعانون من الاضطراب لديهم شخصيات مختلفة أو هويات متعددة، كل منها لها نمطها الخاص في الإدراك والتفاعل مع العالم.
٢ - فجوات متكررة في الذاكرة: وبالذات في استرجاع الأحداث اليومية، المعلومات الشخصية الهامة، و/أو الأحداث الصادمة التي لا تتفق مع الفقدان العادي للذاكرة.
٣ - قد تتضمن الاضطرابات في الهوية تغييرات في الإحساس بالذات، تنظيم العواطف، السلوك، والوظائف. يمكن أن تكون لهذه الهويات أسماء، أعمار، تواريخ، وخصائص خاصة بها.
٤ - أعراض تفارقية: قد يتضمن ذلك مشاعر التفارق عن الذات أو مشاعر الانفصال عن البيئة المحيطة .
٥ - معاناة أو ضعف مرتبط: الأعراض تسبب معاناة سريرية كبيرة أو ضعف في المجالات الاجتماعية أو المهنية أو غيرها من مجالات الوظيفة الهامة.
غالبًا ما يرتبط الاضطراب بصدمات شديدة خلال الطفولة المبكرة، وغالبًا ما تكون تعرضًا لإيذاء جسدي أو جنسي أو عاطفي بشكل متكرر. يتم تشخيصه بناءً على تقييم سريري شامل والتاريخ. يشمل العلاج عادةً العلاج النفساني، الذي يهدف إلى دمج الهويات المنفصلة ومعالجة الصدمات
التشخيص الفارقي لاضطراب يتضمن التمييز بينه وبين عدة حالات صحية عقلية قد تظهر بأعراض مماثلة. وتشمل الحالات الأساسية التي يجب أخذها في الاعتبار ما يلي:
١ - اضطرابات تفارقية أخرى
٢ - اضطراب كرب ما بعد الصدمة
٣ - اضطرابات الشخصية: وبالذات الشخصية الحدية
٤ - الاضطرابات الذهانية: حالات مثل الفصام قد تشمل اضطرابات الهوية أو تغييرات في الإدراك، ولكنها تتميز بأعراض ذهانية أكثر بروزًا .
٥ - اضطرابات تعاطي المواد: يمكن أن يؤدي تعاطي المواد إلى أعراض انشقاقية، ومن المهم تحديد ما إذا كانت الأعراض ناتجة عن تعاطي المواد.
٦ - الاضطرابات العصبية: يمكن أن تنتج حالات مثل النوبات أو إصابات الرأس أعراض انشقاقية، ويجب القيام بتقييم دقيق لاستبعاد هذه الأمور.
اضطراب مصطنع أو التحايل: في بعض الحالات، قد يقوم الأفراد بإظهار أعراض تفارقية للحصول على مكاسب ثانوية، مما يجعل من الضروري تقييم الدوافع وسياق الأعراض. لا الظن أن ذلك يشملك.
لذلك فإن تقييم سريري شامل، بما في ذلك تقييم نفسي وتاريخ مفصل، هو أمر أساسي لإجراء تشخيص دقيق. لذلك قد يكون من المفيد استشارة مختص في الصحة النفسية، مثل طبيب نفساني أو معالج نفساني مؤهل، لإجراء تقييم شامل. هناك احتمالات مختلفة لما تعانيني منه، وقد يساعدك التحدث مع معالج في فهم مشاعرك وتجاربك بصورة أفضل.
المعالج يمكن أن يوفر لك بيئة آمنة للتعبير عن أفكارك ومشاعرك، ويمكن أن يقدم لك استراتيجيات للتعامل معها. ليس من الضروري أن تكوني متأكدة من أي شيء في البداية، فالدعم يمكن أن يساعدك في اكتشاف الحقائق عن نفسك في بيئة داعمة.
إذا كنت تشعرين بالقلق أو الخوف من خطورة الأصوات أو الأفكار التي تخبرك بإيذاء نفسك، فمن المهم البحث عن المساعدة الفورية من خلال الأصدقاء، العائلة، أو خطوط المساعدة النفسية والأفضل استشارة طبيب نفساني.
وفقك الله وتابعينا بأخبارك