وسواس
أريد من الأستاذة رفيف أن تجيبني حول الذبائح فأنا أعلم أنه يجب أن نأكل ذبائح حلال ومذبوحين بطريقة شرعية والناس التي ذبحتها مؤمنين ولكن أنا عندما آكل دجاجة اشترتها أمي من السوق لا أعلم هل ذبحت بطريقة شرعية أو لا وهل الشخص الذي ذبحها مسلم لأن ممكن يكون سب الله أعوذ بالله أو سب الدين أو واقع بنواقض الإسلام فهل يجب أن أسأل عن كل هذا تم آكل لأن شك في الذبيحة هل هي حرام أو حلال تبقى حرام؟
ثاني شيء هو الكلام في الصلاة:
هل إذا طلع مني صوت بدون قصد في الصلاة تبطل لأن كنت أقرأ الفاتحة وطلع صوت مثل حرف الألف بدون قصد مني أو صوت الشهق والتنفس وصوت الزفير وصوت اللعاب هل هذه تبطل الصلاة؟
وأرجوك أجيبيني عن استشارة الأولى لأنه من المهم بالنسبة لي أن أعرف الجواب وآسفة على إزعاجك
16/4/2025
وأضافت في نفس اليوم تقول:
وسواس
لا أعرف إن وصلتكم رسالتي حول ما يشغل بالي بسبب الوسواس ولكن سأعيد كتابتها لأني أظن أنها لم تصل ولأني أريد الجواب في أقرب وقت وآسفة إن كانت وصلت وأعدت كتابتها وأرسلها لأن هذا أول استخدام لي في الموقع وآسفة مجددا وأتمنى أن تجيبني الدكتورة رفيف وآسفة على إلحاحي وإزعاجك
أولا النية
عندما أصلي أكون خائفة من قطع نيتي وأكون أفكر أنني لن أقطع نيتي مهما حدث تم تأتي جملة سريعة في ذهني وهي (سأقطع الصلاة) وأحس أنني أتعمدها وهي تأتي كلما فكرت أنني لا أريد قطع الصلاة وعندما أخطأ في شيء فيها ولكن بدأت تقل عندما اتبعت قول في المذهب الحنفي أن نية القطع لا تؤثر في الصلاة، هل الجملة التي تتكرر في ذهني حول قطع الصلاة مع أنني لا أريدها وأحاول دفعها هي مني وأنا أتعمدها؟
نفس الشيء بالنسبة لتغيير النية في الصلاة حيث أكون خائفة أن أغير نيتي من فرض إلى نفل فأبقى أفكر أنني لن أغير مهما حدث ولكن أنتهي بأنني أتعمد جملة (سأغير من فرض إلى نافلة) تتردد في ذهني مع أنني لا أريد ذلك وعند بحثي في رخص وجدت قولا للأحناف وهو (ذهب الحنفية إلى أن الصلاة لا تبطل بنية الانتقال إلى غيرها ولا تتغير، بل تبقى كما نواها قبل التغيير، ما لم يكبر بنية مغايرة، بأن يكبر ناويا النفل بعد الشروع في الفرض أو عكسه، أو الاقتداء بعد الانفراد وعكسه، أو الفائتة بعد الوقتية وعكسه. ولا تفسد حينئذ إلا إن وقع تحويل النية قبل الجلوس الأخير بمقدار التشهد، فإن وقع بعده وقبيل السلام لا تبطل) فما معنى قولهم هذا وكيف أتوقف عن التعمد بقطع الصلاة وتغيير النية؟ كما يحدث هذا في الوضوء والغسل في قطع النية
ثانيا الحيض
عند آخر يوم لنزول أجف لمدة ليلة تم تنزل الكدرة ولكن أنا دائما أجف في الليل حتى في الأيام العادية فبعد هذه الكدرة التي تنزل في النهار أجف أيضا ليلة أخرى تم تنزل صفرة تم أجف ليلة أخرى حتى يصبح لون الإفرازات عادي فأي يوم من الجفاف هو يوم الطهر بالنسبة لي أجيبني أرجوك
ثم الغازات
أحس أن الغازات تندفع لفتحة الشرج ولكن لا أعلم هل خرجت أم لم تخرج وخوفي أن تكون خرجت وأنا لم أتوضأ أيضا عندما أستنجي أحس بفقاعات جنب فتحة الدبر أو كأنها تخرج من فتحة الدبر وأنا أرجح أنه الماء المنحصر هناك هل هذا صحيح أم لا؟
وآسفة على إزعاجك أستاذة رفيف أرجوك أجيبي على الأسئلة كاملة بطريقة مفصلة لأني أكاد أجن وآسفة إن أرسلت مرة أخرى لأني أخاف أنه لم تصل بكم الرسالة وأنا بحاجة الجواب
السلام عليكم
16/4/2025
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "كوثر" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
من المحزن ألا ترد عليك رفيف لأنها أثناء انتظارك الذي لم يطل كثيرا أدركتها المنية صباح الأحد 28 شوال 1446- 27 أبريل نيسان 2025، وأصبح لزاما عليّ أن أرد على ما لم ترد عليه الفقيدة يرحمها الله....
بالنسبة لموضوع الذبائح فما أذكره شخصيا عندما كنت ابن 12 سنة في سبعينات القرن الماضي مع والديّ يرحمهما الله في السعودية كنا نشتري الدجاج المثلج وقد كتب على الكرتون وعلى كيس كل دجاجة فيها "ذبح على الطريقة الإسلامية"، عندما سألت والدي عن المقصود علمني الذبح، فعرفت أن المقصود بالطريقة الإسلامية هو أن تنطق الشهادتين، وحين سألته لم لا أرى مثل هذا في مصر؟ قال لأننا لا نستورد الدجاج المثلج.... مرت السنوات ولم أعد أرى تلك الجملة إلا نادرا... لكن المفترض والواقعي عندما تشتري والدتك الدجاج في بلد إسلامي (بل إن أكثر من 99% من التونسيين مسلمون) هو ألا يخطر السؤال الذي تسألين على الذهن، وإن خطر فقد يكون ذلك من علامات الاستعداد للوسوسة، إذن لا يجب أن تسألي عن شيء من هذا لتأكلي بالهناء والشفاء، وتذكري دائما أن الأصل في الأشياء أنها حلال ما لم يكن دليل على حرمتها والدليل لا يكون يبنى على شك (في كفر من ذبح الدجاجة فقهيا!!) وإنما يبنى الدليل على يقين، أنت في بلد مسلم كما قلت لك فهل تعرفين أن بائع/ة الدجاج في حيكم يسب الله أو يسب الدين أو، أو إلخ. حقيقة لا وإنما تقولين أنه ممكن وبما أنه ممكن إذن هناك شك وبما أن هناك شكا فإن الذبيحة حرام! سامحك الله
لا يلجأ المسلم الطبيعي لمثل هذا التساؤل إلا مثلا وهو في بلد أو منطقة لا يوجد فيها مسلمون، أما التساؤل في مثل ظروفك فلا معنى له خاصة إذا اختلط بالتحريم بناء على احتمال كفر أشخاص لم تعرفيهم وخاصة أكثر عندما تقولين (لأن شك في الذبيحة هل هي حرام أو حلال تبقى حرام؟) فهذا عكس الإنسان الطبيعي تماما الذي يقول ببساطة (ما دام فيها شك إذن فهي حلال، أو ما دام فيها اختلاف إذن فهي حلال)... تأخذين أنت بأحوط الحوط والواجب على الموسوس أن يأخذ بالأيسر ليعينه ذلك على وسواس التشديد والتعمق المذموم.
بالنسبة لما وصفته من الكلام في الصلاة، فإن الكلام أو غيره من كل ما هو لا إرادي لا يفسد صلاة الموسوس، وأما قولك (جملة سريعة في ذهني وهي -سأقطع الصلاة- وأحس أنني أتعمدها) فهي وسواس أيضًا حكمها حكمه وعلاجها التجاهل، وبالتالي فإن عليك الاستمرار في صلاتك دونما اكتراث لا بما يخص النية ولا الأفكار المتعلقة بالقطع أو الانقطاع دائما واصلي عبادتك كما تجدين مشروحا باستفاضة هنا: وسواس الصلاة: القطار أحادي الوقوف! وأيضًا شرحناها ضمن إجابة: وسواس التكبير وقطع الصلاة: استعارة القطار!
أما سؤالك عن تغيير النية في الصلاة فإن الآراء الفقهية المتعلقة به كلها تتعلق بالأصحاء عقليا أي غير الموسوسين، وأما الموسوس فلا نية له والموسوس لا يحاسب على نيته لأنها تلتبس عليه إن وسوس فيها، بل إن استحضارها أي استحضار النية لا يجب على الموسوس!
وذلك كله لسبب واضح هو أن الوسواس يعبث بالنية وبالحالات الداخلية فيعجز الشخص عن الوصول الواثق لمعلوماته الداخلية.
واقرئي أيضًا:
وسواس الصلاة: صلاة الموسوس لا تنقطع!
وسواس قهري العبادات: الوضوء والريح والصلاة!
وساوس الصلاة: الضحك القهري والشك في النية!
الوسواس القهري.. وقطع الصلاة المتكرر!!
وأما الفقرة التي جعلتني أرسل استشارتك لد. رفيف يرحمها الله (بعدما اتفقت معي ألا أرسل لها إلا ما يصعب علي الرد عليه) لأنني قرأتها متعجلا فهي (عند آخر يوم لنزول الدم أجف لمدة ليلة تم تنزل الكدرة ولكن أنا دائما أجف في الليل حتى في الأيام العادية فبعد هذه الكدرة التي تنزل في النهار أجف أيضا ليلة أخرى تم تنزل صفرة تم أجف ليلة أخرى حتى يصبح لون الإفرازات عادي)... هذا معناه أن الكدرة والصفرة الموصوفين من الحيض لأن العلماء الأفاضل ومنهم الإمام النووي يرحمه الله يرون أن الكدرة والصفرة تعتبران حيضا في أيام الحيض وتعتبر طهرا في أيام الطهر لحديث أم عطية رضي الله عنها قالت: كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئا، رواه أبو داود والبخاري، وبالتالي فإن اليوم الذي فيه يصبح لون الإفرازات عاديا هو يوم الطهر.
واقرئي أيضًا:
وسواس الطهر من الحيض: وسواس انتهاء الحيض!
وسواس الطهر من الحيض!
وسواس الطهر من الحيض: أصفر بيج رمادي!
وأما مشكلة الغازات التي تندفع لفتحة الشرج، وصوت الفرقعة الذي تسمعين فإن هذا كله من وسواس قهري من وساوس المبطلات يشتهر باسم وسواس خروج الريح، وقبل أن أحيلك إلى ارتباطات واضحة شارحة أنبهك إلى أنه في حالة الوسواس لا فرق في الحكم بين خروج ريح فعليا وبين التوهم أو الشك في خروج الريح، أي أن أثر خروج الريح الحقيقي يساوي صفر، فلا يفسد الوضوء ولا العبادة، وليس المقصود أنه يعامل معاملة المريض بسلس الريح لأن حالة مريض الوسواس القهري أعقد بكثير.
اقرئي على مجانين:
وسواس خروج الريح: إعفاء مفتوح صريح !
سلس الريح المتقطع= وسواس خروج الريح!
وسواس خروج الريح: الشعور الحسي بخروج الريح!
وسواس خروج الريح: لا شك ولا يقين! بل تصريح!
وسواس الريح وعذاب الوضوء: ريحك لا ينقض الوضوء!
الوسواس القهري: معنى سقوط التكليف!
أخيرا يا "كوثر" لم تشيري إلى متى بدأ معك الوسواس وأخمن أنه منذ سنتين أو ثلاث على الأقل، وأرجو أن تنتبهي مبكرا إلى ضرورة الحصول على التشخيص الكامل والعلاج المتكامل من طبيب نفساني.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>>>>: وساوس العبادات: البدايات والأداء والمبطلات! م