والله العظيم لا يناسبك ولا يستحقك مشاركة1
والله العظيم لا يستحقك
بداية نشكركم أشد الشكر على ما تقدمونه من جهد كبير رغبة منكم في مساعدة الآخرين، جعله الله في ميزان حسناتكم.
أود أن أذكر أني صاحبة مشكلة سابقة كانت بعنوان والله العظيم لا يستحقك بعدها أخذت عناوين مختلفة حسب المشاركات التي توالت.
دكتور مصطفى الفاضل، أشكرك خصيصا على حرصك، وعلى سعة مداركك (ما شاء الله) فإن ما ذكرته سوف يحصل حصل بمفارقات بسيطة -كأنك كنت تقرأ من قصة- أخي الفاضل الدون جوان لم يكف عني حتى أني حدثت بيني وبيته مشادة قوية في الهاتف لأني لم أتقبل فكرة أنه يريد الزواج بعقد خارجي من غير علم أهلي وهذا أمر مستحيل أن أقوم به ولو كنت أهيم به حبا (للعلم بعدها اعتذر عن هذا الطلب وقال أنه كان متضايق ولم يجد أمامه حل)، بعدها حاول محادثة أمي بالموضوع لكن أمي أعطته الرفض (الضمني) قبل أن يبدأ بالحديث، بعدها طلبت أختي مني أن أقول له أن لا يحاول أن يحادث أحد من أهلي منعا للفضائح (باعتبار أن مجرد تفكيره بنا هو فضيحة بحد ذاتها)، المهم قلت له وأعرب بعدها عن استيائه وقال لي أني لو كنت أحبه كنت أخذت موقف أكثر من هذا.
قبل عودتي للوطن أرسل لي رسالة أنه إذا كان يستطيع أن يثق بي، فأجبت بالتأكيد لكني يجب أن أجمع بين رضا الله ثم أهلي والتفكير به، أجابني أن أصعب ما في الحياة أنها اختبار من الله وأنه يتمنى لي السعادة معه أو مع غيره وأن حبه لي قد زاد، لم أعلق على رسالته. في اليوم التالي وقبل ركوبي للطائرة بعث لي بأخرى أنه يحبني ويريد مني أن أعلمه إذا عزمت على الزواج فأجبت وأنا كذلك وأني أشعر بسعادة كبيره أني تركت شخصا أستطيع أن أعتمد عليه في يوم من الأيام وأني لن أقدم على خطوه من غير ما أعلمه.
المشكلة هنا سيدي الفاضل أني حتى الآن لم أستطع أن أقدم على خطوة الزواج وأنا أتعلل بأعذار واهية أمام الجميع، الأمر بدأ يحرجني لأني لا أعلم بماذا أرد لأني ما زلت أحب هذا الشخص ومازلت أدعو الله الذي استجاب لي دعائي أن يجعله من نصيبي لا أعلم أهي سذاجة مني أن أضل أحبه أو أن أعطيه ثقتي بعد كل ما قام به، أشعر أني أخونه بزواجي، أنا الآن تقدم لخطبتي شاب الجميع يثني عليه (مع تحفظي على نوع دراسته ومستوى عائلته المادي) فأخبرت الدون جوان بهذا برسالة مني على حسب رغبته فأبدى استياءه مني وأنه توقع مني أن أكون شجاعة و أني لن أتركه بعدما التزم هو بوعوده لي وبعث بأخرى أي لست كأبي و أنه كان يعتبرني شيئا مهما .أنا هنا توقفت تماما عن محاولة إقناع نفسي بمن تقدم لي، لا أستطيع أن أخبر أحدا أو أن أستشير أحد.
الأمر بدأ يرهقني كثيرا وأهلي يلاحظون هذا لكن هم متعجبون من فتاه لا تسعد إذا تقدم لها شاب وأنهم يريدون مني الجواب في غضون أسبوع على الأكثر من اليوم.
كيف يمكن لي أستاذي أن أتوقف عن محبته فلا أستطيع أن أتخيل نفسي زوجة لرجل يريد أن تكون زوجته له وحده في قلبها وعقلها، لا أتخيل أن يكون جسدي لرجل وأنا مازلت متعلقة به (عذرا) لكن هذه حقيقة الزواج التي يسعى إليها الشباب، الجميع يرى مني الالتزام والعقل والجميع يقول لي أنه متأكد من نجاح زواجي باعتباري أكسب خبرات من زيجات من هم حولي.
أختي تشعر أني ما زلت أحب هذا الرجل بناء على الحوار السابق فقالت لي أني لابد أن أتخذ هذه الخطوة من غير تفكير وأن أتجاهل الأحاسيس التي بداخلي فالوقت وزخم الحياة كفيلين بأن تنسي الإنسان من حوله وأن الزواج لا يحتاج للحب مقدار احتياجه للاحترام والتعقل.
ماذا أفعل سيدي الفاضل فكرت أن أحادثه في الهاتف لكن خوفي أن أتعلق به أكثر (للعلم فأنا عند محادثتي له أكون شديدة التعقل بعيده أشد البعد عن الرومانسية، لخوفي من الحرام لا سمح الله)، أم أني أقدم على الزواج من غير تفكير وهو ماذا أفعل به؟؟
أنا والله لا أعلم لماذا أحبه مع أنه ليس بالإنسان الذي تناسبني طبائعه، لماذا أحب أن أسأل عنه، هل أنا أتوهم الحب لمدة خمس سنوات، لماذا استجاب لي الله أن يأتي لي يرجوني وأن يترك أختي، ويكرهه فيها وأن يتغير لإنسان أفضل فكل ما دعوت به حدث والله بالضبط حسبما أريد بالمواقف ذاتها!!
قد تسأل ماذا يجذبني فيه؟!، أسلوبه في الحياة، إيمانه بالقدر المطلق، إنسان ضعيف أمام من يحتاج إليه مع قوته وعنفوانه في العمل. لا يجذبني الرجل الوسيم ولا أي من شباب بلدي حاولت أن أجعل أي آخر يعجبني لكني لم أستطع.
لا أعلم ماذا أفعل ففي نظر أهلي أني أتممت 23 عاما أني بدأت أكبر!!.
ما هو أصلا إحساس الحب؟ وكيف يكون؟ أهي الرغبة في التواجد مع الآخر؟، أهي القدرة في مسامحة الآخر والتجاوز عن عيوبه؟، أهي التضحية من أجل الآخر؟، هذه أمور كلها أستطيع أن أقوم بها تجاهه.
لم أتوقف عن الدعاء بأن الله يساعدني ولن أتوقف؟ لكن بهذه الطريقة كأني أحارب حياتي فلا أستطيع أن أعلن رغبتي بمن أحب ولا أريد أن أقبل بالأمر الواقع وأتزوج من يرضونه أهلي؟
هل أرفض فكرة الزواج بشكل نهائي وقاطع؟
لا إله لي إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
14/11/2007
رد المستشار
ابنتي العزيزة؛
سلامات!، وأين أنت منذ شهور عديدة بعيدة؟!، أحس وأشعر بمعاناتك يا ابنتي، فالصراع شديد العنف بين قلبك وعقلك، وإن كنت ما زلت أرى قلبك متغلباً على عقلك، أنت تناقضين نفسك أشد التناقض، وهذا التناقض بسبب تسلط قلبك على عقلك، فأنت نفسك تقولين أن الزواج من هذا الدون جوان فضيحة لأهلك، وأمك قد رفضته ضمنياً كما تقولين، وأنك لا تقبلين الزواج منه في السر، وهذا عين العقل والحكمة، فكيف بعد كل ذلك تنتظرين وتضيعين أحلى أيام عمرك في انتظار زواج "مقطوع منه الرجاء" كما يقول العامة في مصر.
واضح يا ابنتي الغالية أن أختك الكبرى "المطلقة وأم عدد من الأبناء والبنات" قد فهمت ذلك الشخص أكثر منك، وأظنها هي التي رفضته وليس هو، وما يؤكد لي ذلك هو كلامها عن مفهوم الزواج، هذا الكلام الذي أعجبني كثيراً في الحقيقة، وهذا بالطبع نابع من خبرتها في الحياة، وخصوصا وهي مجربة للزواج والأسرة والأبناء؛ وأرجو منك أن تصدقي كلامها عن الزواج: "أختي تشعر أني ما زلت أحب هذا الرجل بناء على الحوار السابق فقالت لي أني لابد أن أتخذ هذه الخطوة من غير تفكير وأن أتجاهل الأحاسيس التي بداخلي، فالوقت وزخم الحياة كفيلين بأن تنسي الإنسان من حوله، وأن الزواج لا يحتاج للحب مقدار احتياجه للاحترام والتعقل"؛
هذا الكلام مجموعة من الحكم ليت الشباب يستوعبونه جيداً، ولن يخسروا كثيرا إن أخذوا به، يكفيك يا بنيتي أن أهلك يباركون الزواج من ذلك الشاب الذي لا يعجبك نوع دراسته ولا مستواه المادي، وأنت لم تعرضي لنا فيه عيبا جوهريا يعيب الرجل مثل الكذب (الذي يحترفه الدون جوان حبيب القلب)، ولا هو متزوج عرفي من امرأة سيعطيها بعض المال ويطلقها في أي وقت، ولا هو يطلب منك عصيان أهلك، ولا هو يثير الضغينة والحقد بينك وبين أختك الأكبر، بل على العكس فترحيب أهلك به كزوج لك يعني أنهم راضون تمام الرضا عن عائلته وعنه شخصياً.
بنيتي الغالية؛ تزوجي من رشحه أهلك لك؛ فخبرتهم في الحياة وفي معرفة طبائع الناس أفضل منك، وعلى أسوأ الظروف أنك لم تحبي ذلك الشخص بعد زواجك منه أو أنك لم توفقي معه في الحياة الزوجية –لا قدر الله– فستجدين أهلك كلهم بجانبك، وستكون خسارتك أقل بكثير لو تزوجت من شخص لا يرغب أهلك في زواجك منه، بل ويعتبرون زواجك منه فضيحة لهم!!، أليس كذالك يا بنيتي الطيبة؟!
استخيري الله عز وجل أكثر من مرة، والله يهدي قلبك لما فيه الخير لك في الدنيا والآخرة، وتابعينا بأخبارك.