السلام عليكم ورحمة الله وبركاته......
المشكلة بدأت من حوالي 3 سنوات عندما أخذت حقنة في الوريد عن طريق الخطأ أحدثت عندي نوعاً من الهبوط في الدورة الدموية وحالة من طلوع الروح، من وقتها انتابني خوفٌ شديدٌ من أخذ أي نوع من الأدوية، أحس أن الموت يطاردني... أشعر بحالات من الخوف والقلق غير المعروف سببها، حتى أنني أشعر أني أريد أن أدخل الحمام وينتابني بعض الانتفخات، وأحياناً من الخوف يصيبني الإسهال.
أشعر كثيراً أني حزينة؛ أجلس مع من حولي بجسدي فقط وذهني مشغول بالتفكير في حالتي، حتى أنني كثيراً ما أربط معظم تصرفاتي بالموت إن فعلت شيئاً أقول فعلته عشان هموت، ولا أجد حلاً للمشكلة.
عرضتُ نفسي على دكتور وكتب لي العلاج الآتي وأنا أخاف تناوله:
الدواء هو prozac والمادة الفعالة هي fluoxetine 20mg، والدواء الثاني lexotanil والمادة الفعالة bromazepam 3mg.
أرجو إفادتي جزاكم الله خيراً.
30/12/2007
رد المستشار
أهلاً بالأخت الكريمة "نهى".. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
فلنسمي أولاً ما تعاني منه؛ النوبة الأولى التي وصفتها بما يلي ((المشكلة بدأت من حوالي 3سنوات عندما أخذت حقنة في الوريد عن طريق الخطأ أحدثت عندي نوعاً من الهبوط في الدورة الدموية وحالة من طلوع الروح من وقتها)) هي أعراض خوف أحدثت حالة هلع Panic وارتبطت ارتباطاً شرطياً Conditioned مع الحقنة وتم تعميم الخوف من قبلك على كل الأدوية. ثم كان هذا الموقف بمثابة الشرارة Stressor التي أطلقت مرضك الحالي وليست السبب الحقيقي.
فمشكلتك التي وصفتها تتمحور حول أعراض اضطراب القلق النفسي Anxiety disorder والذي يشمل حوالي 6 أنواع رئيسية أحدها حالة القلق المعمم Generalize Anxiety Disorder، وحالة الرهاب للأماكن المغلقة (الحمام) Phobia التي يبدو لي أنك تعاني منها، وأنا بحاجة لجلسة تقييم نفسي MSE لتحديد نمط القلق التي تعاني منه.
القلق عموماً هو شعور عام غامض وغير سار بالخوف غير المبرر والتوجس والتوتر يرافقه أعراض فرط نشاط الجهاز العصبي المستقل (الذاتي) ولا يتناسب مع المنبهات أو الحوادث الخارجية..(واختصاراً هو: خوف شديد لا مبرر له).
فالتبدلات الفيزيولوجية للقلق تنشأ عن فرط نشاط الجهاز العصبي المستقل (الجهاز الودي sympathetic ونظير الودي parasympathetic)، وبالتالي زيادة إفراز مادتي الأدرينالين والنورأدرنالين في الدم المحيطي. فمثلاً الجهاز الودي يرفع الضغط الشرياني ويسرّع القلب ويشحِب الجلد ويزيد التعرق ويسرّع التنفس ويسبب جفاف البلعوم ورجفان الأطراف. أما الجهاز نظير الودي فنشاطه يؤدي إلى كثرة التبول والإسهال ووقوف الشعر واضطرابات النوم وآلام البطن… وأظن أنك تعانين من الكثير من هذه الأعراض. علاج اضطراب القلق المعمم على عدة أنواع:
- العلاج النفسي الداعم والسلوكي: كالتدريب على الاسترخاء والدعاء والتفريغ النفسي...
- العلاج الدوائي: كما هو موصوف لك، ويجب أن تلتزمي بالعلاج وتصبري عليه، فعلاجك الموصوف مناسب وآمن؛ وهو عبارة عن مضاد اكتئاب (بروزاك) وهو العلاج الأساسي والذي سيستمر لفترة عدة أشهر، ودواء آخر مضاد للقلق من فئة البنزوديازبين (برومازيبام) والذي سيستمر لفترة أقل من السابق. ولكني أرجو منك الانتباه للأمور التالية:
قد تشعري في الأسبوع الأول من العلاج ببعض التوتر والقلق والذي سيزول إن شاء الله بعد أيام، وفي حالة كثرة النوم لا تضجري من ذلك خاصة بداية العلاج. وتذكري أن تتناولي الدواء الأول (بروزاك) صباحاً مع الطعام والثاني (ليكسوتانيل) مساءً، ولا تقطعي الدواء بشكل مفاجئ دون مراجعة الطبيب.
عزيزتي أتمنى منك مصارحة طبيبك بمخاوفك حول الدواء ليشرحها لك، وتوكلي على الله.. فطبيبك قد أصاب بمشيئة الله تعالى.
واقرئي هذه العناوين المفيدة لك على مجانين:
اضطراب القلق الاكتئابي
أشعر أن الموت سوف يأتي في أي لحظة
نفسي عصبي هضمي
تابعينا بأخبارك.. أتمنى لك كل الخير.