أسراري والمتطفلين، م
أسراري والمتطفلين م مشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
غاليتي الدكتورة حنان، كل عام وأنت وجميع القائمين على هذا الموقع بخير، وتقبّل الله أعمالكم في هذا الشهر التفضيل..
تدور في رأسي أسئلة لا أستطيع الفكاك منها، هل أخي مريض نفسياً؟ هل يعاني من نقص الثقة بالذات؟ كيف أتعامل معه ومع خطيبته؟.
سأحلل شخصية أخي حسب منظوري الشخصي، فهو يرى بأنه محور الكون كله، أناني شديد التفاخر بنفسه وبعمله، متعال ومغرور، ميال إلى الكذب وإجبار خطيبته على مسايرته في اختلاق الأكاذيب، عاق لوالديه، لا يكلمنا أنا وبقية أخوتي إلا لمصلحة شخصية، مسرف جداً في الصرف وأحياناً أخرى بخيل.
أما خطيبته، أقل ما يمكن القول عنها بأنها "سخيفة"، صوتها عال جداً، جريئة حتى النخاع، عند الحديث معها لا تنظر إلى عيني المتحدث، كثيرة الحركة، في منتصف الحديث تقاطعني بطريقة عشوائية فظة، كأن تتحجج بأنها تذكرت موعداً مهماً، أو تعبث بالجوال دون داعٍ، مما يسبب لي الارتباك والشعور بالغضب..!
أخي يعتبر أن خطيبته ملك له، أحياناً إذا زارتنا في البيت منعها من الاحتكاك بي أنا وأمي، يغلق عليها باب المجلس ثم يذهب لقضاء شؤونه كالاستحمام مثلاً هي تنتظره بين أربع جدران..! ومنذ أربعة أشهر ونصف من عقد القران حتى هذا اليوم لم تجلس معنا خطيبته على صحن واحد، إذا عزمناها للغذاء أو العشاء فإنها تأكل مع خطيبها في المجلس منفردين..! تكرر هذا الموقف كثيراً مما تسبب في استياء أمي..
بدلاً أن تكون خطيبته أختاً لي، أصبحت بمثابة عدوة، أصبحت لا أطيقها هي ولا زوجها، لا أخفي عليكِ بأني بدأت أكرههما، وبالكاد أستطيع احتمال سماع اسميهما..
أخي يبالغ في مدح خطيبته بالأكاذيب بسبب أو بدون سبب كي يجعلها ملاكاً كاملاً في أعيننا، كأن يقول بأنها ترتدي ملابس غالية وأنيقة، وبارعة في اختيار الديكورات والأثاث والعطورات ولكن الحقيقة غير ذلك، فالفتاة ولدت في منطقة متواضعة جداً، ولا تهتم لهذه الأمور فأنا وأمي لا تهمنا المظاهر ومتفهمتين لظروفها ولم نعلق عليها أو ننتقدها حتى يحاول أخي إظهارها باستماتة بشكل حسن..!!
وآخر كذبة كسرت آخر خيوط الثقة، هو قوله بأنها نجحت في الثانوية العامة بتقدير امتياز وبنسبة 98% وستدخل الجامعة وكان شديد التفاخر بها بطريقة مبالغة جداً ومتظاهراً بالسعادة لأجلها بشكل لا يدعو للشك، لكن حبل الكذب قصير، شهادتها وقعت بيدي مصادفة وكانت النتيجة تقدير مقبول والنسبة 62%!.
لذلك أتساءل هل أخي يشعر بالخجل من زوجته ليحاول رفع قدرها وشأنها بالأكاذيب؟ هناك اختلاف مادي وعلمي واضح بينه وبينها فهل سيؤثر عليهما مستقبلاً..؟!
عندما أجلس معهما، وأسمع أكاذيبهما، أتمنى الصراخ بوجههما، ولكني لا أستطيع، أصبحت أكظم غيظي بشكل لاإرادي، وتتسارع ضربات قلبي، ويرتفع ضغط دمي، وبالكاد أستطيع التنفس، وأصاب بالصداع، وأحياناً أُصاب بدوار بسيط، أجد نفسي عاجزة عن الرد، فأكتفي بالقيام من مكاني والذهاب لغرفتين لا أستطيع أن أهدأ بعد ذلك وأعود طبيعية إلا إذا قمت بقص شعري، حيث أمسك المقص وأقصه ويمضي الوقت بالساعات دون أن أنتبه له، ومخلفة خلفي كومة وجبال من الشعر!
برأيك هل أواجههم بأكاذيبهم؟ أو أصمت؟ أعرف أني لو واجهته فالقطيعة ستكون بيننا، أنا شخصياً عندما يخطئ بحقي لا أكلمه لمدة شهر وأكثر..!!.. فكيف لو كنت أنا من سينفجر أمامه، لساني سام جداً لكن الأعراض التي أمر بها عند الانفعال مؤخراً بدأت تقيدني وأشعر بأني ضعيفة، وهذا ليس من صفاتي أبداً..!..فما الذي يحدث لي؟.
1/9/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بنيتي أمل، تقبل الله منا ومنك إن شاء الله صالح الأعمال وأصلح حالك.
لماذا يكذب أخيك بخصوص علامات زوجه وصفاتها؟ فالله وحده يعلم السبب الحقيقي، ألا تذكرين أننا سبق وتحدثنا واتفقنا على أنه لا يجوز لأحد تفسير سلوك الآخرين، فنحن سنفسره من وجهة نظرنا اعتباطاً وقياساً على أنه يملك نفس التوجهات الفكرية مثلاً ونفس منظومة القيم، وهو أمر نادراً ما يكون صادقاً ومع ذلك لنشغل بعض وقتنا في التحليل والتفسير دون أن نجزم بأنه صواب.
قد يكون أخوك يلمس الفروق بينكم كأسرة وخطيبته فيحاول بكذبه تقريب الفجوة، أو يحاول أن يمحو الاعتراضات التي قد يكون سمعها منكم قبل إتمام الخطبة، وقد تكون وسيلته للتباهي وإثارة الكيد والغيظ كأي شخصية غير ناضجة فأي من هذه التفسيرات سيؤثر على حياتك.
افصلي بين موقفك ووالدتك فهي لها حقوق الاحترام على ولدها وزوجه ولها أن تعبر عما يزعجها وحين تشكو لك يكون من حقها عليك أن تسمعيها وتقولي لها الحقيقة بأن مثل هذه السلوكيات تصدر عن شخصين ما زالا غير ناضجين وذلك بحكم عمرهما الذي يحدد خبراتهما، أو أنهما يحتاجان لقضاء معظم الوقت مع بعضهما بهدف للتعارف، أو كأي محبين مشغولين بنفسهما عن العالم الخارجي بقوانينه وضوابطه الاجتماعية.
بنيتي لا تشغلي بالك بحال أخيك وزوجه، ولا تتعجلي الحكم عليها أيضاً، وكذلك لا تحكمي على شخصية أخيك بالكامل فهو ما زال في طور النضوج، وإن لم يعجبك منه خلقاً ابحثي عن آخر ليكون محور التفاعل والتواصل معه فهو من الأرحام المعلقة بعرش الرحمن وتنادي اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني، فإن قطعك لا تقطعيه وإن أساء فأحسني وإن لم تستطيعي فتجنبيه.
احمدي الله أنه قد انشغل بنفسه وأموره بدل التلصص والتضييق عليك. مشاعرك نحو أخيك لن تغييره فحاولي أن تغييري مشاعرك نحوه إن كنت تريدين دوراً في حياته، وإلا اكتفي بأن تكون العلاقة مؤدبة ورسمية ولكن أبداً لا تدفعيها نحو القطيعة فمن علامات النضج التعامل بنجاح مع الإحباط.
سمية اللسان دليل على الغضب المكتوم فابحثي عن أسباب غضبك الحقيقة فهل تراك تشعرين بالغيرة من أخيك وخطيبته لنجاحهما في التوصل لبداية علاقة مقبولة من خلال الشات ولم تكوني بمثل حظهما؟
لماذا لا تبحثين لنفسك عن هدف يشغل تفكيرك ويستثمر طاقتك غير مراقبة سلوك أخيك وزوجه وانتقادهما، فأنت في نظري أكثر ذكاء من ذلك، كما أن انتقادهما ومراقبتهما لن تفيدك بشيء بل كما تصفين تضيف ضغوطاً نفسية عليك وتدفعك لجعل شعرك الجميل ضحية بريئة في نزاع غير مبرر. ابدئي بمواجهة نفسك بمشاعرك الحقيقة والبحث عن أسباب غضبك التي تفقدك القدرة على التعامل المتوازن، وسأبقى دائماً في انتظار المزيد من أخبارك.