يخطئ الكثيرون حين يتعاملون مع ترامب في فترة رئاسته الثانية على أنه هو هو ترامب في رئاسته الأولى، بالطبع هناك سمات شخصية ثابتة وراسخة لديه لم تتغير ومنها السمات النرجسية والسمات السيكوباتية والسمات الهستيرية الاستعراضية، وكونه رجل صفقات وشديد البراجماتية (النفعية) في كل تعاملاته الداخلية والخارجية والنزعات العنصرية لديه ضد المهاجرين وغير البيض عموما، ولقد تحدثنا بتفصيل كبير عن تقييم المؤسسات العلمية لشخصية ترامب في دورته الرئاسية الأولى في مقالات سابقة يمكنكم الرجوع إليها.
ولكي نفهم مصادر التغيير في شخصية ترامب، نعود إلى الفترة ما بعد مغادرته لمقعد الرئاسة حيث خضع لاستدعاءات ومحاكمات وإيقافات وتهديدات بالسجن، كل هذه الأشياء حين يتعرض لها شخص بالتركيبة النفسية لترامب والتي يغلب عليها الجانب النرجسي، فإنه يصاب بما يسمى بالجرح النرجسي، وهذا الجرح النرجسي يحول الشخص إلى الجانب العدواني ليسترد مكانته ويعاقب كل من جرحوه وأهانوه وتطاولوا على ذاته المتضخمة، وقد يظهر السلوك العدواني بشكل مباشر وصريح في صورة ميل إلى الحلول والإجراءات العنيفة كما حدث في مداهمات لوس أنجيلوس للمهاجرين، أو بشكل غير مباشر في صورة قرارات اقتصادية عدائية تجاه دول كثيرة في العالم، والتخلص من كل القيادات المعارضة له في كل المؤسسات القضائية والإعلامية والتنفيذية كعملية تطهير للأجهزة من كل من اعتقد أنه آذاه أو وقف في طريق طموحاته.
ومما يعزز هذه الصورة العدوانية لترامب أنه جاء بعد رئيس ضعيف ومهزوز، مع فوز بأصوات المجمع الانتخابي والأصوات الشعبية، وسيطرة على مجلسي النواب والشيوخ، كلها عوامل كانت تعد ترامب بتخطي كل المطبات الممكن وضعها في طريق عهده الرئاسي الثاني سواء من معارضيه وحتى من داخل حزبه..
والسيطرة على مجلس الشيوخ تعني سرعة في تعيين قضاة يرسخون نفوذه في المحاكم لعقود قادمة،
وتم تسريح عشرات الآلاف من الموظفين الفيدراليين، وبعضهم قبل إغراءات مالية لترك وظائفهم..
وأصدر ترامب أمرا تنفيذيا بإنهاء الجنسية الممنوحة بالولادة وفقا للتعديل الرابع عشر في الدستور الأمريكي، مع التوجه لإحالة القضية إلى المحكمة العليا وذلك انطلاقا من كراهيته العنصرية للجنسيات الأخرى.
وتم إسقاط القضايا المرفوعة ضد ترامب والمتعلقة بمحاولات قلب نتائج الانتخابات الأميركية 2020 وحيازة مستندات سرية، بناء على طلب وزارة العدل التابعة لإدارته، رغم تقارير من المدعي الخاص جاك سميث التي تشير إلى وجود أدلة كافية لإدانته.
ووافقت جامعة كولومبيا على تقديم تنازلات كبيرة بعد تهديد ترامب بإلغاء 400 مليون دولار من التمويل الفيدرالي على خلفية شكاوى بشأن معاداة السامية. وقد وافقت الجامعة على تشديد قواعد الاحتجاجات وتعيين مسؤول كبير للإشراف على قسم الدراسات الشرق أوسطية.
وقام النائب الجمهوري داريل إيسا من ولاية كاليفورنيا بترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام تقديرا لجهوده في معالجة الأوضاع في الشرق الأوسط.
وأطلق بعض أعضاء الكونغرس الجمهوريين فكرة وضع وجه ترامب على جبل راشمور، إلى جانب اقتراح آخر بإصدار ورقة نقدية جديدة فئة 250 دولارا تحمل صورته.
وانخفضت قدرة الصحافة الحرة على إجراء التحقيقات المستقلة خلال فترة ترامب الثانية، حيث تم اتخاذ خطوات لتقليص ميزانيات العديد من المؤسسات الإعلامية الحكومية مثل "صوت أمريكا"، في حين كانت محاولات ترامب للسيطرة على الإعلام وتوجيهه أكثر وضوحًا.
ووقع ترامب أمرا تنفيذيا يقضي بإنشاء "بطاقة ترامب" الذهبية، التي تسمح للمهاجرين بشراء وضع قانوني دائم في الولايات المتحدة مقابل دفع 5 مليون دولار، في خطوة مثيرة للجدل تهدف إلى تمويل إجراءات الهجرة من خلال ممارسات مالية. وهو لديه مشاعر عنصرية إقصائية للمهاجرين، مع أن التركيبة السكانية للمجتمع الأمريكي قائمة على المهاجرين من كل أنحاء الأرض، وقد شكل هذا تعددية ثقافية تميز بها المجتمع الأمريكي وكانت من أهم عوامل قوته، وها هو الآن يحدث فتنة داخلية تكاد تصل بالمجتمع الأمريكي إلى حرب أهلية.
وهكذا يقوم ترامب وأتباعه بتغيير بنية المؤسسة الحاكمة في أمريكا ومعه أغلبية في الكونجرس ومجلس الشيوخ تجعله يشعر أن كل الخيوط أصبحت في يده، وأنه فعلا يحكم العالم ويتحكم فيه، وقد ظهر هذا بشكل عملي حين استدعى أكثر من رئيس دولة إلى البيت الأبيض وكان يجعل الرئيس يجلس أمامه على مقعد ويتحدث إليه بصيغة سلطوية استعلائية وكأنه يتحدث إلى موظف مذنب تحت إدارته، فعل ذلك مع ملك الأردن، وفعل ذلك مع زيلنسكي، وفعل ذلك مع رئيس جنوب إفريقيا، وغيرهم، وأصبح لا يقبل من أحد في الداخل أو الخارج أن يعارضه، وأصبحت مطالبه من الجميع مطالب فجة وغير منطقية، ويطلبها بطرق غير مهذبة وغير دبلوماسية تعكس تضخما هائلا في الذات النرجسية، إضافة إلى شعور استعلائي هائل يعطيه الحق في أن يطالب بضم كندا إلى الولايات المتحدة وضم جرين لاند (التي تملكها الدانمارك) إلى أمريكا، وأن تمر السفن الأمريكية مجانا من قناة السويس، وغيرها من المطالب التي تعكس شخصية طفولية استحواذية لا تعرف حدود الملكية واحترام حقوق الدول وسيادتها، وهذا مما يستدعي انتباها حادا لهذا التغير النوعي في شخصية ترامب، وحجم القوة التي يملكها وتأثير ذلك في مجريات الأمور في كل مكان في العالم حيث يشعر ترامب أن له حق الملكية والتملك لكل ثروات العالم ولكل أرض في العالم، ويحاول أن يبطش بكل من يعارضه أو يخالف رغباته.
وترامب لديه تصور لدوره، أنه ليس رئيسا لأمريكا يقضي فترة رئاسته ويمضي، بل لديه حلم إمبراطوري يتحول هو فيه إلى إمبراطور دائم وليس رئيسا لعدة سنوات، وهو يسعى لذلك سعيا حثيثا، وربما لا يترك مقعده بعد انتهاء فترة رئاسته، فيعمل على تغيير الدستور وهو يمهد لذلك من خلال إعادة هيكلة المؤسسات بإزاحة كل معارضيه وتثبيت مؤيديه في المراكز المهمة، على أمل أن يخلق البيئة المؤسساتية التي تسمح له بتغيير الدستور بحيث يسمح له بالترشح لفترات إضافية، أو بأن يستمر كحاكم دكتاتور، خاصة وأنه معجب بالنماذج الدكتاتورية في الدول الأخرى خاصة في الشرق الأوسط، وهذا النهج قد يغير المسار الديموقراطي ليس في أمريكا وحدها بل في كثير من الدول الديموقراطية في أوروبا وكثير من دول العالم، ولهذا شواهد كثيرة، حيث صعد لسدة الحكم أحزاب يمينية لا تؤمن كثيرا بالمبادئ الديموقراطية، وكانت حكوماتها تتخذ قرارات وتنتهج سياسات لا تتفق مع توجهات شعوبها، وكان هذا النموذج واضحا في حرب الإبادة على غزة، حيث خرجت المظاهرات والمسيرات الشعبية في كثير من تلك الدول ضد هذا السلوك الإسرائيلي الوحشي، بينما كانت حكومات تلك الدول تدعم الكيان الإسرائيلي بكل ما تملك.
وإذا استمر ترامب في شراء الأصوات والضمائر في المؤسسات المختلفة في الدولة، واستخدام سياسة الترهيب والترغيب في فترة ولايته الثانية، فقد يضع المؤسسة القضائية تحت قبضته، ويضع المؤسسات التشريعية في خدمة مشروعه الإمبراطوري الاستبدادي، ويحجم دور الصحافة الحرة، ويغير حتى توجهات الشعب الأمريكي نحو القيم الديموقراطية والاستهانة بها تحت شعار أمريكا أولا، وأمريكا العظمى. وهو فعلا يسير في هذا الطريق، ولو لم تصمد المؤسسات التشريعية والقضائية والإعلامية أمام أطماع ترامب فسوف يسقط النظام الديموقراطي أو يتحول إلى ديموقراطية شكلية فارغة من المضمون.
وهذا التغيير في بنية الحكم في أمريكا لا تبدو بوادره فقط فيما يحدثه ترامب في بنية المؤسسات وولاءات الأفراد لصالح مشروعه الشخصي ومصالحه الذاتية، ولكن يحدث بالتوازي تغير ملحوظ في توجهات قطاع كبير من أتباع ترامب الذين يتأثرون بخطابه الشعبوي وبوعوده البراقة في حياة رغدة على أرض أمريكا بعد التخلص من أعدائها في الداخل والخارج.
وهناك كثير من الشواهد على هذا التوجه نذكر منها:
• منذ توليه المنصب للمرة الثانية، أبدى ترامب رغبة واضحة في إعادة هيكلة النظام الفيدرالي لصالح السلطة التنفيذية، متجاوزًا التوازن الدستوري الذي يفصل بين السلطات الثلاث. فقد عمد إلى تعزيز سلطاته الرئاسية عبر تهميش الكونغرس، وتقويض استقلالية القضاء، واستهداف الصحافة الحرة، في محاولة لتقليص أي مقاومة داخلية لسياساته..
• واصل ترامب استهداف وسائل الإعلام التي تنتقده، وهدد بإجراءات قد تحدّ من استقلاليتها، مثل فرض قوانين أكثر صرامة على حرية النشر، واستخدام الأجهزة الحكومية لمراقبة المؤسسات الصحفية المناوئة له.
• ترامب لم يخفِ خلال حملته الانتخابية الثانية عزمه على الانتقام من خصومه السياسيين، وهو ما بدأ في تنفيذه فور عودته للسلطة. فقد شنت إدارته حملة لتصفية المؤسسات التي اعتبرتها عقبة أمام مشروعه السياسي، مستهدفة القضاء، ووكالات الاستخبارات، والمسؤولين الذين عارضوه في ولايته الأولى. كما حاول تقويض النظام الانتخابي عبر فرض قيود مشددة على التصويت، مما يهدد بإضعاف شرعية الانتخابات المستقبلية وتحويلها إلى أداة لتعزيز حكمه.
• تآكل القيم الديمقراطية بين الشعب الأمريكي، والتي دفعت جزءًا كبيرًا من الشعب الأمريكي إلى تبني توجهات أكثر استقطابًا وعدائية تجاه مفهوم الديمقراطية التعددية. فقد أظهرت استطلاعات الرأي أن نسبة كبيرة من أنصاره مستعدون لقبول إجراءات غير ديمقراطية إذا كانت تصب في مصلحة“ إعادة أمريكا إلى عظمتها”، مما يثير مخاوف من أن التحول نحو الاستبداد قد لا يأتي فقط من الأعلى، بل قد يكون مدعومًا أيضًا من قاعدة جماهيرية واسعة تؤمن بضرورة حكم قوي بلا قيود.
ويعتمد ترامب في فلسفته السياسية على دمج الشعبوية مع نهجه التجاري النفعي، ما يُعتبر غير تقليدي في عالم السياسة فهو لا يعرف ولا يعترف بقواعد السياسة التقليدية وإنما ترتكز أفعاله غالبًا على خبراته كرجل أعمال ناجح وتاجر عقارات، ما يفسر تركيزه على تحقيق النتائج السريعة والمباشرة بطريقته هو التي اعتادها.
وبالنظر إلى الجانب النفسي، يتسم سلوك ترامب بالكاريزما والحيوية والمفاجأة والصدمة ورفع سقف التفاوض، وهو ما يُظهر ثقته الكبيرة بنفسه وقدرته على كسب الصفقات. يبدو أن حبه للمواجهة والتحدي ينبع من رغبته العميقة في إثبات نفسه كقائد يستطيع التغلب على العقبات.
وهو يستخدم لغة جسدية مؤثرة (خاصة في العوام والبسطاء) وخطابات تؤكد سلطته المطلقة، مُعبرًا عن حاجته الكبيرة للسيطرة والحصول على الاعتراف والمكاسب بلا حدود أو منطق.
وبالرغم من الانتقادات المتعددة (خاصة من المثقفين والعلماء والخبراء في السياسة والاقتصاد)، استطاع ترامب بناء تواصل قوي وفعّال مع قاعدة جماهيرية واسعة تمكنه من مواجهة منتقديه من النخبة، فهو لا يتوقف عن استخدم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مباشر لنقل رسائله وتشكيل الرأي العام، والذي يؤكد فهمه العميق لديناميكيات التأثير النفسي، وهذا يجعله قائدا كاريزميا يجذب الانتباه باستمرار.
وفي المجمل، يمكن اعتبار فترة ترامب من أكثر الفترات غرابة وتفردا في التاريخ السياسي الأمريكي، حيث تكون قراراته عادة جريئة ومفاجئة وصادمة، وتوجهاته غير تقليدية وغير منطقية وغير متوقعة، مع سعي دائم لإثبات الذات والاستحواذ على المكاسب بأي ثمن.
وعند دراسة وتحليل شخصية دونالد ترامب وتأثير سياساته، يطرح السؤال الجدلي نفسه: هل يُمكن اعتبار استخدام ترامب لأساليبه الشعبوية ووسائل التواصل الاجتماعي وسيلة لتعزيز الإرادة الشعبية، أم أنه يُشكل تهديدًا لاستقرار المجتمع ويؤدي إلى ضعف المؤسسات الديمقراطية التقليدية وانهيار المنظومات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لحساب فوضى عامة في المجتمع الأمريكي تنتقل عدواها إلى مجتمعات كثيرة بعد ذلك بفعل العولمة؟.
وترامب يتمتع بقدر عالٍ من الثقة بالنفس تصل إلى الغرور وتضخم الذات، ويتخذ قراراته من الأعلى إلى الأسفل دون انتظار دراسات موسعة أو استشارات الخبراء أو المتخصصين، وقد اختار فريقه في ولايته الثانية بحيث يقوم على "الولاء الكامل"، وهذا ما يشكل خطورة كبيرة خاصة في أوقات الأزمات أو القرارات الخطيرة، فهو يميل إلى اتخاذ قرارات فردية مرتجلة، ويدخل في المفاوضات بلا أفق استراتيجي، ويتعامل مع السياسة الخارجية من منطق "الصفقات"، وليس من زاوية تسويات نهائية أو استراتيجيات بعيدة المدى، وصفقاته مع أوكرانيا أو الصين أو إيران كلها تُدار كـ"ترانزآكشن" بلا عمق مؤسساتي، وهذا الأسلوب قد ينجح في بعض الملفات، لكنه يحمل أخطارًا جسيمة على التوازنات الدولية.
وقد أوضح جاستن فرانك، وهو أحد أبرز علماء النفس الذين كتبوا عن شخصية ترامب، أن الأخير نشأ في بيئة عنيفة، مما جعله يميل إلى السلوك التسلّطي والاندفاعي. ووصف ترامب بأنه "مشوّش داخليًا، يحاول دائمًا إثبات أنه الأقوى .".
وتحدث الحاخام والباحث السياسي الحنان ميلر عن البعد الديني في خطاب ترامب، مشيرًا إلى أن الرئيس الأميركي لا يمتلك إيمانًا حقيقيًا، بل يوظف الخطاب الديني لاستقطاب قاعدة الناخبين الإنجيليين، ويمنح إسرائيل دعمًا مطلقًا بدافع سياسي، لا إيماني. وهذا يتضح أيضا في موقفه من التحول الجنسي والجنسية المثلية، وهو في هذا الموقف يعارض توجهات بايدن المتماهية مع هذه الميول الجنسية.
وفي النهاية يرصد علماء النفس السمات الشخصية الأساسية لدونالد ترامب في الدورة الرئاسية الحالية كالتالي:
1 – نرجسية عارمة وسعي للسلطة المطلقة (الدكتاتورية): فهو يظهر صورة ذاتية متعالية ومتفردة وخارجة عن العادة، ويعيد دوما تأكيد تفوقه وقدرته على الإنجاز، مع تركيز قوي على الظهور كحاكم قوي ليس فقط لأمريكا بل للعالم كله. وتصف ماجي هيبرمان أن إدارته تتعامل من منطق "إظهار قوة مطلقة " وليس الحكم بالمعنى التقليدي.
2 – سلطوي وقلق ديموقراطي: فهو يستخدم أدوات الدولة (الجيش والأجهزة التنفيذية والقضاء) بشكل شخصي وتحت سيطرته، ساعيا لإضعاف مؤسسات الرقابة والشركات المستقلة. وهو يطبق مفهوم "الإدارة بالانتقامي"، مستهدفا خصومه السياسيين عبر التحقيقات والفصل الجماعي من الوظائف العامة.
3 – تفاعل عدائي ضد الإعلام والخصوم: يمارس هجوما مستمرا عبر وصف وسائل الإعلام بالأعداء، ويشجع على فرض عقوبات ضد خصوم قضائيين أو صحافيين. ويستعين بألفاظ مستوحاة من أساليب التخويف، تنطوي على "لغة تهديد" تجاه المعارضين السياسيين.
4 – أسلوب خطاب شعبوي واستقطابي: يعتمد لغة ثنائية مختزلة (دائما/ابدا) ويروّج لأزمات كبيرة ويرسم خصومة ك "أعداء الشعب" أو "أهل الشر". وأسلوبه يشبه في بعض الأحيان "رشاش الأكاذيب"، فهو يبث معلومات غير دقيقة، بل كاذبة بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
5 – شخصية عدوانية ومتسلطة: خبراء نفسيون يربطونه بسمات مثل قوة السيطرة، الانفعالية السريعة، الانبساطية المفرطة، وانعدام الضمير. ويتصف بأنه ذو قوة غطرسة ودافع لإخضاع الخصوم مع ميل للّعبة السياسية القائمة على الزعامات والمحسوبيات والابتزاز.
6 – النرجسية الخبيثة: أي حب الذات المرضي والتمركز حولها، والأنانية الشديدة، والشعور بالقيمة العليا والتفرد، واستغلال الآخرين لخدمة هذه الذات المتضخمة للغاية. وهذه السمات النرجسية تتلوث بسمات بارانوية وسمات هستيرية استعراضية درامية، وسمات سيكوباتية.
7 – الغرابة الجذابة: يتمتع بجاذبية غريبة يكمن تأثيرها في سلوكياته غير المألوفة وطريقة كلامه الشعبوية المباشرة والمفاجئة والصادمة، وإشعار الجمهور بأنه "أصيل" أو "غير مخادع".
8 – ضعف في الاستقرار النفسي والمهنية: يقيمه معظم الخبراء النفسيون بأنه منخفض التوافق الاجتماعي والعاطفي، مع احتمالات بتراجع التركيز والانضباط، خاصة مع تقدمه في العمر. وحاليا تظهر أخطاء كثيرة في النطق، وتشتت في خطاباته، مما قد يشير إلى تبعات التقدم في العمر، وإن كان صوته في التجمعات لازال "حيا ونابضا".
وأخيرا هذه سمات شخصية ترامب الذي يحكم أقوى دولة في العالم ويتحكم في مفاصل بقية دول العالم، لا نكتبها لتعظيمه أو للتقليل من شأنه، أو حتى لانتقاده، بل لفهم هذه التركيبة على مستوى القيادات السياسية والاقتصادية التي تتعامل معه، حتى تتجنب الوقوع في مشكلات تسببها تلك السمات، ولكي نفهم على كل المستويات تأثير تلك السمات في حياة كل فرد يعيش على هذا الكوكب نظرا لما يمثله منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية على مصائر ومقدرات الدول بشكل مباشر أو غير مباشر.
واقرأ أيضًا:
استعادة الصحة النفسية لضحايا الحرب على غزة3 / التحرش بالأطفال