إغلاق
 

Bookmark and Share

اعترافاتي الشخصية: إن شاء الله حنكسب ::

الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 25/07/2009


سنة تمر على الوقف الأمني للمعسكر التعليمي "اكسب حقك" المخصص لتعليم صغار السن مبادئ الديمقراطية. وقتها كتبت "يا حاج نبيل المعسكر بخ" وقلت بالحرف الواحد في ختام مقالي بذات المساحة على صفحات جريدة الدستور المعسكر "بِخْ" يا حاج، ولكن طالما خرجت فكرة إلى النور لا تستطيع جيوش العالم أن تمحوها وبعد أن يدرك الشعب أن لا سبيل لرفع معاناته إلا بالإصلاح السياسي واحترام حقوق الإنسان، فإن كل محاولات القهر وإسكات الأصوات لن تزيد الناس إلا إصرارا على المطالبة بحقوقهم.. وسأظل أردد كالصلاة "اكسب حقك" فهكذا أنا وهذا إيماني...

كان هذا كلامي قبل عام مضى واليوم ومن حيث أكتب للناس هذه السطور في هذه اللحظة شأن آخر.. فقد نجحنا في الاستمرار وأنجزنا عملنا وأدينا رسالتنا هذا العام..وكانت أجمل مفاجئة في المعسكر هي حديقة الورود الرائعة متنوعة الألوان التي وجدت نفسي في منتصفها تماما، شباب مصر الصغار وشاباتها الأولاد والبنات، المسلمون والأقباط من الإسكندرية لأسوان. رأيت عيونا جميلة فيها ذكاء مهول وفضول كبير وحماس للمعرفة ورغبة في السؤال عن كل شيء ومناقشته رغم الجهد ونقص النوم وحر الصيف، يعملون بجهد وصبر مدهش ولا تفارق الابتسامة وجوههم الصغيرة أبدا.

رأيت فيهم الإنسان المصري، رأيت فيهم المسلم "باسم" وأخاه القبطي "مينا" يتبادلان الأحضان والضحكات والمحبة دون قيد أو شرط، تماما كما فعل المصريون على مر تاريخهم. رأيت أحلاما وردية وخيالا منطلقا. أحسست أنه من الظلم حقا أن يتدخل ظابط أمن جالس على مكتب معدني بارد بجرة قلم في لحظة واحدة، أن يقتل كل هذه السعادة من باب الاحتياط لحماية السيد الأستاذ نظام الحكم. وتخيلت العام الماضي عندما كان هؤلاء الصغار يجهزون حقائبهم ومواهبهم ليفاجئوا معنا في الليلة الأخيرة ودون سابق إنذار بهؤلاء السادة يقولون كلمة واحدة "لا"... وبدون أسباب.

واحترت حقا نحن لم نأت بهؤلاء الصغار لنعلمهم الكراهية حتى ولو كانت كراهية النظام.. نحن أتينا فقط لنعلمهم الحب والإحساس بالحياة، ولم نرد لهذه الزهور إلا أن تتفتح عقولهم وأفكارهم وإحساسهم بجمال الحياة (جمال الحياة وليس جمال مبارك). لقد بنى هؤلاء الأولاد والبنات أمام عيني أربعة أهرامات شامخة وصنعوا بأياديهم الصغيرة أغطية جميلة زاهية متعددة الألوان دونوا عليها كلماتهم عن الديمقراطية فكتبت "دنيا".. الديمقراطية حرية.. عكسها الديكتاتورية.. وبتهاجم السلبية.. الديمقراطية حق من الحقوق إللي ليا.. لو لقيتها تبقي لقيت هدية.. لازم أفكارك تكون قوية ومش محتاجة عفية... كما ألقوا الشعر فتغلب سيف الصغير على خجله ليلقي سجعا عبقريا عن مباراة مصر وإيطاليا. وغنت "أروى"بصوت رائع أمام الكل أغنية "أنا مصري". وحكت "ريم" ابنة الثلاثة عشر ربيعا عن مخاطبتها للمرة الأولى لزملائها الأولاد دون حرج وكيف أنها لم تجد مبررا منطقيا لحجابها ذي الثلاث طبقات فقررت الاكتفاء بطبقة واحدة.ناقشوا وفكروا وغنوا وبهروني ولمسوا روحي وأحببتهم... الحب؟! حسنا لقد تمت المهمة بنجاح... وإن شاء الله حنكسب.

اقرأ أيضاً:
وخرجت حيرتي أشد مما دخلت / اعترافاتي الشخصية: دخل الربيع / اعترافاتي الشخصية: ليس اليوم كالبارحة / اعترافاتي الشخصية: حول بحيرة لومو / راجل جدع وست بتحب الجدعنة / اعترافاتي الشخصية: تراجع دون استسلام / يا دي النيلة يا دي النيلة.. حكومتنا شعاراتها عليلة / اعترافاتي الشخصية: خفة دمه / ماذا لو أصبحت رئيسة للجمهورية؟ / اعترافاتي الشخصية: وبقميص النوم كمان!! / اعترافاتي الشخصية نعيب زماننا / في انتظار عدالة السماء / اعترافاتي الشخصية: الورقة الصفراء والتلصص / اعترافاتي الشخصية: نظرية الكفاح المبقوق / اعترافاتي الشخصية: الرجال، والنساء والعزوبية / اعترافاتي الشخصية... أبي / اعترافاتي الشخصية: بيروت تاني / اعترافاتي الشخصية: حكايات الدبوس / اعترافاتي الشخصية: الغضب للحق / الرأي الأمين في انتفاضة الإعلاميين / هل نحن خرفنا وبنهيس؟ / الحياة لونها مش بمبي خالص / اعترافاتي الشخصية: زمن اللاخنازير / اعترافاتي الشخصية: الشخص المصري / اعترافاتي الشخصية: الحكم الناجح / الأزمة المالية والحرب بين الجنسين / إعترافاتي الشخصية: أوباما جاي / المطلقات سيغيرن وجه العالم.. لماذا؟ / يا مساوئ الصدف.. يا سيادة رئيس الوزراء / اعترافاتي الشخصية رسالة إلى أمي / اعترافاتي الشخصية: يا فرحة ما تمت / اعترافاتي الشخصية: ليلة الذهاب إلى النيابة / اعترافاتي الشخصية: كوتة... بالباشميل!.



الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 25/07/2009