اتسم عصر الحداثة بسمتين أساسيتين وهما: الأول القطيعة عن كل شيء لاهوتي ومتعالي عن حقيقة الإنسان المادية والثاني القطيعة بالعلاقة بين كل شيء أخلاقي وديني ولكنه لا يمكن الفصل بين التعالق والتشاكل بين مفهوم الحداثة وماهية الإنسان فكلاهما يتعكز على الآخر ويستمد أبجدياته من الآخر اقرأ المزيد
ويقرر ليوتار أن الثقافة الغربية المعاصرة - بقالبها الذي يسمى بما بعد الحداثة - تسعى إلى تقويض السرديات الكبرى وتهميشها ما أمكن، ليكون الفضاء متاحًا ومفعِّلًا للسرديات الصغرى، وذلك بزعم أن السرديات الكبرى تزعم امتلاك الحقيقة، والقدرة على صوغ الحياة بطريقة ما ونحو ذلك من المبررات الواهية. ولقد تفاعلت الجماعة المعرفية كثيرًا مع هذا المفهوم في أدبيات حقول معرفية متنوعة، وجعلت تتناوله بطرق متنوعة. هذا، وإنه لا يهمنا البتة في هذا النص الصغير تناول فكرة ليوتار بتفاصيلها، وإنما الذي يعنينا هو عموم الفكرة وانعكاساتها وكيفية توظيفها في الواقع، بما يجعلنا قادرين على الفهم والتشخيص لجزء مما يحدث في واقعنا المعاصر الغامض المربك. اقرأ المزيد
لا يكتب كاتبٌ نصاً إلا وهو يتمنى الخلود لنصه؟ وحديثي لا ينصرف إلا للكاتب الجاد والنص الرصين، أياً كان نوعه وفنه وبابه. قد يتساءل أحدُكم: من أين جاء هذا التعلق بالخلود؟ البدايات هي منجم الأسرار، فلنعد إذن إلى الطبيعة الإنسانية الأولى. ألم يخرج الإنسانُ الأولُ من الجنة طمعاً في الخلود الأبدي، كما جاء في الكتاب الخالد العزيز: (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ) ((الأعراف: 20)). إذن، الخلود الكتابي ابن الخلود الوجودي. اقرأ المزيد
تراثُك يخصِّبك وتراثُ غيرِك يعقِّمك! العنوانُ ساقَ لنا نتيجة كبيرة، أليس كذلك؟! هي مقنعة لكثيرين، وربما صادمة أو غامضة لكثيرين أيضاً. حسناً، سوف أتعاطى مع هذه النتيجة بقالب تحليلي مبسط، يتجافى: التعقيد والتكلف؛ ليكون قالباً متفهماً من قِبل الجميع. ودعونا إذ ذاك نفتتح هذا النص الرشيق بباقة من المقدمات الكلية الجلية اقرأ المزيد
توصل باحثون لعلاقات إيجابية بين الحكمة والصحة، فمثلا لها فوائد بعيدة المدى للصحة الجسدية (Ardelt، 2000) والصحة النفسية (Ardelt, 2003; Thomas et al., 2017) ، مثل الرفاه الشخصي (Ardelt & Jeste, 2016; Etezadi & Pushkar, 2013) والرضا عن الحياة (Ardelt, 1997; Ferrari, Kahn, Benayon, & Nero, 2011; Zacher, McKenna, & Rooney, 2013) والصمود النفسي Roháriková et al., 2013; Thomas et al., 2017) والأهم من ذلك، أن الحكمة تخفف أيضًا من التأثير السلبي للضيق النفسي الاجتماعي على الصحة النفسية والرفاهية (Ardelt & Jeste, 2016)، مما يشير إلى أنها قد تكون بمثابة عامل وقائي للأفراد الذين يتعاملون مع الشدائد (in:Van Patten et al., 2019) اقرأ المزيد
غالبًا ما يتم التمييز بين الحكم الكلينيكي clinical judgment من ناحية والحكمة العملية practical wisdom من ناحية أخرى. في الحالة الأولى، يكون الطبيب أو المختص قادرًا على اتخاذ قرارات سليمة بشأن مشكلة طبية باستخدام الأدوات التقنية لاتخاذ القرارات الطبية والعلمية. ومع ذلك، فإن الطبيعة المتكاملة للحكمة السريرية تشمل كلا من الحكم الكلينيكي والحكمة العملية التي يتم اكتسابها من خلال عقود من الممارسة. وأحد العناصر الأساسية للحكم الكلينيكي يشمل الإجابة على السؤال النموذجي اقرأ المزيد
وفق النظريات الصريحة التي تناولت الحكمة في السياق النفسي، وجدنا نظرية التوازن لستيرنبرغ (1990)Sternberg’s تتصور الحكمة باعتبارها مركب من الذكاء التحليلي والذكاء العملي والإبداع، فهي تتشابه مع تصورنا عن الذكاء في القدرة على حل المشكلات من خلال القيم الأخلاقية الإيجابية، نحو تحقيق الصالح العام وتؤكد على مسألة التوازن بين عدة أبعاد سياقية وزمنية. كذلك عند مراجعة نموذج برلين للحكمةBaltes, Smith, & Staudinger, (1992) باعتبارها الخبرة في السلوك ومعنى الحياة أو المعرفة الخبيرة وهذا يتيح رؤية استثنائية، وإصدار حكم ناتج عن معرفة وخبرة، (Baltes & Staudinger 2000) اقرأ المزيد
الحكمة مازالت مشروع بحث واعد خاصة في المجالات التطبيقية النوعية، فالحكمة في سياق العلاج النفسي مثلا تحتاج إلى المزيد من الجهود البحثية والتطبيقية لرؤية جوانب تطبيقها ودمجها كمعرفة نموذجية ذات صلة بالخبرة والممارسة المهنية، وفي هذا الإطار نحاول تلمس بعض الجهود البحثية لتطبيقات الحكمة في السياق الكلينيكي والتي تناولها الباحثون تحت مسمى الحكم الكلينيكي، والبعض أطلق على ذلك الحكمة السريرية، والبعض أخذ منحى استهداف الحكمة في المرضى بمسمى العلاج بالحكمة، اقرأ المزيد
"إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا ۖ وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ ۗ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور" الانفال ٤٣ تحتل الأحلام موقعها في عالم البشرية منذ أقدم الحضارات. كان المصريون القدامى يتحدثون عن الأحلام بكثرة ويعتقدون بأنها تنقل الإنسان إلى أبعاد جديدة في الكون. هناك موقع خاص للأحلام في مختلف الثقافات شرقاً وغرباً ويكثر الحديث عنها في الأدبيات المختلفة. اقرأ المزيد
هذه خاطرة خاطفة في تاريخ العلم، ولها علائق من وجوه عديدة بنظرية المعرفة (الإبستمولوجيا). هي سانحة من السوانح الذهنية التلقائية التي ترقرقت على ذهني، فطفقتُ أسحبها برفق إليكم، وأضعها كما عبرت في ذهني دون تزويق أو تمليح زائد. ويمكن أن ننسج على منوالها العديد من التطبيقات والأمثلة، فالمثال الوارد هو مجرد مثال لا أكثر، وقد نشتق من ذلك وهو الأهم: مبادئ أو قواعد كلية في بناء المعرفة واستعادة التحضّر على أسس من العلم والقيم والإيمان متينة اقرأ المزيد