دعونا نتخيل أن العالَم (الطبيعة) عشوائي أو مزاجي، أي أنه كل يوم يتجلى لنا بطريقة مختلفة. مثلاً، لنفترض أن الطقس يختلف بطريقة فوضوية، فلا يرتبط بنمط لحظي ولا يومي ولا إسبوعي ولا شهري ولا سنوي، والشمس لا تشرق ولا تغرب وفق نمط محدد، وإنما وفق مزاجية فلكية مبهمة، فنعيش نهاراً طويلاً وليلاً طويلاً غير منضبطين، وعلى هذا فقِس بقية الأشياء الحادثة في العالَم. هل تستقيم حينذاك حياتُنا في عالَم كهذا؟ هل يمكن لنا أن نكتشف هذا العالَم وأسرارَه وقوانينه؟ اقرأ المزيد
لا يمكن للمعرفة أن تنهض، ولا للعلم أن ينمو في مجتمع لا يكترث للأطر والسياقات والكيانات والسُلط المجتمعية، وما تحمله من أفكار وأنساق ورؤى تجاه العلم وحركته المثالية والواقعية في المجتمع والتاريخ. وإذا سُلم لنا بهذا، فإن ثمة ضرورة للاعتناء بحقل علم اجتماع المعرفة (سوسيولوجيا المعرفة)، وهو أحد حقول نظرية المعرفة أو الإبستمولوجيا. سأضرب مثالاً واحداً فقط للبرهنة على ذلك طلباً للاختصار، وعبره سنتبين مدى اقرأ المزيد
الحب أربعة أنواع رئيسة هي : الحب الرومانسي، والحب الجنسي وحب الصحبة وحب التملك، واليوم نتكلم عن حب التملك. هذا نوع من الحب نراه بين زوج وزوجته (أو العكس)، ونراه بين أم وابنها (أو العكس)، أو في أي علاقة تحتوي على عناصر الأنانية واللزوجة والاعتمادية والإدمانية والإلحاح والانتهازية والرغبة الشديدة في الاستحواذ على المحبوب واستبقائه تحت السيطرة بأي شكل ومهما كان الثمن. وقد ترى صاحب حب التملك (أو صاحبته) اقرأ المزيد
القياس النفسي الإكلينيكي الإيجابي Positive Clinical Psychometric Measurement لعقود طويلة كان علم النفس مهتما بالسؤال العام التقليدي من الطبيب والمختص النفسي "ما المشكلة التي تعاني منها؟" لكن ربما لم يكن هذا السؤال كافيًا في التعرف على طبيعة الإنسان وتقييمه حتى وإن كان يشكو من مشكلة أو معاناة، ويبدو أن التقييم والقياس ليكون أعمق وأفضل يمكن أن نضيف للسؤال السابق سؤالاً آخر "ما الذي تجيده وتتقنه؟" ل اقرأ المزيد
قال لي صديقي الفيلسوف الشاعر الطبيب النفسي "ريكان إبراهيم" إن من يولد لابد أن يموت، اختصر الوجود الإنساني بأسره بهذه الكلمات الفلسفية البسيطة أثناء مكالمة هاتفيه معه، رغم أن الموت يحيط بكل شيء في حضارتنا اليوم، حضارة التطور الطبي والتكنولوجي والمعرفي إلا أن فقه الموت بقي غفلا ومجهلة في من نجح في التكنولوجيا والطب والأدوية وأجهزة الاتصالات. نحن معشر المشتغلين في علوم النفس العميقة وفلسفتها نذهب بعيدًا في سبر أغوار دواخلنا اقرأ المزيد
نعم، فنحن كثيراً ما نقر للأسف سلبياتنا بالجملة وننكرها بالتقسيط؛ بخلاف الإيجابيات، حيث نميل إلى إقراراها بالتفصيل وتأكيدها بالتقسيط. بذرة النزعة الكمالية هي التي تزرع فينا الميل للإقرار بالسلبيات بالجملة وإنكارها بالتقسيط. ما هي هذه البذرة الكمالية؟ وماذا يعني أننا نقر سلبياتنا بالجملة وننكرها بالتقسيط، ولماذا نقوم بذلك، وما أثارها، وهل ثمة مثال عملي يوضح هذه الفكرة؟ السلبيات شيء تنفر منه النفسُ الإنسانية، لأنها مجبولة على الانشداد نحو صورة مثالية، حيث تنشد النفس في العادة بلوغ الكمال والتربع على قمته سواء أكان ذلك جانباً أخلاقياً أم خَلقياً، اقرأ المزيد
كثيرون ممن يتناولون تاريخ الإسلام، لا يفطنون لحقيقة أن الإسلام جاء مُنقذاً للعلم من جموده ومثوِّراً له من رقاده، كيف حدث هذا؟ وما الدليل عليه؟ أضع بين هذا النص الصغير جانباً من الجواب عن هذين السؤالين الكبيرين، مع التوسل بلغة عامة مناسبة لغير المتخصصين. لكي يحرك الإسلام العلم والفلسفة ويثورهما في قوالب تجديدية، صنع باقة جديدة من طرائق التفكير، مزوَّدة بذخائر هائلة من الأدوات الناجعة. سأتناول ست ذخائر فقط على عجل: اقرأ المزيد
حينما يتيه المرتحلُ، فإنه سرعان ما يلوذ بخريطته، فيتبصَّرُ مليًّا بموقعه ومقصده ودروبه؛ وإذا واجه مُعضلة أخلاقية، فهو يراجع قلبه إقداماً أو إحجاماً؛ وإذا أعجزه أمرُ شغَّل عقله بناء أو نقضاً، تحليلاً أو تركيباً، استنتاجاً أو استقراء؛ وإذا رام تواصلاً أضاء مشاعل لغته، لينقل دفائنه الفكرية والعاطفية إلى الضفة الأخرى. ولسوء حظ الإنسان، أن ثمة عوامل متكاثرة تجعله يفقد خريطته أو قلبه أو عقله أو لغته، أو يفقد قدراً كبيراً من نجاعتها وفعاليتها، فلا تظل كما كانت في سابق عهدها. الإنسان اقرأ المزيد
الحديث عن مفاهيم نفسية في تحليل السلوك البشري عملية تستحق الخوض فيها، وتساعد الإنسان على استيعاب وإدراك سلوك البشر حوله، والمجموعة البشرية التي ينتمي إليها، وكذلك السلطة التي يخضع إليها طوعاً أو قهراً. الغاية أيضاً من هذه المفاهيم تقييم البشر لحاضرهم والتفكير بحل لمشاكلهم ومن ثم التخطيط لمستقبل أفضل. في إطار هذا الموضوع سيكون الحديث عما يسمى في العلوم النفسية ثلاثية الظلام التي تتعلق بثلاثة صفات بشرية غير مرغوب فيها وتثير الاستفزاز عموماً وهي: اقرأ المزيد
مستوىات تحيز الإدراك المتأخر: يحدث تحيز الإدراك المتأخر عندما يشعر الناس أنهم "عرفوا ذلك طوال الوقت"، أي عندما يعتقدون أن حدثًا يمكن التنبؤ به بعد أن يصبح معروفًا أكثر مما كان عليه قبل أن يصبح معروفًا. وهذا التحيز الذي يمكن بسهولة أن نقع فيه يتضمن ثلاث مستويات ودرجات مختلفة: - مستوى تشويه الذاكرة Memory distortion : ("قلت إن ذلك سيحدث") لكن السؤال هل تتذكر ما قلته حرفيا بالفعل؟ اقرأ المزيد