سلوك يتصف بآليات انحشارية ذات خيارات أحادية، أي أن الفرد يضع نفسه في زاوية حادة تزداد ضيقا حتى لا يتوفر أمامه أي منفذ سوى أن يقاتل وباتجاه واحد، وهذا ينطبق على الجماعة والفئة والمجموعة والحزب والشعب والأمة. والكثير من المجتمعات والشعوب تنحدر إلى هذا المصار المتضايق الخانق الذي يجبرها على الدخول في متوالية التداعيات والخسران الشديد، وهذا ما يفسر ما يتحقق في ربوعها من التفاعلات السلبية والنكبات المزرية. وفي واقعنا العربي يتضح أن القوى والأحزاب تتخذ هذا المنهج سبيلا للتفاعل مما يؤدي إلى تورطها بذاتها وموضوعها، وتحطمها تماما، ولهذا فإنها لم تنجح بإقامة تقليد تفاعلي ذي إنتاجية حضارية ذات قيمة إنسانية، ، اقرأ المزيد
لو بحثنا عن العقل فيما تكتبه الأقلام، لتعذر علينا الفوز بمقالة أو منشور فيه عقل!! والمقصود بالعقل، التعبير الفكري المنير الذي يعبّد الطريق إلى حيث الرقاء والعلاء والحياة المعاصرة، فالمنشور يندر فيه العقل وتسود العواطف السلبية والانفعالات السيئة الداعية للكراهية والأحقاد والانتقام. وما يبدو كأن العقول معطلة أو مغيبة، والقدرة على التفاعل الإبداعي مع الحياة مفقود، فالمقبول قولا وسلوكا عندنا ليس مقبولا في مجتمعات الدنيا المتقدمة. فالواضح والمؤكد أن المجتمع منهمك بما لا ينفع ولا يصلح للحياة، وهذا يعني بحد ذاته إنكار العقل. ولو تناولنا أي حالة، اقرأ المزيد
وصلتني رسالتان تمثلان نمطية التفكير السائدة في واقعنا والمساهمة في صناعة وتثمير الويلات والتداعيات, أولهما تتحدث عن أن الدول الأوربية وفي بداية القرن العشرين اجتمع قادتها بقيادة بريطانيا العظمى آنذاك وهدف الاجتماع الإجابة على سؤال كيف نبقى في القمة والقوة, وكان الجواب أن نهيمن على المنطقة العربية لما فيها من ثروات وخصائص ستراتيجية وبواسطتها نتحكم بالعالم. وتمخض الاجتماع عن خطة كان أولها تحرير المنطقة من قبضة الدولة العثمانية, وزرع جسم غريب فيها, وتمزيقها وإشاعة الاحتراب بين أهلها, وتسخير الدين لتنازعاتها وإلهائها ببعضها, وحكمها بالنيابة بواسطة حكام مأجورين أو ينفذون الأجندات بحذافيرها. اقرأ المزيد
خاضت بعض من الدول العربية ما يسمى بالربيع العربي الذي أهلك هذه الدول وغيَّر الأنظمة الحاكمة فيها، وجعل هذه الدول تتراجع بعدما كانت في مقدمة الدول المُهمة في المنطقة؛ فسوريا قاومت هذا الربيع وانتصرت بإرادتها القوية التي لم تنكسر، ثم بدأ ما يسمى بالربيع العربي في دولة شقيقة هي السودان ذات الطابع العشائري المتين القوي بحجة تحسين الوضع المعيشي والاقتصادي، كما حصل منذ بداية الربيع في بعض الدول العربية. السودان يعيش هذه الفترة حالة من الربيع العربي المُفتعل والمُنَسّق بنفس الطريقة التي حدثت في بعض الدول العربية، من مُظاهرات واحتجاجات نُسِقت من قبل جهات خارجية، أصبحت مكشوفة لدى الدول التي عانت من ويلات ما يسمى بالربيع العربي. اقرأ المزيد
هل أفلح الآكلون للوجود العربي والوطني ببرمجة الأدمغة العربية، لكي تكون القوة المدمرة لذاتها وموضوعها؟!! فلكي تقضي على أية قوة أو مجموعة عليك أن تحث فيها طاقات تنافرية وتبني عليها وتعززها وتنميها، وتضخها بعواطف وانفعالات حامية تعطل العقل وتعمي البصائر وتشوّه الرؤية، وتجعل من أفرادها أدوات مُسخرة للإفناء الذاتي والموضوعي. وهذه أساليب متبعة منذ عصور قديمة وموغلة في البعد والتمادي بالتدمير والامتلاك، اقرأ المزيد
"....ومنكم مَن يُرَدُ إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علمٍ شيئا..."22:5 حضرني ذات يوم هذا السؤال وأنا أعاين عددا من المرضى المسنين الذين أخذت الأيام من ذاكرتهم الكثير، وما أبقت لديهم القدرة على تذكر ما فعلوه قبل بضعة ساعات وربما دقائق، والبعض منهم لا يذكر شيئا، وكم يؤلمني ويرعبني أن أرى صورا لمسيرة حياة الشخص معلقة على الجدران وعندما أسأله عنها لا يعرفها اقرأ المزيد
السودان دولة عربية في شمال شرق أفريقيا ذات مساحة شاسعة، وفيها وفرة من الموارد الطبيعية والزراعية والثروة الحيوانية، وقد استقلت عن بريطانيا وانفصلت عن مصر عام 1956 ، وفيها النيلان الأبيض والأزرق التي تقع عند ملتقاهما العاصمة الخرطوم، ويقسمها نهر النيل إلى شطرين، ويؤسس لواديه الغني الجميل المعطاء. وعاشت حربا أهلية طويلة منذ ما قبل الاستقلال حتى انتهت بانفصال الجنوب السوداني عام 2011. اقرأ المزيد
دول العرب الثرية تهدر الأموال في التوافه والإعداد للنوازل والتداعيات في المجتمعات العربية, وتنمية الصراعات والأحقاد والكراهيات, وخراب العباد والبلاد, وما فكرت ذات يوم بتغيير توجهاتها, والركون إلى الرحمة والرأفة والعمل من أجل إسعاد الإنسان. فهي تبدد الأموال بشراء الأسلحة التي تقتل بها العرب, وفقا لمسرحيات ومنزلقات يتم إعدادها لامتصاص الأموال ورعاية تفاعلات سفك الدماء, والتخريب النفسي والفكري والعقائدي للناس الأبرياء المبتلين بنيران المال وحميم الثراء. فلماذا لا يرحمون أبناء العرب؟ ولماذا لا يعبرون عن السماحة والرأفة والإيثار؟ اقرأ المزيد
الفهم العربي الأعوج للديمقراطية جعلها تبدو وكأنها تظاهرات ونزعات مطلبية بحتة، وجردها من الشعور بالمسؤولية والجد والاجتهاد، والعمل الدؤوب على استنهاض الواقع الذاتي والموضوعي من قاع الضياع والفقر والجهل، والاندراس في مستنقعات التظلم والتشكي والأنين. فالديمقراطية مسؤولية كبيرة، والحرية ثقيلة ومتعبة تضع على عاتق أصحابها متطلبات والتزامات، تستدعي تظافر جهود وتفاعل عقول وقدرات وطاقات. فالفهم العربي للديمقراطية أن يقوم الناس بالتظاهر ضد الحكومة التي انتخبوها، ويريدونها أن تلبي كذا وكذا من الطلبات، كزيادة الرواتب وتقليل البطالة والبناء والقيام بمشاريع، وما تساءلوا عن كيف يمكن للحكومة أن تقوم بذلك اقرأ المزيد
هي ظاهرة على مستوى الوطن العربي تتجلى على مواقع التواصل الاجتماعي، فما أن يصرح مسؤول أو حاكم تصريحا أو يصدر قرارا أو يقوم بفعل إلا وتنهال عليه النكات النصية والنكات المصورة (الكوميكس)، ويتطاير كل هذا بسرعة البرق عبر مجموعات الواتساب وصفحات الفيسبوك ويضحك الجميع من تلك النكات والسخريات السياسية. فهل هذه ثورة بديلة من الشعوب العربية يمكن أن نسميها "الثورة الكوميدية"، تستخدم سلاح السخرية من المسؤولين والحكام، وبذلك تمر الأحداث مر الكرام ولا يأخذون الأمور على محمل الجد، اقرأ المزيد