مساء الخير
سؤال يحيرني كثيرا سأكتبه هنا لعلي أجد الإجابة: ليه بنتقبل أشياء إحنا مش عايزينها؟
يعني مين أول شخص قال لي جملة الوقت بينسي؟ أنا كل ما أفكر في الموضوع أحس إنه كان واحد عايز يضحك على نفسه ونحن صدقناه ومشينا وراه وبقينا نقول كدا كلما نخسر أي حاجة... رغم إن كلنا عارفين إن الوقت مبينسيش ولا حاجة ومع أول موقف سواء مريت من مكان معين... شميت رائحة معينة... سمعت كلمة معينة، دا بيصحي جواك الحاجة اللي أنت المفروض قتلتها من سنين والوقت نساهالك..
إحنا بنضحك على بعض وعلى أنفسنا ولا فاهم إيه المغزى؟ عشان كدا هنرتاح يعني؟ من قال؟ محدش بيرتاح بالطريقة ذي... مش عايز أعمم أكيد أنا أتكلم عن وجهة نظري المتواضعة فقط... بس بحس أنه ليه طيب لو اتنين قطعوا مع بعض ميرجعوش يكلموا بعض تاني؟ يلوموا بعض... يعاتبوا بعض... دائما الموضوع بيبقي عبارة عن سوء تفاهم والله.. توقيت غلط... حاجات مش بإرادتنا لأننا بفطرتنا لسنا مؤذيين..
أنا أذيت ناس على فكرة لكن أذيتهم وأنا مكانش عندي أي فكرة إني هكذا أؤذيهم... ولما حاولت أصلح مكانش في رد... أنا لست ألومهم أكيد لكن أتكلم عن فكرة إن أنا اتأذيت برضه من ناس بس كنت دائما أترك الباب مفتوح وأعطي أعذار... ومش عايز أبقى الشخص الذي يرفض الصلح! ورافض نظرية إن الوقت هينسي ذي...
عدت أربع سنين ولسا الواحد بيحس بنفس المشاعر الملخبطة بنفس الحزن بنفس كل حاجة... مفيش حاجة بتتغير...
حبيت أفضفض مع موقعكم عشان مفيش حد أحكي له للأسف
11/6/2025
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك سيد "راجح" معنا. نتقبل الأمور التي لا نستطيع تغييرها بحكم الأمر الواقع ومحدودية قدرتنا على التحكم ورغبتنا في تجنب المعاناة والألم. ويتميز الإنسان بما حباه الله به من قدرة على التوافق والتكيف مع مختلف معطيات الحياة ليستمر، نتألم من الموت ونتقبله ونفرح بالمواليد الجدد ونتحمل مسؤولياتهم. هذه القدرة على التكيف والتوافق ضرورية للسواء النفسي.
أعتقد أن حكمة تأثير الزمن على المشاعر والأفكار والخبرات مسلمة مقبولة عقلا، فأنت لست نفس الشخص الذي كنته في عمر الثامنة عشر أو العاشرة وما طرأ عليك من تغير نتيجة التأثر بالخبرات التي مررت وبها. من الناحية العاطفية التي يبدو أنك تلمح إليها في سطورك وتشغلك فالشاعر مرسي عزيز والملحن بليغ حمدي حفرا الفكرة في الوعي من خلال أغنية فات الميعاد للسيدة أم كلثوم بأن الزمن بنسي فرح وحزن، ونحن بالفعل ننسى الكثير من الفرح والحزن. تتغير أولوياتنا في الحياة، ويصعد من وقت لآخر موضوع مسرح أفكارنا، بعض المواضيع يكون تأثيرها أقوى ونسياناها أصعب، ولكن بالفعل ينسى الإنسان ما أفرحه وما أحزنه، النسيان آلية نفسية مفيدة تدفعنا للسعي لمزيد من الفرح وتبعدنا عما خبرناه من حزن، وللأسف تعمل بطريقة غير صحيحة فننسى ما لا نريد نسيانه مثل ما نحفظ من آيات أو أشعار. إن كنت تريد النسيان عليك ترك التفكير فيما أحزنك والانشغال بما يفرحك لتفعل آلية النسيان.
الأمر الآخر الذي يشغلك هو اختلاف قدرة الناس على التسامح وتجاوز الإساءة وحتى اختلافهم فيما يعتبر إساءة. هي سمات شخصية تختلف من فرد لآخر كما تختلف هيئاتنا، قيم ومبادئ نتبناها حسب تربيتنا وخبراتنا فنتمسك بما يحقق أهدافنا ونترك ما يسبب لنا الألم. التسامح له قيمة عليا ذكرها الله في عباده الذين يحبهم والعافين عن الناس والله يحب المحسنين كما في سورة آل عمران، ولكن لم يفرضه على البشر فرضا بحكم جواز القصاص، بل جعل فيه حياة للناس ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب كما في سورة البقرة، بينما يمدح الله العفو والتسامح يعلم الخالق بعدم قدرة جميع من خلق عليه فأباح لهم القصاص.
بحاجة أنت إلى مزيد من التفاعل البشري المباشر فخالط الناس واصبر على أذاهم كي لا تعيش تعسا بأفكارك ووحدتك. لا بأس طبعا باختلاف مبادئك ورأيك عن الآخرين ففي الحياة متسع لجميع التوجهات والآراء، ولكن الوحدة من أقوى أسباب الاكتئاب، ولعلك تطبق أحد اختبارات الاكتئاب للتأكد إن كانت معاناتك نتيجة الاكتئاب والذي هو مرض نفساني يحتاج إلى معالجة أو أنها مجرد سمات شخصية ومبادئ تريحك.
واقرأ أيضًا:
الوسادة الخالية: الحب الأول
فشل الحب الأول.. آلام في العمق
هواجس وأوهام الحب الأول..
الحب الأول.. آخر الدواء الكي!
فشل الحب الأول.. آلام في العمق..
الحب الأول: إكرام الميت دفنه!