وسواس القبلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرجو إرسال سؤالي إلى (مفتي) الموقع لأني أريد جواب (شرعي) فقط وأرجوكم أن يرد في أسرع وقت ممكن إذا كان في الإيميل أسرع أرجو أن تسعفوني
يا شيخ أنا متعبة جدا جدا وأكتب وأنا في حالة نفسية سيئة جدا ولا أعلم ماذا أفعل في هذه الدنيا كل شيء ضدي كل ما أقف على أقدامي من الحضيض يأتي شيء ويدمرني تماما أنا مريضة وسواس قهري منذ عدة سنين وعقلي متدمر كثيرا من الوسوسة والحالة النفسية لدي وسواس في الصلاة والوضوء والنية والريح والكفر والاغتسال والعورة والإفرزات والصيام والمني والاحتلام وغيره وغيره
أصبحت الأفكار تسيطر علي لا أخرج من المنزل لا أستطيع ممارسة حياتي وكثيرا أفكر بالانتحار أو تأتيني مبادىء حالات الهلع من شدة ما ألقى من الاضطراب لكن مشكلتي وسؤالي الآن هي القبلة من عدة سنوات وأنا أعاني من وسواس القبلة أخاف الصلاة خارجا وأفكر كثيرا في أمر القبلة في الحضر والسفر لا أثق في أحد إلا بعد جهد مني أو في حالات الاضطرار
والآن بعد أن عاهدت نفسي ألا أبحث في قوقل لأنه يدمرني ويجعلني أنتكس لأني في فترة علاج حتى أقف على أقدامي فقط من الوسواس القهري الذي دمر عباداتي فنجحت ما يقارب الأسبوع ونصف الآن في عدم إعادة وضوء أو صلاة أو أي من أفعال المجانين التي أفعلها وهدئت نفسيتي وعقلي قليلا وللأسف الآن فتشت عن موضوع القبلة حتى أعرف بعض الأشياء فوجدت قولا هز مضجعي أن الفاسق لا يقبل خبره في الإخبار باتجاه القبلة وأن من يخبر بالقبلة يجب أن تكون متوفرة فيه شروط والفاسق هو من يفعل الكبائر ويصر على الصغائر...
لا حول ولا قوة إلا بالله شارفت على نوبة الهلع وتحطمت بعد هذه الفتوى وفكرت أن أنتحر جادة، ولكن هدأت نفسي أرجوووووكم أجيبوني... هذا يعني أن أغلب الناس فساق في زمننا ولا يجب سؤال أغلبهم؟؟
والمشكلة الآن أنه لنا فترة ننتقل من بيوت مستأجرة إلى أخرى والآن سكنا منزل جديد ما يقارب التسعة أشهر وسألت صاحب المنزل عن القبلة فأراني الاتجاه ولي ما يقارب ٩ أشهر أصلي عليه، المشكلة أن صاحب المنزل رجل يا للأسف لا يصلي في الجماعة وحالق للحيته ويكذب علينا في أشياء متعلقة بالإيجار يعني نخبره ليصلح بعض الأشياء ونتجادل خلاص سأحضر ولا يأتي ويصرخ في أهل بيته باستمرار وغيره من الأشياء غفر الله لي وله لذا تدمرت تماما، هل هذا الكلام صحيح يا شيخ أن الفاسق لا يقبل خبره إذن من نسأل هذا صعب وشاق جدا... ولكن ثم قرأت أن في الأمر اختلافا في قولهم وأنسخه:
(ولا يقبل خبر الكافر في شأن القبلة، ولا خبر المجنون والصبي الذي لم يميز، واختلفوا في الصبي المميز والفاسق، فذهب الجمهور إلى عدم قبول خبرهما، لأن روايتهما وشهادتهما لا تقبل، ولأَن الصّبيَّ لا يلحقه مأثمٌ بكذبه، فتحرُّزُه عن الْكذب غير موثوق به، أما الفاسق فلقلة دينه، وتطرق التهمة إليه."
*📂[الموسوعة الفقهية- (19/ 3)]*
١- هل يجب علي قضاء صلوات ٩ شهور لأنه فاسق لذا القبلة خاطئة وهذا صعب جدا علي وكيف أتأكد الآن من القبلة وفيمن أثق حاولت استخدام الهاتف لكن هاتفي قديم علما أني ما زلت أصلي على هذه القبلة لأنه غالب على ظني أن كلامه صحيح ولم أشك يوما في كلامه إلا بعد أن قرأت هذه الفتوى فهل صلاتي صحيحة على هذه القبلة إلى الآن عملا بغلبة ظني على صحة كلامه؟
٢- أهم سؤاااااال هل هناك حقا اختلاف ولو يسير ويجوز الأخذ بقول الفاسق في تحديد القبلة (أرجو إجابتي على هذا السؤال بوضوح فهو أهم سؤال) وهل يجوز إذا غلب على ظني صدقه مثلا فقط اطمئن قلبي لكلامه أن آخذ به؟
وأيضا لدي بعض الأسئلة الأخرى التي تعذبني كثيرا جدا
٣- أنا سأذهب لأهلي في الخليج بعد عدة شهور وسأستقر في منزلهم الذي يسكنونه لهم عدة سنين هل يجب أن أسألهم من أخبرهم باتجاه القبلة هذه وأستفسر وأسألهم إن كان من أخبركم هو شخص فاسق أم ثقة وعارف أم لا؟ مع العلم أن هذه الأسئلة تشق عليَّ وقد لا يهتم أحد بكلامي وأخجل أن أسألهم وألح عليهم في الأسئلة
٤- سأذهب إلى صديقتي اللتين تربينا معهم منذ الصغر وهم أيضا لهم سنين طويلة جدا جدا في نفس المنزل، ولكن هم يغلب عليهم الكبائر والمعاصي غفر الله لي ولهم وسامحنا فماذا أفعل أنا في هذه الحالة علما أني سأجلس عندهم فترة؟ فهل يجب أن أسألهم من أخبركم بأن هذه القبلة ومن أين عرفتم ومن أسأل بالضبط؟ وماذا أفعل وكيف أتصرف؟
٥- هل كل منزل أزوه وأسأل أهله ويرشدونني على القبلة هل يجب أن أدقق في حالهم إذا كانوا فساق وأدقق من أين عرفوا وكيف عرفوا؟
٦- في الأماكن العامة إذا أردت الصلاة المولات والحدائق والطرق والفنادق والعمل من أسأل هل يكفي سؤال أي شخص من العامة أو يجب أن يكون شخصا يعمل في المكان وكيف أسأل هل أدقق أيضا أو أصلي في البيت فقط وأكمل اعتزالي للخروج؟ أم ماذا أفعل بالضبط
٧-، هل الصلاة في المصليات والجوامع الصغيرة للمولات والأسواق والحدائق التي تكون أصلا متجهة على القبلة يجوز الصلاة دون سؤال أم يجب أيضا أن أسأل فيها؟ هذا معذب جدا الأفضل أن أبقى على عدم خروجي من المنزل
اعتبروني طفلا صغيرا وأروني ما يجب عليّ فعله وما لا يجب علي في كل هذه الحالات أناشدك وأتوسل إليك أن تقول لي أيسر أيسر أيسر أيسر الأقوال في المسألة أنا لم أعد أقدر ومتعبة جدا وحالي سيء بشكل صعب وأنتم تعلمون حال الموسوس أرجو أن لاتجيبني بشيء يزيدني سوء لأنه لم يبقى لي شيء
آسفة جدا على الإطالة واللخبطة في السرد أرجو إجابتي في أسرع وقت لا أعرف أحدا غيركم ولا أحد يستقبلني
لأني أخاف أن تسوء حالتي أكثر ولا أستطيع الصبر الأيام المقبلة أو أن تتمكن مني الحالة
12/6/2025
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "8" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
تقولين في بداية الإفادة (أرجو إرسال سؤالي إلى (مفتي) الموقع لأني أريد جواب (شرعي) فقط)، فهل نفهم من ذلك أن الجانب الطبي تم التعامل معه؟ وبالتالي أصبحت مشكلتك فقهية لا طبية؟ أي أنك تريدين الرد الفقهي على الشخص الصحيح -غير الموسوس- إذا سأل أسئلتك هذي، يعني توسوسين وعن غير الموسوس تسألين! لا حول ولا قوة إلا بالله.
تقولين (لدي وسواس في الصلاة والوضوء والنية والريح والكفر والاغتسال والعورة والإفرزات والصيام والمني والاحتلام وغيره وغيره) ما شاء الله تحاربين كتائب وسواسية متعددة..... وواضح أن ذلك منذ عقد لى الأقل من الزمان، ولا يبدو أنك تطمعين في العلاج والتعافي أو لا تسلكين الطريق الصحيح، فأنت تركزين دائما على أطراف المرض البعيدة وتتركين قلبه ومراكزه بعيدة عن الوعي وبالتالي عن العمل الهادف لعلاج المشكلة الجوهرية والتي هي مرض الوسواس القهري وشركاه من الاضطرابات النفسية، مثلا حربك الحالية مع ضبط اتجاه القبلة تسألين وتبحثين وتتأكدين بما لا يخطر ببال أحد ممن يعيشون معك من المصلين! فإذا حلت معضلة اتجاه القبلة عدت إلى واحدة من وسوساتك القديمة أو وقعت في فخٍّ وسواسي جديد... وهكذا دواليك.
جاوزت الستين من العمر وسافرت إلى بقاع شتى في الأرض -غالبا ضمن مجموعة من الزملاء- وصليت قصرا وجمعا فيها كلها بفضل الله وحين بدأت تلك الأسفار لم يكن بعد من الشائع أن توضع علامة اتجاه القبلة في الفنادق، وكنت في البلاد العربية أسأل عامل الفندق ولم يجل بخاطري هل العامل مسلم أم لا فاسق أم صالح؟ ... ولم يجل في خاطري أيضا وأنا في غير بلاد المسلمين أن سؤال العامل (مسيحي، يهودي، بوذي، سيخي أيا كان) هو سؤال لا يصح لأنه لا يجوز أن آخذ بما يقول!! كما يفهم من المعلومات التي قدمتها لنا!! فأي مقصر أنا؟ ... ليس هذا فقط، بل كثيرا ما كنت لا أجد أحدا أسأله أو أجد من لا يفهم لا عربي، ولا إنجليزي ووالله ولا بالإشارة أحيانا ولا يفهمني عامل الاستقبال عند الاتصال ولو أعدت السؤال! كنت وبعض زملائي نصلي كل بقدر اجتهاده في غرفته، وأما أنا -ولأنني ضعيف القدرة في تحديد الاتجاهات- فقد كنت أطبق قول العلي القدير وأينا تولوا فثم وجه الله! وفقط.
مؤخرا من بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وحتى الآن... بل ربما بتصاعد مستمر -بعد موجات الإسلاموفوبيا والتطرف اليميني- في البلاد الغربية أصبح من الأفضل ألا تسأل إن لم تجد علامة اتجاه القبلة في غرفتك لكيلا تستفز المتطرفين في ذلك البلد... والحمد لله أن أصبح تطبيق اتجاه القبلة متاحا في الآونة الأخيرة.... الخلاصة أنني ومثلي غالبية المصلين لا يشغلنا الشك في أمر القبلة كثيرا.
طيب أنت ترين الأمر مهما جدا وتنشغلين بما قال الفقهاء وما قاله المفتون من بعدهم ثم ماذا؟ إذا وجدت يسرا لم يعجبك ورحت تبحثين عن الأحوط وهكذا -في أمر القبلة وغيرها- دأبك حتى وصلت ما أنت فيه من تعمق أو تنطعٍّ ما أنزل الله به من سلطان... وفوق كل هذا تريدين الحكم الفقهي للأصحاء!
طبعا أنا لست أهلا للفتوى ومفتية مجانين د. رفيف الصباغ ماتت منذ أسابيع وبالتالي فإن ما تتلقينه ليس إلا ردا من طبيب نفساني، بحثت عن المطلوب شرعا من الشخص الصحيح فعله إذا لم يكن على معرفة باتجاه القبلة وأراد الصلاة وكنت أتوقع أن ما سأجده قد يشعرني بالتقصير في معرفة الفقه لكنني حقيقة فوجئت بأنه صح فقهي وإن كنت لم أقرأ في الأمر، فالمطلوب من الصحيح إن لم يستطع تحديد القبلة هو فقط أن يجتهد قدر استطاعته في السؤال والتحري ثم يصلي، فإذا صلى بالاجتهاد ثم تبين له لاحقًا أنه أخطأ القبلة، فلا إعادة عليه، واستدل ابن باز (وهو حنبلي) على ذلك بأن الله تعالى يقول: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16].... الأمر أبسط من بسيط إذن وهذا الكلام لأصحاء العقل! أنا تخيلت أن الأمر أعظم من هذا بكثير من شدة ما رأيت اهتمامك...
تقولين -ونتمنى أن تكوني بقدر ما تقولين- (اعتبروني طفلا صغيرا وأروني ما يجب عليّ فعله وما لا يجب علي في كل هذه الحالات أناشدك وأتوسل إليك أن تقول لي أيسر أيسر أيسر أيسر الأقوال في المسألة) في هذه الحالة لن تكون هناك مشكلات وها هو اليسر قد بسطناه!
تبدو الصورة السريرية لحالتك -وسواس القبلة القهري- مع ما وصفت لنا من التعمق الجلي والمنبئ عن خوف من الشعور بالذنب، ركنان أساسيان في حالتك ليكتمل عرْض وسواس الذنب التعمق القهري "و.ذ.ت.ق"، وهناك كذلك ما يشير إلى وجود اكتئاب وأما قولك (أخاف أن تسوء حالتي أكثر ولا أستطيع الصبر الأيام المقبلة أو أن تتمكن مني الحالة) وهل تحسبين تمكننا أكثر مما هو حاصل بالفعل، إنما الخوف الحقيقي هو من زيادة شدة الاكتئاب وما يحمله من مخاطر على الحياة....
أخيرا إذا اقتنعت أنك مريضة وسواس قهري -رسمي نظمي فهمي- ولست مكلفة فيما يكلف به الشخص الصحيح في كل ما توسوسين به في أمور الدين الآن وحتى ما شاء الله من السنين.... إذا... فنحن مستعدون لمساعدتك في طريق العلاج الصحيح.
وكي لا ننسى أسئلتك فإن الرد هو باختصار إذا كنت في مكان تريدين الصلاة ولا تعرفين القبلة اسألي أقرب شخص منك واتبعي قوله، وإذا حللت في مكان فصلي كما يصلي أهله وكفي عن الشك، وإذا وجدت علامة القبلة في مكان فلا تسألي.... هذا هو المطلوب شرعا من الأصحاء وأعرف أنه لن يعجبك ولهذا أنت موسوسة!
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.