دراسة وعمل هل اجتمعوا يوماً...؟
أمي الفاضلة د . لمى.. أهديك التحية المباركة من الله عز وجل فالسلام عليكِ ورحمته تعالى وبركاته كيف حالكم..؟
أسأل الله أن تكونوا بوافر الصحة والعافية في دينكم ودنياكم، ولا يفوتني أن أشكركِ على ما قدمتِ لي من استشارات وتوجيهات أعتزّ بأنها خرجت من أم فاضلة تهتم بمصلحة شباب المسلمين..
واليوم أبعث لكِ بمشكلة جديدة وأتمنى أن تساعديني في حلّها...
بعد عرضي لمشكلتي على طريق النجاح نصائح وتوصيات... ومتابعتي لتلك المشكلة بالاستفسار عن أمور عملي في المشكلة المعنونة بـ على درب النجاح نصائح وتوصيات / المشاركة 2 .. فإنني اليوم أستشيرك فيما هو نتيجة ومحصّلة لهاتين المشكلتين..
وبسم الله نبدأ....
بعد أن توظّفت في المستشفى وأصبحت إنسانا منتجاً وطالباً في كليّة التمريض في نفس الوقت تيسّر لي أن أعمل مندوباً لشركة إماراتية في بلدي حيث أقيم فأصبحت على وضع أنني طالب في الكلية صباحاً وممرض في المستشفى من بعد الظهر حتى ساعات المساء ومتابع لعملي كمندوب فيما بعد المساء، فأصبحت أجد أنني أدخل البيت في الواحدة أو الثانية صباحاً، أنام كالقتيل من فرط التعب ثمّ أصحو باكراً للكلية ولا أعلم هل أستفيد مما أدرس أم لا، وهذا هو ديدني مذ عملت ودرست، المشكلة أيتها الفاضلة أنني أرى نفسي بين ثلاثة نيران فالأول : أنني أريد أن أنجح في الكلية وأبني مستقبلي جيداً، وأنا محصور جداً في عدد الساعات ومضغوط جداً في دوامي، ومع ذلك تجدينني أتغيّب عن المحاضرات غصباً عني ولا يريحني من كلّ هذا العناء إلا حلمي أنني سأنجح وقولي (كيف نجح الدارسون العاملون؟ سأنجح مثلهم ولا شكّ) .... ومع كلّ هذا فإنني أجزم لكِ أنني منذ حوالي شهر كامل لم تصافح عينيّ أي كتاب بغرض الدراسة.
النار الثانية يا أمي أنني أعمل في المستشفى، ووالدتي يعجبها عملي بأنني أنفق على نفسي وأسدد أقساطي الدراسيّة لوحدي ووالدي لا يكترث لدراستي لأنه لا ينفق من جيبه أي فلس عليّ، لكنه ينتظر نتائج دراستي على أحرّ من الجمر وسيحاسبني عليها، ناهيكِ عن تعبي من عملي هذا الذي يأكل 8 ساعات من يومي براتب قليل لا يكفي لالتزامات شاب بمثل عمري.
أما النار الثالثة وهي نار ارتباطي بالشركة الإماراتية فصاحب هذه الشركة يكون صديق مقرّب لي غمرني بتعاطفه ومحبته، ولم يلزمني بدوام ساعات محدد، بل ستسغربين إن قلتُ لكِ أنه بعث لي مبلغاً يعادل ضعف راتبي في المستشفى دون أن يحصل مني على أي شيء وطلب إلي حينها أن أبدأ بتكوين نواة للعمل في الأردن، ولم أجد بداً من التعامل مع شخص يحبني وأحبه ويتابعني كأنه أخي الكبير، ويمدحني ولا يجبرني على عملِ لا أريده فماذا أفعل ؟
أنا قلت لوالدتي أنني لن استقرّ إلا أن تركت العمل أو تركت الدراسة !! فلو أنني تركت المستشفى وواصلت عملي في الشركة والتسويق بالإضافة إلى دراستي، لوجدتني بحاجة للمال وبحاجة للاستقرار الوظيفي في هذه الشركة، فمن أساسيات عمل هذه الشركة: إن لم تنتج لي مكسباً فإنني لن أخسر عليك قرشاً، وإن بقيت على حالي هذه فمستقبلي على كفّ عفريت، ويا عالم هل سأنجح أم لا !!
بصدق أنا مشوّش، والخيارات بين يديّ صعبة ولا بدّ أن أجازف بشيء كي أرتاح من ضغط العمل والدراسة معاً، لكن بمَ أجازف وأنا بأشد الحاجة للدراسة ولقيمة العمل ولنتيجة العمل، مع العلم أنني لن أستطيع ترك العمل أبداً لأنني كما قلت أصرف على نفسي بنفسي، وأبي رحمه الله جالس في البيت يداري صحته (لا يعمل), أتمنى التعجيل بالردّ بارك الله فيكم، فأنا بأمسّ الحاجة للرد وخصوصاً أن امتحاناتي الشهرية باتت على الأبواب..
بالمناسبة...... غلّبناكِ معنا يا أخت لمى....
30/10/2005
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً بك يا أبا المجد، وشكراً لسؤالك عن أحوالي وأحب أن أطمئنك إلى أنني على أحسن حال بفضل الله، وأهلاً بما لديك من جديد، ويا ليت كل الغلبة في هذه الدنيا كهذه الغلبة, أهلاً بك مرات ومرات, وأسأل الله أن يعينني ويلهمني الصواب والرشاد والقدرة على تقديم النصح المفيد دائماً، إنه سميع قريب مجيب الدعاء..
أولاً: أنا مدينة لك باعتذار لتأخري الشديد في الرد عليك, راجية أن يتسع صدرك لهذا التأخير ..
نأتي الآن إلى تفاصيل مستجداتك.
الحق كل الحق معك , فأنت بحاجة للعمل وبحاجة للدراسة, ولكن الضغوط عليك شديدة, أنت كمن يحمل عدة بطيخات بيد واحدة وأخشى أن تصاب كل هذه البطيخات بالأذى !!
عمل واحد + دراسة, معقولة نوعاً ما
أما عمل + عمل + دراسة، فهذه ثقيلة، لا بد من التضحية بأحدها, ولن تكون الدراسة على أي حال, بل أحد العملين, أرى أن تترك العمل الذي تستطيع تركه بصورة مؤقتة, أي إلى حين إتمام دراستك, وبعدها تعود له ..
وبما أنك تقول بأن صاحب الشركة صديق مقرب لك, أفلا تستطيع استشارته في هذا أي العملين تترك, فهو في هذه الحالة قد يرى مشكلتك ويقدرها وبالتالي قد يعدك بضمان عملك لديه بعد إن تتخرج والتخرج ليس بعيداً على كل الأحوال وهناك احتمال آخر, ألا تستطيع أن تخفّض ساعات دوامك في المشفى, فعندها ستجد الوقت للدراسة .
وفي النهاية, لا تنس يا أبا المجد أن المستقبل بيد الله عز وجل والرزق مكفول, وما علينا إلا لاسعي, وقد نسعى في اتجاه, ويكون الرزق مقسوماً في اتجاه آخر تماماً وما هذا إلا لنعلم أن كل شيء بيد الله عز وجل..
فعليك بالدعاء والاستخارة ثم مفاتحة صديقك بالأمر, والله الموفق لكل لخير..
أستودعك الله, وعذراً مرة أخرى للتأخير الشديد....
وطمئنا عن تطورات الأمور معك....