"ما طار طيرٌ وارتفع ...إلا كما طار وقع" هذا قول قديم يلخص مسيرة أية قوة فوق التراب، فالصعود لا يدوم، والبقاء على القمة لا يطول، فحالما تتوطن القمة تنتابك مخاوف الإنحدار إلى السفوح، ولهذا تتبادل القِوى دورها في الحياة، وتتغير الأحوال من حال إلى حال، فالوجود في دوران دائب وانتقال واجب. مرّت على الدنيا قِوى متعددة ومتنوعة، اقرأ المزيد
كم من الزمن تحتاج الأمة، لتكمل تعليمها في مدرسة الديمقراطية، وتحصل على شهادة تخرجها بامتياز؟ الديمقراطية بمعنى حكم الشعب، سلوك لم تتعود عليه البشرية، ولا تزال النسبة الأكثر من أنظمة حكمها ليست ديمقراطية. وبدأ في فرنسا منذ الربع الأخير من القرن الثامن عشر(1789 - 1799)، وأخذ بالإنتشار في المجتمعات الأوربية، وتسبب بمواجهات دامية وثورات قاسية، اقرأ المزيد
الكراسي المتسلطة على مصير المجتمعات في المنطقة، تتمتع بأمية جغرافية وتأريخية للدولة التي تتسلط فيها، فلا يوجد مَن سينجح بامتحان الجغرافية والتأريخ للبلد الذي هو فيه. وهذه عاهة كبيرة مؤثرة في السلوك العام للكراسي بأنواعها، فعندما تجهل جغرافية المكان وتأريخه، فستكون كالغريب فيه، وتتصرف مقطوعا عنه، ورؤيتك ستصبح أنانية وعدوانية لأنك لا تفهم محيطك، ولا تدرك المجال الذي تتحرك فيه، فتصاب بالتوجسات والشكوك وتنتكس إلى الاستجابات الدونية، الخالية من الوعي والقدرة اقرأ المزيد
التوصيفات السلبية تنهال علينا من كل حدب وصوب، والكثير منها أصبحت فاعلة فينا ومهيمنة على وعينا الجمعي، فنحن رهائن المصطلحات التي اكتسبت سمات المطلق والقدسية!! هذه الكلمات والعبارات السيئة العدوانية، العازمة على تقنيط الأمة وتخنيعها، ودفعها إلى مهاوي التبعية والاستسلام، يروّج لها العديد من أبنائها ويتمنطقون بها، وعلى ضوئها يفسرون ويحللون ويستنتجون، ويبررون ويسوّغون. وكأن عقول النخب محكومة بما تراه القِوى الطامعة بالأمة،. اقرأ المزيد
الاستعمار المباشر مكلف ويستهلك وقتا وطاقات، وبعد الحرب العالمية الأولى، وخصوصا في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، توصلت القوى المعروفة إلى ما يسمى بالاستعمار غير المباشر، الذي تطور بعد الحرب العالمية الثانية ليكون استعمارا ذاتيا. أي أن الدول المُستهدفة تقام فيها أنظمة حكم تؤمِّن انسياب ثروات بلدانها إلى الدول المتحكمة بها. اقرأ المزيد
العديد من الأخوة الكتاب وذوي الأقلام الناشطة في ميادين المعرفة المتنوعة، يتناولون مفاهيم عتيقة عبرت عنها مسيرة الأمة في مراحلها السابقة، وتطرح وكأنها جديدة أو غريبة عن مجتمعاتنا، وهذا الأسلوب الاقترابي عدوان على جوهر الأمة وحقيقة دورها وقيمها ومعانيها. فالمفاهيم المطروحة قديمة، وكان العرب من روادها الأوائل والذين وجهوا أنظار البشرية نحوها، وألهموا عقول نخبها تفعيل العقل لتنطلق به إلى آفاق الحياة. وهذا يعني أن أبناء الأمة يساهمون مع الآخرين في انتزاع الأمة من ذاتها وموضوعها اقرأ المزيد
الكثير مما مدون في كتب التأريخ لا يقبله العقل والمنطق السليم، ومقرون بالتأجيج العاطفي والانفعالي، والافتراءات المنثورة وكأنها حقائق ومسلمات، رسخها التكرار النقلي الأعمى في أذهان الأجيال، حتى أصبحت ركاما ثقيلا يحتاج لطوابير أعلام، ذوي إرادة وعزم فريد للتصدي له وغربلته، وإظهار الحقائق وليس الدسائس والتقولات والتصورات المنافية للطبع البشري. ومعظم المكتوب فيه تهويل وتضليل وتوجيه لخدمة إرادة الكرسي. ويكون الدين مطية اقرأ المزيد
الطروحات التي تفاعلت مع أجيال الأمة منذ فجر النهضة واليقظة، خاطبت الكرسي أكثر من الإنسان، وفشلت في التطبيق وأمعنت في التنظير. فالمفكرون والقادة إنطلقوا في خطابات مثالية، وما اقتربوا منها عمليا، فبقيت مركونة في رفوف الذاكرة الجمعية، المعفرة بويلات الممارسات المناهضة لها. ويبدو أن البشر لديه ميل للتقاطع مع ما يطرحه، فللكلام ميادينه، وللأفعال سوحها المتصلة بمعايير غابية بحتة. فالكرسي قوة، ووفقا لقوانين القوة، اقرأ المزيد
يبدو أن ما حصل ويحصل في المنطقة له ما يشابهه في المجتمعات الأوربية، فعندما انطلقت الثورة الفرنسية وأسقطت الملكية، انتشرت روحها في الدول الأوربية الأخرى، التي تهاوت فيها الأنظمة المستبدة أمام الطاقات الجماهيرية الفوارة الملتهبة العنفوان. وأصاب الثورة ما أصابها بسبب الأزمات الداخلية، التي عصفت بها فأردتها خاوية على عروشها. ومع اندحارها بقيت مبادؤها، مثل حقوق الإنسان، والحكومة خادمة للمواطنين، اقرأ المزيد
خضرمة: المقصود بها مَن أدرك قرنين أي مخضرم. أضرمة: من ضرمَ أي أشعل، أوقد، أجج. الربع الأول من القرن الحادي والعشرين يئن من تداعيات القرن العشرين، التي تُقحم فيه بقسوة ما لا يتوافق وإرادة الحياة، وقوانين الزمن وسلطة الدوران. فأجيال القرن المنصرم يتوهمون بقدرتهم على فرض رؤيتهم على أجيال القرن الحالي، ويمعنون بأنانيتهم وتعاليهم وأوهامهم، التي لا تمت بصلة إلى الواقع الجديد. اقرأ المزيد