ما أن بدأت علائم الثورة المعلوماتية تتصدر الواقع الأرضي, حتى انتفى السلوك الفردي الفاعل في الحياة, ذلك أن الرأس الواحد لا يمكنه استيعاب التطورات والمستجدات, ولا بد من رؤوس متفاعلة متواكبة النشاط إزاء المواقف والتطورات. فالفردية تقضي على صاحبها ومَن والاه!! وانتفاء الفردية بدأ يلوح في الأفق في العقدين الأخيرين من القرن العشرين, وبلغت ذروة انطلاقها في العقد الأخير منه, والمجتمعات التي لم تستوعب هذه الانتقالة الحادة, اقرأ المزيد
لم أعلم يوماً لم أكتب أحياناً بكثافة، وأحيانا لا أصلِ لقلمي ولا اجد للكتابة سبيلأً. ثمة الكثير من الكتاب وأنا شبح كاتبة، كاتبة بلا قراء، ولست مهتمة بكَم القُراء، لست العظيم أحمد خالد توفيق ولن أكون جزءاً من لوحة فسيفساء أتقن رسمها وخَلدها، كيف لطبيب يحمل مبضع جراحة أن يكون كاتبا بروعتك يا صديقي، هي مصر أم الدنيا، تدهشك بأهلها. لست سوى القلم االذي تُسَكن الكتابة جروحه، حديث القلب اقرأ المزيد
تهميش: جعله على الهامش، عدم إعطائه أهمية التكديش: من الكَدَّاش وتعني الشحاذ. التهميش آلية لتحويل الناس إلى شحاذين أو عبيد متسولين حول كراسي القابضين على مصيرهم، وهي سياسة متّبعة على مر العصور في أنظمة الحكم التي أذاقت البشرية زقوم الحياة، وفي جوهرها وسيلة استعبادية امتهانية وتدميرية للوجود البشري. اقرأ المزيد
أن يبدأ صباحك بابتسامتك التي أذِنت للشمس بالشروق وللقمر بالأفول فهو حتما عيد جديد. صباحٌ تراه عادياً، لي أراه فريداً، إنه الصباح الذي يستَفيق فيه فلذة الكبد ويغافلني بقبلة على رأسي صباح الخير أمي، صوته كبلبل يشدو كصوت نمو حشائش الأرض، كضحكات الطفولة وكهمس الورد الخجول. أن تمتلك طفلاً وحيداً، يعني امتلاك حب البشرية جمعاء لروح تدور حولك . اقرأ المزيد
تأريخنا المتصل بالأشخاص (الخلفاء والسلاطين)، والأعلام البارزين، مكتوب بمداد الفنتازيا، ومحلق في خيالات بعيدة لا رصيد لها في الواقع، تجرد الشخص من بشريته، وتضفي عليه صفات لا وجود لها فوق التراب، قادمة من فضاءات الوهم والتصورات البعيدة عن الإنسان. وعندما نتساءل عن السبب في هذا الانحراف التدويني، يتبين أن ما تم توثيقه قد حصل بعد الحالة اقرأ المزيد
الكتابة تعبير عن فكرة تريد التفاعل مع الواقع الذي تنطلق فيه، ولكي تتحرك بكامل حريتها وطاقتها، عليها أن تتخلص من الثقل الشخصي لكاتبها. وفي واقعنا الثقافي إن المنشور يكون محملا بشخص كاتبه، ومتماهيا مع أناه فلا يمكن الفصل بينهما. ولهذا ما أن تتعرض للفكرة المطروحة حتى تجدك أمام سَوْرة انفعالية سلبية ذات درجات متباينة من العدوانية. فالذي ينشر أي شيء يتوقع مديحا وأكاذيبَ ومجاملات، اقرأ المزيد
سمي نظام الحكم بما شئت من التسميات، فلا يعني ذلك شيئا، وانظر إلى مدارس البلاد، فإن كانت ذات عمران معاصر وهيبة وعزة وأبهة، فإن ذلك النظام جيد، وقل عنه بعد ذلك ما تريد. المدارس، وخصوصا الابتدائية ورياض الأطفال، هي الناطقة الرسمية العملية باسم المستقبل، والمعبرة عن ملامح ومميزات الحاضر. ومن الواضح أن المجتمعات المتقدمة والدول المقتدرة، اقرأ المزيد
وائل يا ملهم هذه السطور، لم يعد سراً أن أبث لك ولمُعذَّبي موقعكم هنا الهموم، تعصف الدنيا بي من كل صوب يا صديق القلم. حياتي في كبد يا وائل، والأمل في كفن، وائل ...هل يمتلك عقلك دفاعات مدججة بالسلاح، تنقذك من معارك صامتة تعصف بذهنك، لربما أنت مرًهف ولربما سلوكك لتمشي بهذا الطريق طريق المعذبين، والترفيه ليس يا صديق لحظات البؤس لا بالقصور العامرة، ولا موائد روما، لا سهرة في بودابست، ولا احتفال كريسماس في اقرأ المزيد
يوسف إدريس كاتب قصصي مسرحي روائي مصري (1927 - 1991)، تخرج من كلية الطب عام (1947) , وتخصص في الطب النفسي عام (1951). تولعتُ به لحدٍ عجيب وقرأت معظم ما كتبه، وكنت أتابعه في مقابلاته الإذاعية والتليفزيونية والصحفية، وكان لي صديق مصري اسمه محمود من متابعيه أيضا ومتأثر بكتاباته، فكنا نتحدث عنه ونناقش قصصه ومسرحياته، وكان أسلوبه السردي المكثف يشدني إليه. اقرأ المزيد
يلتف الليل بسواد حالك، تتزركش السماء بلوحات فنية نجوم تتناثر هنا وهناك، وشهب تظهر وتختفي، قمر يجالسك حتى ساعات السحر، وأرق يظهر بهالات سوداء تحت مقلتيك، لا تعرف للنوم طريقاً، ابتلعت الكثير من المهدئات وأنًى لها أن تسكن عواصف ذهني، وأمواج عاصفة تعصف بأوردتي. لا أعتقد بأني مررت بطفولة عادية، لم أرضى يوماً بدمية جميلة، أو فستان يزف براءة طفلة صغيرة، لم أقبل بشعر تهذبه شرائط وردية، ولم أكن ضمن مجموعة الفتيات ألطف الكائنات. اللطف .... وما أدراك ما اللطف .... اقرأ المزيد