تم تفنيد كثير من الشبهات التي تكتنف الطب النفسي، والرد عليها في مقالات طيبة سابقة، وسأحاول في هذا المقال ردّ الخلاف -بين الطب النفسي والثقافة السائدة- إلى جذوره، وبيان أصله الذي تفرعت عنه سائر الشبهات المنتشرة في الأوساط... ولعله إذا تم إزالة الخلاف بين الطرفين في الأصول سهل بعدها إزالة الشبهات الفرعية التي تعيق الناس عن التعامل من الاختصاصين النفسانيين، وسهل على الاختصاصيين فهم وجهة نظر العامة، وإيجاد حل للخلاف القائم. اقرأ المزيد
دخلتْ عليّ رقيقة باسمة، حسب تعلميات آليات السوق، باعتبار أن "السوق هو الحل"، أي والله!! قالت لي بتلقائية ميكانيكية (باسمة!!)، "أشكرك على تشجيعنا يا دكتور". رددت عليها بكل قلة "سوق" (قلة ذوق، أو حتى قلة أدب) قلت لها "أنا لا أستحق شكرك يا بنتي، وأرفض شكر شركتك، لأني لم ولن أشجعك، أنا أكتب العقاقير لأقدم لمرضاي فرص الشفاء، لا لأشجع شركتك، مهما كانت عالمية أو مشهورة!. بلعتها البنية وانتقلت إلى نقطة أخرى: اقرأ المزيد
حين كنت في فرنسا 1968/1969 كان الأستاذ الدكتور بيير بيشوا مهتما أشد الاهتمام بمقارنة التشخيصات المختلفة في اتجاهات الطب نفسية المختلفة، كانت الاتجاهات ثلاثة أساسية: الطب النفسي الأوربي، كما يتجلى في معظم دول أوربا الغربية فيما عدا دول الشمال الغربي، والطب النفسي الأنجلوساكسوني، ويتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا، والطب النفسي الإسكندنافي ويتمثل في دول الشمال الغربي السويد والنرويج وما إليهما، وكانت ثمة محاولة لتقسيم فرنسي رائع (1968) وضع –مثلا- الاكتئاب غير النموذجي تحت فئة الفصام، مما له دلالة علاجية خاصة (عندي اقرأ المزيد
مضطر أنا أن أترك موضوع "فرط العادية" الذي هو مرادف "للتبلد المطيع" و"الطناش الرسمي"، مضطر لأن أتركه جانبا بعد أن تأكدت من صعوبة تقديمه من خلال التناقض الهائل بين ما أردت توضيحه، وما صاحب ذلك من رسوم كاريكاتيرية. توصيل المعلومات العلمية للإنسان العادي أمر شديد الصعوبة، لي خبرة طويلة في هذا الشأن ليست كلها ناجحة أو مفيدة، أحذر من ارتداء عمامة المفتي النفسي، أو الإمساك بعصا التهذيب الأخلاقي (النفسي أيضا) اقرأ المزيد
في فيلم رسالة إلى الوالي" يدخل" برقوق بطل الفيلم" والذي يجسده الممثل عادل إمام– إلى مستشفى الأمراض العقلية وذلك لعدم تصديقهم أنه قادم من زمن آخر وفي مشهد مروع يقوم الطبيب النفسي– الممثل سعيد عبد الغني والذي تظهره الملابس والماكياج في صورة أقرب للشيطان حيث تحيط الهالات السوداء بعينيه ويلبس عباءة سوداء كالوطواط في أفلام الرعب ليقوم بتعذيب البطل– المفترض أنه مريض عنده– ليقوم باستخدام الكهرباء وليكون المشهد عبارة عن تكتيف البطل في سرير الكشف ليتم صعقه باستخدام تيار الفولت العالي كما تظهر سكينة اقرأ المزيد
المشي على حبل مشدود من هنا تبدأ العلاقة بين الطبيب وشركات الأدوية!! تبدو العلاقة بين الطبيب وشركات الأدوية للوهلة الأولى علاقة بسيطة وبريئة ومنطقية؛ اقرأ المزيد
"لقد أجريت تحليل الإدمان لابني بالأمس وكانت النتيجة إيجابية!!" أي أنه ما زال يتعاطى المخدرات... أمال انت بتعمل معاه إيه يا دكتور في الجلسات"هكذا جاءت كلمات الأم حزينة شاكية لائمة عبر الهاتف لتخبر الطبيب النفسي أن ابنها البالغ من العمر ثلاثين عاما ما زال يتعاطى المخدرات رغم ما يبديه من انه قد امتنع عنها وبرغم انتظامه في الجلسات النفسية لإعادة التأهيل وتجاوبه الشديد خلالها مع الطبيب وإظهار أن مسألة الإدمان لم تعد تشغل باله وأن حياته منتظمة بدون المخدر وأنه يكاد يكون قد عاد إلى حالته الطبيعية. اقرأ المزيد
هل الأدوية النفسية تسبب الجنون وتؤدي إلى الإدمان ؟!! أنت عايزني آخذ دواء نفسي علشان أبقى مدمن؟!!!!! يجلس إليك المريض النفسي... وقد اقتنع أخيرا بعد طول تردد ومعاناة بالحضور إلى الطبيب النفسي... ويعلمك من اللحظة الأولى أنها تضحية كبرى أنه قبل وجاء إلى الطبيب النفسي فهو في الحقيقة غير مقتنع بحاجة اسمها طبيب نفسي وشايف إن الإنسان طبيب نفسه لكن هو في الحقيقة تعب من اللف على المشايخ الذين اختلفوا في تشخيصه بين سحر ومس ولذا قرر أخيرا أن يجرب الطبيب النفسي.... مش هنخسر حاجة يبتسم الطبيب وكأنه لم يسمع شيئا اقرأ المزيد
كنتُ أظنُّ كما يظنُّ كثيرون في مجتمعاتنا العربية أن الناس في المجتمع الغربي مقتنعون مقبلون على الطبيب النفسي كما تظهرُ لنا الأفلام الأجنبية والمسلسلات التليفزيونية!. وكنتُ أعتقدُ أن النظرة السلبية للطب النفسي هيَ سمةٌ من سمات مجتمعاتنا العربية لأن كل شيء من حولي يشيرُ إلى ذلك، إلا أنني عندما قرأت معطيات التراث الغربي في الطب النفسي وجدتُ أن وصمة المرض النفسي ووصمة الطب النفسي والطبيب النفسي بالتالي، إنما هيَ مكونٌ أساسيٌّ في الفكر الغربي على مر العصور، بينما هي في تراثنا العربي غير موجودةٍ إلا لمما، وإذا حقيقة الأمر هيَ أن الأفلام والمسلسلات التليفزيونية الأجنبية تلك اقرأ المزيد
يا دكتور "أنا ملبوسة" في مصر مليون مواطن يعتقد أنه ممسوس و350 ألف على الأقل يعملون في محال العلاج بالجن ويطلق كل منهم على نفسه لقب معالج أو شيخ حتى حديث السن منهم "المركز القومي للبحوث – سبتمبر 2003" وقرى كاملة في النجوع قوامها من 5000- 10000 نسمة رجالها مربوطين!! (عاجزين جنسيا)!! 0 أفردت صحيفة أسبوعية معارضة بابا للعلاج بالجن وربما أنقذ الصحيفة من الإفلاس، إذ كان ذلك عاملا على زيادة التوزيع. 0 وفي العيادة النفسية كثيرا ما تقال هذه الكلمات وغالبا ما يلزم الطبيب النفسي الصمت "أنا رحت للي يعرفوا!!" .. "يووووه لفيت على كل المشايخ!!".." مفيش شيخ قالولي عليه إلا لما رحت له..!!" وتعجب لأكثرهم الذي يسبق كلامه بأنه لا يعتقد في هذا الأمر نهائيا ولكنهم نصحوه وضغطوا عليه، وتندهش إذا عرفت أن أغلب المدعين بالعلاج بالجن أو بالقرآن خلفيتهم الدينية سطحيه وتعليمهم الدراسي متواضع والفائق منهم غريب الأطوار وكافة علماء الدين المعاصرين يرفضون تماما الخوض في مثل هذه الأباطيل مثل العلامة يوسف القرضاوي والشيخ محمد الراوي ورحمة الله عليهما الشيخ محمد متولي الشعراوي ومحمد الغزالي. اقرأ المزيد