العلم يجيد العديد من لغات الدنيا إلا العربية، والعيب في أبنائها وليس في لغتهم، فعزّ اللغات وسطوعها من عز أبنائها وتألقهم، ففي عصور الإشعاع الحضاري والريادي كانت العربية لغة العلم، واليوم صارت المسافة بينها وبينه شاسعة. فأبناء الأمة تخلوا عن دورهم العلمي، وانشغلوا بما يضرهم ولا ينفعهم، فعلى مرّ الأجيال تجدهم منهمكين بحل مشاكل الأموات، والتوحل في موضوعات بائدة، وقد أسهم المفكرون والمثقفون بالاندحار المروع في حالات خالية من قدرات اقرأ المزيد
لقد خرجنا منها، لكنَّنا تَركْنا فيها بَيْض الجَرَاد للأسف قديمًا كنتُ من أنصار فكرة: أنّه لا مشكلة في أن يتكلّم العرب فيما بينهم بأيّ لغةٍ كانت سواء العربية أو الإنجليزية أو الفرنسية أو الخَلْط بينهم، وكنت بذلك غارِقًا في سذاجةٍ أقول لنفسي فيها "طالما أن مَقصِد اللغة (وهو التواصل) قد تحقَّق، فلا بأس بأيّ لغةٍ تحقق". وأنا حقًا نادِمٌ على كل لحظة اعتقدت فيها بذلك، ولا أغفر لنفسي بحَداثَة سِنِّي أنْ توقّف عقلي عند أحد مقاصد اللغة (التواصل) اقرأ المزيد
اللغة أداة التفكير، فَلِكَيّ نُفَكّر نحتاج إلى مُفرَدَات تساعدنا على التفكير والتعامل مع الأفكار بقدرات إدراكية عالية. فالأفكار بحاجة لمُفرَدَات، وقُوَّتُها تتناسب طرديًّا مع كَمِّيَّة المفردات المُتَوَفِّرَة للعقل. فإذا ضَعُفَت اللغة ضَعُفَ التفكير، وهذا ينعكس على صورة الحياة القائمة ويَتَمَثَّل بها. ولهذا تَجِدُ المجتمعات القوية تبدأ بتعليم أجيالها منذ ما قبل المرحلة الابتدائية معاني الكلمات، وتَضُخُّ فيهم مَخزُونًا لُغَوِيًّا يُؤَهِّلُهم لإعْمَال عقولهم والاعتماد على تفكيرهم، ويستمر الضَّخُّ المُكَثَّف للمفردات ومعانيها ودلالاتها ومَرَامِيهَا حتى اقرأ المزيد
إنتاج الفكر يَخْضَع لآلِيَّات التفكير، وليس لِلُغَتِه. فأَيَّة لُغَةٍ يمكنها أن تُنْتِجَ فكرًا إذا وُضِعَت في مناهج إنتاجية وآليات إبداعية واضحة. والذين يَدَّعون أن اللغة العربية لا تُنْتِجُ فِكرًا إنَّما هم على خطأ كبير وضلال وَخِيم لأنَّ التجربة الحضارية للعربية تُؤَكّد مَقْدُورِيَّتَها على الإنتاج الفكري، وأنَّها تمتلك طاقات ابتكارية عالية ومُتَجَدِّدة ومُطَاوِعَة لِزَمَانِها ومَكانها، وفيها قدرات استيعابِيَّة لما تَجُودُ به العقول البشرية بأية لغة أخرى. اقرأ المزيد
يدور نقاش صحي حول نجاعة أو عدم نجاعة تدريس الطب باللغة العربية في عالمنا العربي، وقد طُرحت آراء كثيرة في هذا الصدد خلال العقود الماضية، يغلب عليها الطابعُ اللغوي الصرف، مع بعض المعالجات السيكولوجية والفكرية المُثرية، وبالذات ما يتعلق بعلاقة اللغة بالتفكير والإبداع والحصيلة التعليمية الجيدة. إلا أن الأدبيات العربية والطروحات الفكرية خلتْ إلى حد كبير من المعالجات الإبستمولوجية، مما فوَّت علينا تعميق النظر فيما هو أبعد من الجانب التدريسي ولغة التعليم الطبي وما يرتبط بها من جوانب علمية وتربوية، فبيتُ قصيدِنا ها هنا هو أبعد غوراً وأشمل طوراً، إذ يمت اقرأ المزيد
التقييم الموضوعي والتحليل الواعي لما يُنشر على صفحات التواصل الاجتماعي بأنواعها يشير إلى أن أعداء اللغة العربية يدُسُّون منشورات فيها أخطاء إملائية وتعبيرية فادحة ليوهموا المتابعين بأن العربية ليست بخير، وأن أبناءها قد فقدوا القدرة على التواصل بها. وهذه دسيسة مقصودة ومدروسة ومبرمجة لمحاربة لغة الضاد، فالذين يكتبون بالعربية يزدادون ويمارسونها يوميًّا بفضل وسائل التواصل الحديثة التي تستدعي الكتابة، بل إن مهارات الكتابة عند الناس قد تطورت بسبب ذلك لأن التخاطب صار كتابيًّا ويستدعي التعبير السليم عن الأفكار بالكلمات. اقرأ المزيد
لمن ينصح بهذا الكتاب؟ لكل عربي يخشى على هُويته الناطقة. عن الكتاب يتحور الكتاب -اللغة هوية ناطقة- حول التوصيف الدقيق لطبيعة العلاقة بين اللغة والهوية، والمزج بينهما على نحو يسهم في الحد من المشكل الثقافي واللغوي المترتب على ما يسمى بـ (معضلة الهوية) أو (أزمة الهوية)، التي تنال منا جميعاً، عقلاً ووجداناً وروحاً وإنتماء وفاعلية، في سياقات نؤمن فيها أن اللغة عامل محوري في تشكيل هويتنا. عن المؤلف أ. د عبدالله البريدي، أستاذ الإدارة والسلوك التنظيمي، جامعة القصيم. يؤمن بحتمية الإبداع اقرأ المزيد
ما الذين لديهم تجربة في النشر الورقي قبل عصر الإنترنت يعرفون أن ما يرسلونه للصحيفة كان يخضع لمراجعة دقيقة من قبل مُحرّر أو مُحرّروا الصحيفة التي سيُنشر فيها، ويتم تصحيحه لغوياً وبحرصِ تامِ على أن يكون سليماً. وفي الصحف الأجنبية عندما تُرسل مقالاً فإنّه يخضع لمراجعات وملاحظات وتفاعلات وإعادات نظر وترتيبات مُتنوّعة حتى يستوفي المواصفات التي تتميز بها تلك الصحيفة، وحتى المواقع الأجنبية لا يُنشر اقرأ المزيد
الاقتراب السلبي من اللغة العربية يساهم بتعزيزه الكثيرون من أعدائها السّاعين لإجهاض قيمتها ودورها وما تكنزه من قدرات حضارية وإبداعية أصيلة. ومن الموضوعية أن يَشك الناطقون بلغة الضاد بما يدور من أخطاء مقصودة وتعبيرات خطلاء في وسائل التواصل الاجتماعي للنيل من العربية. ويمكن القول بثقة أن الذين يكتبون هم ليسوا من العرب، فالعبارات المكتوبة تنُمُّ عن كاتبها اقرأ المزيد
نتحدث عن أرصدة البنوك وما لدينا من العقارات والمزارع والبساتين والعربات والمصانع والشركات، وما نملكه من آبار نفط سُلبت من أهلها وتمكّن منها مَن استطاع وغنم، ولا نتحدث عن أرصدة الكلمات في أدمغتنا، فما عندنا من أرصدة مادية لا قيمة لها ولا معنى في حياتنا عندما تكون أرصدة الكلمات في عقولنا خاوية، فالعقل الذي لا يمتلك رصيداً وافراً من الكلمات هو كالصحراء القاحلة التي لا تستطيع رعاية غير الأشواك. ومجتمعنا العربي عموماً يفتقر إلى أرصدة الكلمات وثقافة الكلمة اقرأ المزيد