العالم أمام مواجهة مصيرية غير مسبوقة تسببت بها الثورة الصناعية التي وصلت إلى ذروتها في هذا العصر، وبرزت دول تمكنت من احتكار التصنيع والهيمنة على الأرض بصناعاتها، وها هي الدول القوية تقف واجمة متحيرة مأزومة وهي غير قادرة على توفير الحاجات البسيطة التي تحميها من الوباء. وتحتكر الصين هذه الصناعات وتعتمد الدول عليها وتتوسل إليها بتزويدها بحاجاتها من المستلزمات الوقائية التي تنتجها مصانعها بأعداد مليونية. وهذا الحال لا يمكنه أن يستمر لما يترتب عليه من مخاطر وتفاعلات تنافسية اقرأ المزيد
يشهد العالم هذه الأيام جائحة لم تعرف البشرية لها مثيلاً في التاريخ الحديث. تطور العلم وكشف العلم أسرار الحياة البيولوجية وخفايا الكون، وفجأة يكتسح فيروس هو أقرب إلى جزيئة من حمض ريبي لا نواة لها نسميه كوفيد -١٩ لا يستطيع العلم وجبروت الإنسان الحديث السيطرة عليه وعلاجه ويتم إغلاق كوكب الأرض كلياً. لا تنقل ولا خروج من البيت في انتظار توقف انتقال هذه الجزيئة من إنسان إلى آخر. الكل على يقين بأن هذه الجائحة ستغير اقتصاد العالم وربما سياسته وسلوك البشرية كما غيرت الأوبئة تاريخ العالم منذ القدم، في مثل هذه الأيام لا بأس من مراجعة دور الأوبئة في تاريخ البشرية. اقرأ المزيد
واقعة كورونا كشفت النقاب عن الاحتكار الصناعي، وتبين أن العالم بأسره يستهلك ما تنتجه الصين، وأنه في زمن الشدائد الكبيرة يجد نفسه في محنة كأداء لا يمكنه التفاعل معها من غير ما تنتجه الصين. فالدول الصناعية ومنذ أكثر من نصف قرن تخلت عن الصناعات الخفيفة بأنواعها واتجهت نحو الصناعات الثقيلة والمعقدة وخصوصاً العسكرية منها، وأهملت تصنيع الحاجات البسيطة اللازمة للعيش بسبب ضعف مجال الربحية والجدوى. وتمكنت الصين بنظامها المشابه لنظام خلية النحل أن توظف طاقات بشرها الذي تجاوز المليار والنصف وجعلت منه الآلة الإنتاجية الكبرى في الأرض. فأي شيء تريده يمكنك تصنيعه اقرأ المزيد
"ومَن هابَ أسبابَ المنايا ينلنهُ وإنْ يرقَ أسبابَ السماءِ بسلّم" البشر ينزوي في البيوت أو داخل مغارات الحياة ظناً منه أن الموت لن يأتيه، ولكن إذا حانت منيته مَن سيقيه؟ كورونا يتجول في أروقة الدنيا ومَن له موعد معه لا بد له من الوفاء بوعده وقطف روحه، فهو عزرائيل الذي يطوف وقد حلّ موسم الحصاد، وأينعت الرؤوس وحان قطافها. اقرأ المزيد
"رأيتُ المنايا خبطَ عشواءٍ، مَن تُصِبْ تُمتهُ، ومَنْ تُخطِيءْ يُعمّر فيهرمِ" في زمن الكورونا يحضرني هذا البيت الشعري من معلقة زهير بن أبي سلمى، وفيه وصفٌ دقيقٌ لديناميكية السلوك البشري وتفاعل الموت معنا. الموت الذي يصيبنا بخبطة عشوائية ويهرسنا هرسَ أعمى يسعى بيننا، ومَن يمسكه يعيده إلى أصله الترابي ميتاً. فالبشر يبدو كجسيمات متحركة بعشوائية، وكلٌّ ينال مصيره دون معارضة أو مقاومة وكما تمليه عليه إرادة العشوائية الفاعلة في أمره. اقرأ المزيد
هل يتغير سلوك الناس مع إحساسهم بالخوف ؟.. وإلى أي مدى يكون هذا التغيير ؟ .. وهل يختلف من شخص لآخر .. ومن ظرف لآخر ؟ .. بالتأكيد يؤثر الخوف في سلوك الإنسان، لأن الإحساس بالأمان هو من الإحتياجات المهمة جدا لسلامة الإنسان النفسية، وهو يلي في الأهمية الإحتياجات البيولوجية مثل الطعام والشراب والمأوى، ولهذا حين يشعر الإنسان بتهديد أمانه فإنه يصبح أكثر أنانية وأكثر حرصا على تجنب كل مايهدد بقاءه الشخصي اقرأ المزيد
هل أن وباء الكورونا حرب بايولوجية شنّها أهل الأرض على أهلها أم أنها كَرْبٌ ألقته الأرض على أهلها؟!! سؤال له ما يبرره ويثير أكثر من علامة استفهام تتصل به، فقد كان لما حصل مقدمات وتفاعلات خفية وعلنية ومناوشات أباحت بسقطة لسان وأخفت ما أوصى به الكتمان. وعند الدوائر البحثية والاستخبارية الخبر اليقبن. لكن العديد من التفاعلات كانت تنذر بحدوث ما هو فتاك وجسيم، ومعظم المُحلّلين ذهبوا إلى اقرأ المزيد
القول بأن العالم متقدم ومتطور يدحضه وباء كورونا الذي ما عهدت البشرية كمثله عبر أجيال وأجيال، ففي الوقت الذي تتقارب فيه الأجناس وتتحول الأرض إلى مدينة صغيرة يعرف سكانها، وعلى الفور ما يحصل في أرجائها، تباغتت البشرية وبقوة أن عليها أن تنعزل ويبتعد الأشخاص عن بعضهم لكي يحموا أنفسهم من صولة الفايروس الشديدة القاتلة. ويمكن القول أنها فضيحة البشرية قاطبة، لأنها أمعنت المسير باتجاهات مادية متفاقمة، توهمت بأنها هي القوة والقدرة والحياة وتغافلت عن العدو اللامرئي المتعارف عليه والذي داهمها على مدى القرون الخاليات. اقرأ المزيد
مع بداية عقد جديد في عام ٢٠٢٠ لم يفكر أحد بأن إعلام الصين لمنظمة الصحة العالمية في ليل عيد رأس السنة الميلادية بأن فيروس كورونا سيجتاح العالم. كانت رسائل الزعماء إلى رعاياهم بعصر رفاهية جديد... أنصار البيئة يتحدثون عن الكفاح من أجل الكوكب... نهاية عصر استعمال الوقود الذي يلوث البيئة... زرع الأشجار في كل مكان ... المساواة والحرية للجميع ... نهاية التاريخ القديم وبداية عصر جديد للإنسانية... اقرأ المزيد
كشف وباء الكورونا غفلة البشرية التي أمضت العقود تلو العقود منشغلة ببعضها وكلها مستهدف من قبل كائنات لامرئية. ومن العار على البشرية أن يتمكن منها هذا الوباء، وهي في ذروة تقدمها التكنولوجي والإلكتروني وما وصلت إليه من علوم ومعارف وتطورات غير مسبوقة في التاريخ، ووفقاً لما هي عليه داهمها وباء غير مسبوق ليقبض على 211 دولة حتى الآن، ويجعلها تستغيث اقرأ المزيد