"سبحان خالق نفسي كيف لذتها... فيما النفوس تراه غاية الألم" كُتب الكثير عن الشاعر المتنبي الذي طغى على ساحة الأدب العربي منذ تألقه وإلى يومنا هذا، ففيما نكتبه نذكر أبياتا من قصائده، التي نتفاعل معها كمنبع للبلاغة والإبداع الشعري الألمعي الأصيل. والعديد من أبياته تعادل عشرات وربما مئات القصائد التي قيلت بعده. فهو شاعر إخترق القرون وانتصر على الزمن، فصرعه بكلماته الخالدة. كان الرجل مغامرا يطارد حلما عصيا، فقرر تجسيده بالشعر، ليطلق مآرب نفسه فيه، اقرأ المزيد
دائمًا ما نسمع تلك المقولة الشهيرة «فاقد الشيء لا يعطيه»، وهي مقولة تبدو منطقيةً في ظاهرها، وقد تم استخدامها بشكل يجعلها وكأنها حقيقة مطلقة، أو قاعدة نفسية لا جدال فيها، ولكن مهلًا، هل هي حقًا كذلك؟ وهل يصحّ أن نعمّم تلك الجملة دون استثناءات؟ أسأل كل ذلك لأن اقرأ المزيد
يكتبون قصائدهم بمفردات أفكارهم التي تتحول إلى موجودات مادية فاعلة في أروقة الحياة، ونحن نكتب قصائدنا بمفردات الكلمات التي لا تغني من خوف ولا تطعم من جوع، فهي مجرد كلمات نسميها كيفما نشاء ونتوهم الإبداع. فالإبداع المعاصر مادي الطباع والتطلعات، ويمثل القوة والقدرة على السيادة والهيمنة والإمتلاك. فهل ساهم الشعر بقوتنا، وتنمية قدراتنا الابتكارية؟ الشعر سلوك ترف، تتجسد قيمته عندما تبلغ مجتمعاته ذروة اقرأ المزيد
لو كان هناك راتب شهري مقابل محاولة إصلاح الآخرين، لأصبح معظمنا من أصحاب الملايين، فنحن نعمل في هذه المهنة بدوام كامل دون عطلة أو راحة، فنبدأ يومنا بتشخيص مشاكل زوجاتنا وأطفالنا، ونكمل الصباح بوضع خطط تطوير شاملة لزملائنا في العمل، وفي المساء نجلس مع الأصدقاء لنقدم لهم استشارات مجانية عن كيفية إدارة حياتهم بشكل أفضل، وحين ننتهي من كل هذا الجهد المضني في إصلاح العالم، نتساءل بذهول عن سبب عدم تحسن أحوالنا الشخصية رغم خبرتنا الواسعة في حل مشاكل الآخرين! هذه المهنة الشاقة اقرأ المزيد
المعرفة قوة، ومن لا يعرف ضعيف متهالك، وفريسة سهلة على موائد الأقوياء، قوزي طريح تأكله أفواه لا تشبع. وبموجب ذلك تميل معظم الأنظمة المستبدة إلى نشر الجهل والأمية بين المواطنين لتتمكن من القبض على مصائرهم، وتدويخهم بالهرولة وراء الحاجات الضرورية، وهي من حقوقهم الطبيعية وتوفيرها من مسؤولية أنظمة حكمهم. وعليه يتم إستهداف منظومات التعليم من المدارس الابتدائية وحتى الجامعات، وإذلال المواطن منذ الطفولة بتوفير مدارس وضيعة، الهدف من ذلك تعزيز الشعور بالهوان وتنمية المشاعر اقرأ المزيد
منذ طفولتي وأنا أرى عمي الأكبر الحاج عباس، وإلى جانبه رجل هادئ الطباع قليل الكلام نعرفه جميعًا باسم «حجي إبراهيم»، حضوره الدائم جعلني مقتنعًا لسنواتٍ طويلة بأنه عمي أيضا، وكان ذلك بالنسبة لي كطفلٍ أمرًا محسومًا وبديهيًا، رغم أن والدي اسمه إبراهيم أيضا، فلم يخطر ببالي أن أسأل يومًا عن طبيعة العلاقة بين حجي ابراهيم وعمي عباس، لأن الحياة كانت تبدو طبيعيةً جدًا وهما معًا! لكنني مع مرور السنين اكتشفت بهدوءٍ أن حجي إبراهيم ليس عمي، ولا تربطنا به قرابة عائلية على الإطلاق، وكانت المفاجأة بالنسبة لي أنه مجرد صديق عمي منذ سنوات الشباب الأولى، إلا أن هذه الصداقة كانت من العمق والثبات والدفء ما جعلني اقرأ المزيد
الشعوب التي لا تستطيع العمل وبناء أوطانها، يورق حلم مغادرتها في دنيا أجيالها، فأي مكسب وثروة مجانية للبلدان التي يهاجر إليها أبناء الأوطان المنكوبة بأنظمة حكمها المنفذة لأجندات الطامعين بها. يبدو أن الهدف من تنصيب أنظمة حكم مناهضة لشعوبها، لدفع الناس إلى مغادرتها والمساهمة في بناء الأوطان التي اقرأ المزيد
كل منا يمر أمام رفوف المكتبات، يُقلّب الكتب بين يديه، وقد يختار ما يجذبه منها ليأخذه إلى البيت، أليس كذلك؟ تخيل معي للحظة أنك وجدت كتابًا غريبًا يحمل اسمك على غلافه، وليس مكتوبًا عنه أنه سيرة ذاتية أو مذكرات، بل هو رواية تُسرد الآن وأنت لا تزال حيًا، السؤال الذي قد يُربكك قليلًا: هل ستأخذ هذا الكتاب معك إلى البيت؟ ولو فعلت اقرأ المزيد
القرن الحادي والعشرون لا يختلف عن القرون السابقة، التي تحققت في ربعها الأول فواجع عظيمة ومرعبة تحددت بموجبها ما تبقى من طبيعة الحياة فيه. فالربع الأول من أي قرن من أخطر المراحل وأحلك الفترات، وحصل ما يزعزع الوجود الأرضي ويرعب البشرية، فأزفت الكورونا بصولتها التي قضت على (6,283,922) من البشر حتى يوم (19\5\2022). ويبدو أن الأشهر الباقيات من الربع الأول من القرن الحادي والعشرين ستكون من أخطر الفترات التي ستمر علينا، فالعمليات العسكرية في أوكرانيا متواصلة، اقرأ المزيد
جلست منذ فترة قصيرة مع شخص التقيته للمرة الأولى في إحدى المناسبات، وما إن بدأنا الحديث حتى انطلق يخبرني عن كل شيء في حياته، هواياته في تربية طيور الزينة، شغفه بجمع الطوابع القديمة، رحلاته لاستكشاف الأماكن الأثرية، بل وحتى بعض التفاصيل الدقيقة عن مشاريعه المستقبلية، التي لا تمت لاهتماماتي بصلة. اقرأ المزيد