وذات مرة قصد شابان من آل محمد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدان منه أن يوظفهما على الصدقات، كي يستعينا بما يناله العاملون على الصدقات منها، وذلك ليتزوجا، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد، إنما هي أوساخُ الناس) (رواه مسلم). وفي رواية ثانية لمسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهما: (إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس وإنها لا تحلُ لمحمد ولا لآل محمد). اقرأ المزيد
وتزكّيهم : الصدقات-وعلى رأسها الزكاة- تطهر نفوس المؤمنين، وهي في الوقت نفسه فيها النماء، والزيادة، والبركة، وهذه مكاسب اقتصادية تعمّ المجتمع المسلم أغنياءه وفقراءه. ولدور الزكاة وباقي الصدقات في النمو الاقتصادي في المجتمع جوانب اقتصادية بحتة، والجوانب الاقتصادية البحتة أترك بحثها لأصحاب الاختصاص في الاقتصاد، وان كنت أُشير هنا إشارة عابرة إلى أن الصدقات والزكاة بالذات تزيد من القوة الشرائية في المجتمع، إذ الزكاة توزّع حيث المال (إلا في أحوال خاصة) وعندما توزع على فقراء المجتمع، الذي أنفقها أغنياؤه، فإن الازدهار والرواج في أسواق الم اقرأ المزيد
الفصل الأول: تطهّرهم وتزكّيهم بها قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ(1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ(2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ(3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ(4)) "المؤمنون: 1-4". لقد بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإيقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً. لكن للصلاة والزكاة أهمية بالغة، إذ لا يكاد الإيمان يذكر في القرآن إلا وتذكر معه الصلاة والزكاة، وقد قاتل الصديق –رضي الله عنه– أقواماً من المسلمين منعوا الزكاة. اقرأ المزيد
القلق عند الإنسان ثلاثة أنواع: الظرفي، والوجودي، والمرضي. 1. القلق الظرفي وهو القلق الذي يخطر ببالنا كلما تحدثنا عن القلق النفسي، فما منا من أحد إلا ومر بظروف أصابه فيها القلق على شيء معين مهم. كالذي يشعر بالقلق عند الامتحان، لأنه لا يضمن النجاح، ويخشى الرسوب والإخفاق، فينتابه شعور متردد، بين الخوف وتوقع الرسوب، والطمأنينة والثقة وتوقع النجاح. وهكذا هو، لحظة يتشجع ويتفاءل، وأخرى يركبه الهم ويتوقع الرسوب. اقرأ المزيد
إنّ للحج من الآثار النفسية الرائعة في نفس المؤمن ما يبرر ما ينفقه فيه من مال كثير، وما يبذله في أدائه من جهد كبير. ولعل في المشقة والنفقة الكبيرة التي يتطلبها الحج حكمة، إذ إن عدم تيسّر الحج لكل من شاء متى شاء، بالإضافة إلى كونه الركن الخامس من أركان الإسلام، كل ذلك يجعل أداء الحج إنجازاً هاماً في حياة المؤمن. اقرأ المزيد
خلق الله الإنسان وجعله سميعاً بصيراً وبث فيه الشوق لمعرفة كل شي، فترى الإنسان يبحث عن تصور لكل حادث، أو مكان، أو إنسان، أو أمر سمع عنه، فإن لم يتيسر له التصور الصحيح ربما أبدع خياله التصورات، حتى لو كانت سخيفة وغير منطقية، لكن يظن أنها تسد جوعة عقله، فعندما جهل الناس كيف تحدث الزلازل قالوا: إن الأرض محمولة على قرن ثور عظيم، فإذا تعب من حملها نقلها إلى قرنه الثاني فتهتز وهو ينقلها. اقرأ المزيد
6 - تنهى عن الفحشاء والمنكر - ب قال تعالى: "اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ(45)" (العنكبوت:45) إن الصلاة من المؤمن الخاشع بما فيها من قراءة وقيام وركوع وسجود تجعل المؤمن يعيش لحظات من ذكر الله "إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي(14)" (طه: 14). وتلاوة ما أوحى الله من ذكره، أي: القرآن الكريم تزيد من يقظة المؤمن، وتقلل من غفلته. اقرأ المزيد
4 - (وجعلت قرة عيني في الصلاة) في هذا العصر الذي تعقدت فيه الحياة، وزادت فيه الضغوط على النفس البشرية وفقد فيه الإنسان الكثير من الطمأنينة التي كانت توفرها له بساطة الحياة قديماً، وقلة متطلباتها، وقناعته التي كانت كنزه الذي لا يفنى، في هذا العصر الذي قلّ فيه العمل اليدوي الذي يتطلب انهماك الفكر واليد والتركيز فيما يصنع الإنسان، وحلّت الآلة محله إلى حد كبير، وصار يمكن للإنسان أن يدير آلة بقليل من التركيز، وكثير من الملل والسأم. في هذا العصر الذي تكدست فيه الملايين في مدن مليئة بالضجيج والحركة، وحرم فيه هؤلاء من هدوء الحقل والجبل والشُطآن. اقرأ المزيد
2- بين الخشوع وحضور القلب في الصلاة - "عن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وذقنه على رحله متخشعاً" رواه الحاكم في مستدركه وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. - عن أنس قال: "لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة استشرفه الناس فوضع رأسه على رحله تخشعاً" رواه أبو يعلى في مسنده. - روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن رجل قال: رأى سعيد بن المسيب رجلاً وهو يعبث بلحيته في الصلاة فقال: "لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه". اقرأ المزيد
إن واحدة من أهم مزايا الإنسان: قدرته على أن يفكر بما وراء اللحظة الراهنة، وبما وراء المكان الذي هو فيه.. إنه قادر على تذكر الماضي، وعلى التفكير بالمستقبل وعلى العيش من خلال خياله في أماكن ومواقف غير التي هو فيها. إنه قادر على استباق الأحداث، وتصوّرها والتخطيط لها وقادر على إعادة النظر في الماضي، ومراجعة النفس، والحكم على ما فعلته ليستحسن ما يراه صواباً، وليلومها على ما أخطأت فيه. وهذه القدرة على تجاوز الواقع الراهن، واللحظة الراهنة مفيدة جداً للإنسان، ولا بدّ منها ليتمكن من الإبداع والتخطيط في أي مجال. اقرأ المزيد