الحية حيوان زاحف يسرط ما يناله عندما يجوع، ويحارب مَن يحاربه، وفي أكثر الأحيان تكون فريسة لحيوانات أخرى متنوعة، وحتى الطيور الجارحة تتلذذ بصيد الحيات. والقليل النادر منها ينجو من الهلاك ويتحنفش، ويكون صاحب قدرة على الفتك بالآخر، لكنه يبقى تحت رحمة مَن يفترسه ذات يوم لأن فيه لحم وفير. فالحنفيش ربما يسرطنا، ويتمتع بوجبة بشرية قد تكفيه لبضعة أيام، بعد أن تذيبها عصاراته المعدية التيزابية المواصفات. اقرأ المزيد
الكذب قائد الإعلام والهدف من وسائله بأنواعها الإلهاء والتدويخ، وصناعة الآراء المطلوبة لتمرير لعبة ما. فما يدور خلف الكواليس وفي الغرف المغلقة لا يظهر للعيان، ولا تصدح به وسائل الإعلام، وإنما يُسمح لها بتداول ما يؤكد إتمام الصفقات، وتخدير الناس وتنويمهم للوصول إلى الهدف المطلوب، فلا يمكن الإقرار بأن الإعلام يعبر عن حقيقة ما يحصل؟ اقرأ المزيد
الإنسان العربي أرخص البشر فوق التراب، وتتفاعل معه وسائل الإعلام بلغة الأرقام، ولا تحسب له أي دور ومقام. وهذا ما يحصل في العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان، وباقي البلدان المستباحة والمصادرة فيها قيمة الإنسان. وما يجري عليه سببه فقدان قيمته، فلا يهم الدنيا موت الآلاف وإرتكاب الإبادات الجماعية بحقهم، فالذين يموتون يستحقون مصيرهم لأنهم لا يحترمون أنفسهم، ولا تعير لهم إعتبارا الكراسي المتسلطة عليهم. اقرأ المزيد
البشر تتنازع فيه قوتا النفس والعقل، ولكل منهما سيادته في ميادينه التي يتمكن فيها ويهيمن، ويمكنهما أن ينفصلا ويستكينا في مواضعهما، وقد يتشابكا ويتصارعا ويمتلك بعضهما البعض فيستعبده ويذله. فهناك بشر النفس تذل عقله وآخر يحصل فيه العكس، وآخر تتوازن فيه القوتان، ويمكن أن تكون العلاقة بأشكال وديناميكيات لا تحصى ولا تُعد. وكلما إنشغل العقل بما يرضيه ويجذبه ويطلقه، كلما إزداد تحررا من قوة النفس، والعكس صحيح أيضا. اقرأ المزيد
بعضهم يتساءل هل أن الكراهية حاجة نفسية، وهذا سؤال تبريري تعزيزي لها، ومن الأصوب أن يكون السؤال : هل الكراهية حاجة سياسية؟ يبدو أن الوقائع والحقائق والأحداث بآلياتها ومنطلقاتها ودوافعها ونتائجها وتوالياتها، تشير إلى أنها حاجة سياسية أو كرسوية، فالبشر عندما يمسك بالكرسي، يتحتم عليه إشاعة ثقافتها، لكي يوفر المسوغات ويعزز القدرات اللازمة لبقائه في موقعه أطول مدة ممكنة مهما كان الثمن. اقرأ المزيد
منذ سقوط بغداد والأندلس والعرب يعانون من محق البطولة وتعزيز مشاعر الإذلال والهوان والدونية وفقدان القيمة والدور، وفي القرن العشرين وما بعده، تم إذاقة البطل العربي أسوأ المصير. وقد تكررت صورة البطل العربي البراقة والمؤثرة والفاعلة والصاعدة إلى ذروتها والتطويح بها وسحقها بالأقدام، ولازالت مشاهد قتل البطل العربي وإذلاله سارية في مجتمعاتنا، فلا يجوز للبطولة أن تكون قيمة إجتماعية ووطنية، لأنها تتعارض مع المصالح والمخططات وتؤدي إلى النهوض العربي الممنوع. اقرأ المزيد
إذا كان الجواب بنعم، فلماذا نسبة الفقر في ازدياد، والبطالة بلغت ذروتها، والخراب والدمار على أشده؟ أين تكمن العلة؟ هل أن دول المنطقة منكوبة بالاستحواذ على مصيرها؟ هل أن حكوماتها متواطئة مع الطامعين فيها؟ اقرأ المزيد
تداولت الأقلام ووسائل الإعلام سؤالا مفاده: لماذا الجامعات الأجنبية فيها إحتجاجات وجامعات العرب والمسلمين خامدة؟!! وجاء الجواب من بعض الكتاب الأجانب وخلاصته: أن الطالب الأجنبي يعرف ما سيحصل له وما سيترتب على سلوكه الإحتجاجي!! أما الطالب في دول الأمة والدول المسلمة , فلا يعرف مصيره , ويكون قتله سهلا ومبررا , وتلصق التهمة بمجهول أو بطرف ثالث!! اقرأ المزيد
القدرة على التفوق تتلخص بالقابلية على تحويل ما هو مثالي إلى فعل واقعي مؤثر في صناعة الحياة. والقدرة على التأخر يمكن إختصارها بالتحليق الدائب في فضاءات المثالية العلياء، بعيدا عن ملامسة الواقع والتفاعل معه. وهذا يأخذنا إلى مأساة النظرية والتطبيق، التي عاشتها مجتمعاتنا على مر العصور، فما أسهل التنظير وأغزره، وأقل التطبيق وأندره. اقرأ المزيد
أحزابنا كرسوية، بمعنى أنها تسعى للتشبث بالسلطة، مهما كان الثمن، ولا يعنيها الشعب وحاجاته وحقوقه الإنسانية، المهم إقامتها في الكراسي، وإستحواذها على مقدرات البلاد والعباد. ولهذا فأنها أحزاب ذات أعمار قصيرة، إذ تموت بطردها من السلطة، والأمثلة كثيرة على هذا السلوك المتكرر عبر الأجيال. فلا توجد في مجتمعاتنا أحزاب وطنية جماهيرية ذات قدرة على البقاء والتجدد والتجذر في مسيرة الأجيال، كما يحصل في مجتمعات الدنيا التي فيها أحزاب ذات أعمار طويلة، وتتفاعل مع الشعب وفقا لقدراتها على تلبية حاجانه وإسعاده في بلاده. اقرأ المزيد