البشر تتنازع فيه قوتا النفس والعقل، ولكل منهما سيادته في ميادينه التي يتمكن فيها ويهيمن، ويمكنهما أن ينفصلا ويستكينا في مواضعهما، وقد يتشابكا ويتصارعا ويمتلك بعضهما البعض فيستعبده ويذله. فهناك بشر النفس تذل عقله وآخر يحصل فيه العكس، وآخر تتوازن فيه القوتان، ويمكن أن تكون العلاقة بأشكال وديناميكيات لا تحصى ولا تُعد. وكلما إنشغل العقل بما يرضيه ويجذبه ويطلقه، كلما إزداد تحررا من قوة النفس، والعكس صحيح أيضا. اقرأ المزيد
بعضهم يتساءل هل أن الكراهية حاجة نفسية، وهذا سؤال تبريري تعزيزي لها، ومن الأصوب أن يكون السؤال : هل الكراهية حاجة سياسية؟ يبدو أن الوقائع والحقائق والأحداث بآلياتها ومنطلقاتها ودوافعها ونتائجها وتوالياتها، تشير إلى أنها حاجة سياسية أو كرسوية، فالبشر عندما يمسك بالكرسي، يتحتم عليه إشاعة ثقافتها، لكي يوفر المسوغات ويعزز القدرات اللازمة لبقائه في موقعه أطول مدة ممكنة مهما كان الثمن. اقرأ المزيد
منذ سقوط بغداد والأندلس والعرب يعانون من محق البطولة وتعزيز مشاعر الإذلال والهوان والدونية وفقدان القيمة والدور، وفي القرن العشرين وما بعده، تم إذاقة البطل العربي أسوأ المصير. وقد تكررت صورة البطل العربي البراقة والمؤثرة والفاعلة والصاعدة إلى ذروتها والتطويح بها وسحقها بالأقدام، ولازالت مشاهد قتل البطل العربي وإذلاله سارية في مجتمعاتنا، فلا يجوز للبطولة أن تكون قيمة إجتماعية ووطنية، لأنها تتعارض مع المصالح والمخططات وتؤدي إلى النهوض العربي الممنوع. اقرأ المزيد
إذا كان الجواب بنعم، فلماذا نسبة الفقر في ازدياد، والبطالة بلغت ذروتها، والخراب والدمار على أشده؟ أين تكمن العلة؟ هل أن دول المنطقة منكوبة بالاستحواذ على مصيرها؟ هل أن حكوماتها متواطئة مع الطامعين فيها؟ اقرأ المزيد
تداولت الأقلام ووسائل الإعلام سؤالا مفاده: لماذا الجامعات الأجنبية فيها إحتجاجات وجامعات العرب والمسلمين خامدة؟!! وجاء الجواب من بعض الكتاب الأجانب وخلاصته: أن الطالب الأجنبي يعرف ما سيحصل له وما سيترتب على سلوكه الإحتجاجي!! أما الطالب في دول الأمة والدول المسلمة , فلا يعرف مصيره , ويكون قتله سهلا ومبررا , وتلصق التهمة بمجهول أو بطرف ثالث!! اقرأ المزيد
القدرة على التفوق تتلخص بالقابلية على تحويل ما هو مثالي إلى فعل واقعي مؤثر في صناعة الحياة. والقدرة على التأخر يمكن إختصارها بالتحليق الدائب في فضاءات المثالية العلياء، بعيدا عن ملامسة الواقع والتفاعل معه. وهذا يأخذنا إلى مأساة النظرية والتطبيق، التي عاشتها مجتمعاتنا على مر العصور، فما أسهل التنظير وأغزره، وأقل التطبيق وأندره. اقرأ المزيد
أحزابنا كرسوية، بمعنى أنها تسعى للتشبث بالسلطة، مهما كان الثمن، ولا يعنيها الشعب وحاجاته وحقوقه الإنسانية، المهم إقامتها في الكراسي، وإستحواذها على مقدرات البلاد والعباد. ولهذا فأنها أحزاب ذات أعمار قصيرة، إذ تموت بطردها من السلطة، والأمثلة كثيرة على هذا السلوك المتكرر عبر الأجيال. فلا توجد في مجتمعاتنا أحزاب وطنية جماهيرية ذات قدرة على البقاء والتجدد والتجذر في مسيرة الأجيال، كما يحصل في مجتمعات الدنيا التي فيها أحزاب ذات أعمار طويلة، وتتفاعل مع الشعب وفقا لقدراتها على تلبية حاجانه وإسعاده في بلاده. اقرأ المزيد
إسطوانة إعادة الكفاءات المهاجرة مشروخة، ومعزوفٌ عليها على مدى عقود خائبات. المطلوب التركيز على رعاية الكفاءات المتواجدة، وتوفير البيئة الملائمة لإبداعها وعطائها الأصيل. فالكفاءات الوطنية المقيمة تعاني، وتواجه المعوقات والعثرات، ولا هم للأبواق الإعلامية سوى الكلام عن عودة الكفاءات المهاجرة. إنها طارت من أعشاشها ولن تعود إليها مهما توهم المتوهمون، لأن البيئات التي توفرت لها في بلاد المهجر لا يمكنها أن تتوفر ف اقرأ المزيد
كنت أقرأ كثيرا للمؤرخ البريطاني توينبي (1889 - 1975)، وما كنت أدرك ما يعنيه في بعض عباراته، ومنها "الغاب الدولي"، حيث فسرها بأن العلاقة بين الدول غابية الطباع، مثلما يحصل بين المخلوقات المتصارعة في الغابة. عدت إلى كتبه أتأمل عباراته التي قرأتها قبل عقود، ووجدته يقرأ المستقبل ببصيرة خبير عليم. اقرأ المزيد
منذ إختراع كلمة (خليفة) حتى سقوط الخلافة سنة (1924)، تحولت إلى رمز تلصق به خيالات وتصورات فنتازية لا رصيد لها من الواقع. فموضوع الجواري رافق البشرية منذ الأزل، فكانت المجتمعات تغزو بعضها وتأسر رجالها ونساءها، فالرجال يتحولون إلى عبيد، والنساء إلى جواري. ومنذ أن وجدت الحروب والجواري تحسب من غنائمها. اقرأ المزيد