(16) حال غزة على أبواب فصل الشتاء وهطول الأمطار تخلص أهلنا في قطاع غزة من الحرب الدموية التي شنها العدو الإسرائيلي عليهم مدة عامين كاملين، كانتا عليهم قاسيتين كالصريم، وهوجاء كريحٍ صرصرٍ عاتيةٍ، ما أتت على شيءٍ إلا جعلته كالرميم، وارتاحوا نسبياً من الغارات العنيفة، والقصف المدمر، والقتل اليومي، والنزوح المستمر، وباتوا يرممون ما بقي من بيوتهم، وينصبون خيامهم البالية فوق ركام بيوتهم المدمرة، ويحاولون بجهودهم الشخصية استعادة الحياة ولو قليلاً، وتأمين أماكن إقامتهم المتواضعة البسيطة، اقرأ المزيد
الشعر الحقيقي يأكل صاحبه، فيأخذ من صحة الشاعر، خصوصا عندما يحترق في مواقد مشاعر وأحاسيس كل قصيدة يكتبها، كما حصل لأبي تمام الذي مات مبكرا. وكان نزار قباني يقول ما معناه، إن كتابة الشعر تصيب القلب بالمرض. والشعراء الذين تتأجج مشاعرهم، ويطبخون عباراتهم فوق جمرات عواطفهم وانفعالاتهم، قد يُصابون بأمراض لها علاقة بالقلب، لإرهاقهم لطاقاته وقدراته حتى يتداعى فيخونهم. فصاحة الشاعر ربما تتناسب عكسيا مع طاقاته التعبيرية الشعرية، فالكتابة بمداد المشاعر والعواطف اقرأ المزيد
(15) المستشفيات العائمة حاجة غزية وقدرة دولية.. خلفت الحرب الإسرائيلية الظالمة على قطاع غزة أكثر من 150 ألف إصابة منظورة، سجلت بعضها ووثقت، وبعضها لم يسجل ولم يوثق، بسبب الغارات والعمليات الحربية التي لا تتوقف، وغياب وسائل النقل والمواصلات، وملاحقة وقصف سيارات الإسعاف المدني وتدميرها وقتل طواقمها، وملاحقة الأطباء والممرضين وكافة العاملين في المجالات الطبية، فلا يتمكن المواطنون بسببها من الوصول إلى المستشفيات المدمرة، ولا إلى المراكز الصحية المعدومة القدرات، ولا يستطيعون تسجيل اقرأ المزيد
يبدو أن مصير المكتبات الشخصية ربما سيكون أسوأ من مصير بيت الحكمة في بغداد يوم اجتياحها في (8-10\2\1258). في السبعينيات كان لي عدد من المعارف الذين يجمعون الكتب والمجلات، وعندما غادروا بيوتهم تحولت مكتباتهم إلى سجير في التنور، وذات مرة أنقذت بعض الكتب من فم التنور ولا زلت أحتفظ بها، لأنها أضحت نادرة. أعرف العديد من الذين جعلوا المكتبة ديكورا في غرفة الاستقبال، والكثيرون وضعوا الكتب في رفوف شغلت حيزا كبيرا من البيت، وبعد مغادرتهم تتلقفها النيران أو سلال المهملات، فلا اقرأ المزيد
(14) الغزيون في حاجة إلى الدعم المادي لا الدعم النفسي وضعت الحرب العدوانية الإسرائيلية نسبياً أوزارها، وتوقفت شكلياً صورها الوحشية، وغابت مشاهدها القاسية، وتغير شكلها الدموي وقصفها المدوي، وتراجعت حدة الغارات وغابت عن السماء الطائرات، وأخذت بعد إقرار خطة "ترامب" للسلام، ودخولها حيز التنفيذ، أشكالاً أخرى مختلفة أقل حدةً مما كانت، وأخف ضغطاً على السكان مما سادت، رغم الخروقات الإسرائيلية المتكررة، والغارات المحدودة المحددة الأهداف والغايات، إلا أن الظروف قد تغيرت، والأوضاع قد تبدلت. اقرأ المزيد
دول الدنيا تحتفي بالحيوانات وتجعلها شعارا لها، فالديك في فرنسا والثور في إسبانيا، الفيل والحمار شعاران للحزبين الجمهوري والديمقراطي في أمريكا، وهناك العديد من الحيوانات التي تتخذ رموزا وشعارات للتعبير عن إرادة المجتمعات. فلماذا لا نتخذ من البعير رمزا وشعارا؟!! البعير صانع الحضارات وسفينة التواصل بين الشعوب على مدى التأريخ، حتى ابتكار وسائل النقل الحديثة في بداية القرن العشرين، ولا يزال أفضل وسائل النقل والتواصل في الصحارى، اقرأ المزيد
(13) يا مسلمي العالم وأحراره أغيثوا أهل غزة أما وقد قام الفلسطينيون بما يجب أن يقوموا به بعزةٍ وشرفٍ، وكبرياءٍ وشموخٍ، وإباءٍ وشممٍ، وصمدوا سنتين كاملتين في مواجهة آلة القتل الأمريكية الخرقاء، التي زودت بها الإدارات الأمريكية جيش الكيان اللقيط ومكنته، وسمحت له باستخدامها في حرب الإبادة والتطهير، ومحاولات القتل والتهجير، واستطاعوا بتضحياتهم الجسام وصمودهم الأسطوري واحتسابهم العجيب رفع رأس الأمة التي فاخرت بهم وتشرفت، واعتزت بهم وتقدمت، إذ قاتلوا نيابةً عنها ومثلوا إرادتها، وجعلوا لها اسماً يذكر ويوقر، اقرأ المزيد
1 دقت أجراس ضياع سقط الخلق وماج القاع ذرات دمار تتفجر والأرض بخلقٍ تتحيرّ!! 2 انتصر الحجر واحتفل التراب المخلوقات أشياء فالعقل أفرغها من روح الحياة!! 3 القتل عن بعدٍ فظيع بالصواريخ والمسيرات وبأعاجيب المخترعات الفتاكة في ليل الأرض الحرّاقة!! 4 موعدنا مع الضوء والظلام يداهمنا مَن أطفأ الأنوار اقرأ المزيد
(12) رادعٌ وحسمٌ مثالان في غزة على الحسم والأمن إلى جانب الحرب القاسية الضروس التي شنها العدو الإسرائيلي على قطاع غزة على مدى عامين كاملين، لم يتوقف خلالهما إلا لأيامٍ قليلةٍ يجدد فيها بنك أهدافه، ويحدث معلوماته، ويتوثق من إحداثياته، ويحدد أهدافه الجديدة، ويستبدل قواته، ويحرك قطاعاته، ويبدل مناطقه، ويحصن ثكناته ويحمي تجمعاته، قبل أن يستأنف حربه الهمجية، وغاراته الوحشية، وعدوانه المدمر، على مدى عامين طويلين قاسيين مضنيين مؤلمين متعبين، مارس خلالهما كل أشكال القتل والإبادة، اقرأ المزيد
في هاتفي أرقام لأصدقاء أعزاء لم أتصل بهم منذ سنوات، أسماؤهم تثير في نفسي موجة حنين دافئة، لكنها لا تحركني لرفع السماعة، كأن هناك اتفاقاً صامتاً بيننا، أن نبقى أصدقاء في الذاكرة، بعيداً عن تعقيدات الحاضر وتحولاته، وأن نحفظ بعضنا في تلك اللحظة الجميلة من الزمن، قبل أن تغيرنا الحياة! هناك صداقات تزدهر في الغياب أكثر مما تزدهر في الحضور، تعيش في مساحة الحنين الآمنة، حيث لا خيبات أمل جديدة، ولا اكتشافات مؤلمة، ولا تغيرات تفسد الصورة المثالية، نحبهم كما كانوا، أو ربما كما نتذكر أنهم كانوا، وهذا الحب المحفوظ اقرأ المزيد





