المذياع والتلفاز والصحف والمجلات ربما فقدت الكثير من قيمتها ودورها في الحياة المعاصرة، فالوسائل الحديثة المحمولة في الجيب والفاعلة على شاشة صغيرة، تستنزف الوقت وتستحوذ على الإنتباه والتركيز في كل مكان. فاجأني شاب بمعرفته الفياضة عما يجري في الدنيا من أحداث وهو على أتم الوعي بالأخبار، وعندما سألته عن كيفية معرفته هذه، أشار إلى هاتفه النقال: إنه يحيطني بكل شيء!! فهل نحن أمام عصر شديد؟ من أخطر ما تواجهه الشعوب هو الوعي المتواصل، ولهذا تعمد أنظمة الحكم على التجهيل وحجب المعلومات وإشاعة التشويش اقرأ المزيد
"فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير" الحج 28 الفقر في مجتمعاتنا يتنامى والإحصاءات تشير إلى أن ما يقرب من سبعين مليون إنسان بيننا هم تحت خط الفقر. وتعريف الفقر يختلف ما بين المجتمعات، فبعضها تحسب الذي دخله عشرة آلاف دولار سنويا فقيرا، وبعضها ربما يكون الفقير فيها مَن دخله أقل من مائة دولار، وغير ذلك من الأوصاف. لكن الفقير يمكن تعريفه بأنه الذي لا يمكنه أن يجد سكنا لائقا ولا تعليما مناسبا ولا رعاية اجتماعية كريمة، ولا فرصة عمل بواسطتها يحقق حياة اقرأ المزيد
مجتمعات الدنيا منهمكة في العمل وبالجد والاجتهاد المتنوع الخلاق، وهمومها اقتصادية استثمارية، ذات تطلعات وطنية وربحية، ولا تجد وقتا تبدده بالخيالات. العمل الجاد المنتج دينها ومذهبها ووطنها، فلا شيء يتفوق على عقيدة العمل. مجتمعات تزرع وتصنع وتطعم نفسها، وتصدر ما تنتجه للآخرين، وتبني بلدانها وتتفاخر بقدراتها العمرانية وجمال مدنها، وبمصانعها وعزتها ومناعتها، وكلها أسسها العمل المتواصل والاجتهاد المواظب. مجتمعات تُعلم أبناءها، وترعاهم وتستثمر في طاقاتهم، وتوظفها لبناء القوة الوطنية الواعدة. مجتمعات اقرأ المزيد
ذهبت مع صديق لي لشراء بعض الملابس، لفتني مانيكان، تعلق نظري به أكثر من اللازم، ذلك المسخ الذي يحاكي الجسد البشري وتعلق عليه الملابس للعرض وجذب الجمهور. وجدتُ أن صانعي المانيكان لم يهتموا بوضع عينين وفم، بينما يوجد أنف ورأس في الغالب، بعضها بلا رأس! فاهٌ مصمت وجسد يشبه الجسد البشري، قلت في نفسي: هذا هو المسخ. بالتأكيد ليست هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها مانيكان، لكني كنت غاضبا بعض الشيء أو الكثير منه، فكنت أمارس التأمل! لتهدئة أعصابي المتحفزة. اقرأ المزيد
الشك بدأ يدب في النصوص المنشورة، ويتهمها بأنها من نتاج الذكاء الاصطناعي. إنه مخترع يتفاعل مع البشر وكأنه عقل آخر، والبعض يرى أنه سيكون منافسا لعقولنا في العقود القادمات، وإن صح هذا التوقع فأن أدمغتنا ستضمحل، وعقولنا ستبيد، وستتحكم بنا الآلة. قبل عقود قال لي زميل صيني: "سيأتي اليوم الذي نستغني فيه عن عقولنا "، وتعجبت من كلامه وما اتفقت معه، لكننا اليوم نعيش على أعتاب ذلك التطور الاختراعي المرعب. تطبيقاته تجيبك على أي سؤال اقرأ المزيد
هناك لحظة في منتصف العمر تأتي كالصفعة الهادئة، حين يستيقظ المرء ذات صباح فيكتشف أنه كان نائما طوال رحلة حياته، وأن يديه لم تكونا على المقود أبدا، وأن حياته كانت تسير على وضع الـ«Autopilot» دون أن يدري! نظام الطيار الآلي هذا لا يركبه أحد عن قصد، بل يتسلل إلى حياتنا كاللص الماهر، يبدأ بالروتين المريح، بجملة «سأفعل ذلك غدا»، بالقرارات المؤجلة التي تصبح مع الوقت قرارات منسية، بالأحلام التي تنتظر «اللحظة المناسبة» التي لا اقرأ المزيد
ما أرخص البشر، وأسهل قتله بالجملة وبالمفرد، وحرمانه من أبسط حقوق الحياة وأسباب العيش الرحيم. فالملاحظ أن القتل أصبح أمرا عاديا واعتادت عليه المسامع في المجتمعات الحرة التي ترفع رايات حقوق الإنسان. فما أوفر السلاح الشخصي والجماعي بمدافعه وقنابله وصواريخه ومسيراته ووسائله الإبادية المرعبة. ويتوارد في وسائل الإعلام المتنوعة ذكر الأعداد، وكأن البشر أرقام وحسب، فيذكرون مات ألف أو عشرة آلاف، وطمرتهم بيوتهم اقرأ المزيد
بينما كنت أنظف أدراج مكتبي القديم، سقطت من بين الأوراق رسالة كتبتها قبل سنوات ولم أرسلها أبداً، رسالة اعتذار لصديق قديم، مليئة بالكلمات التي كنت أخجل من قولها وجهاً لوجه، أمسكت بالرسالة وقرأتها مرة أخرى، وفجأة شعرت وكأنني أتجول في متحف شخصي، متحف مليء بالقطع الأثرية من أخطائي الماضية، كل ورقة قديمة تحكي قصة خطأ، وكل صورة تذكرني بقرار خطأ. اقرأ المزيد
"ما زلزلت مصر من كيد ألمّ بها.... لكنها رقصت من عدلكم طربا" هذا بيت شعر يختصر تفاعل الحافين من حول الكراسي مع سيدها، ويمثل آليات التكسب والمديح الكاذب، والتصوير الباذخ بالكلمات لحالات متخيلة لا وجود لها في سلوك الشخص المعني. اقرأ المزيد
ألاحظ في الآونة الأخيرة كيف أصبح الكثيرون منا مهووسون بالأرقام، لا أقصد أرقام الحسابات المصرفية، بل أرقاماً من نوع آخر، أرقاماً تخبرنا كم خطوة مشينا، وكم ساعة نمنا، وكم كوب ماء شربنا، وكم سعراً حرارياً حرقنا، وحتى كم مرة تنفسنا بعمق في اليوم الواحد؟! هؤلاء الناس يستيقظون كل صباح ليتفقدوا «تقرير الليلة الماضية» الذي ترسله لهم ساعاتهم الذكية، كم ساعة من النوم العميق حصلوا عليها؟ كم مرة استيقظوا؟ وما مستوى الأكسجين في دمهم أثناء النوم؟ فأصبحوا مع الوقت لا يعتمدون على شعورهم بالراحة أو التعب لمعرفة جودة نومهم، بل على تقييم جهاز إلكتروني صغير لا يعرف شيئاً عن أحلامهم أو همومهم! اقرأ المزيد