ذهبت مع صديق لي لشراء بعض الملابس، لفتني مانيكان، تعلق نظري به أكثر من اللازم، ذلك المسخ الذي يحاكي الجسد البشري وتعلق عليه الملابس للعرض وجذب الجمهور. وجدتُ أن صانعي المانيكان لم يهتموا بوضع عينين وفم، بينما يوجد أنف ورأس في الغالب، بعضها بلا رأس! فاهٌ مصمت وجسد يشبه الجسد البشري، قلت في نفسي: هذا هو المسخ. بالتأكيد ليست هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها مانيكان، لكني كنت غاضبا بعض الشيء أو الكثير منه، فكنت أمارس التأمل! لتهدئة أعصابي المتحفزة. اقرأ المزيد
طور العزة والغلبة من الإشكاليات الكبرى التي تواجه الإسلاميين مفهومهم للمواطنة، وطبيعة علاقتهم بغير المسلمين أو العلمانيين أو المخالفين في المذهب، فيما لو قامت لهم دولة إسلامية كما يتمنون. أكثرنا لا يعرف من التاريخ الإسلامي إلا مظاهر العزة والغلبة والذمي الذي يدفع الجزية والخراج ولا يُقبل جندياً في الجيش الإسلامي ولا يعهد إليه بأي منصب مهم في الدولة. لقد مات النبي ﷺ وترك دولة إسلامية قوية إلى حد أن أمرهم الله أن ينذروا مشركي العرب أربعة أشهر بعدها يُقاتَلون اقرأ المزيد
الشك بدأ يدب في النصوص المنشورة، ويتهمها بأنها من نتاج الذكاء الاصطناعي. إنه مخترع يتفاعل مع البشر وكأنه عقل آخر، والبعض يرى أنه سيكون منافسا لعقولنا في العقود القادمات، وإن صح هذا التوقع فأن أدمغتنا ستضمحل، وعقولنا ستبيد، وستتحكم بنا الآلة. قبل عقود قال لي زميل صيني: "سيأتي اليوم الذي نستغني فيه عن عقولنا "، وتعجبت من كلامه وما اتفقت معه، لكننا اليوم نعيش على أعتاب ذلك التطور الاختراعي المرعب. تطبيقاته تجيبك على أي سؤال اقرأ المزيد
هناك لحظة في منتصف العمر تأتي كالصفعة الهادئة، حين يستيقظ المرء ذات صباح فيكتشف أنه كان نائما طوال رحلة حياته، وأن يديه لم تكونا على المقود أبدا، وأن حياته كانت تسير على وضع الـ«Autopilot» دون أن يدري! نظام الطيار الآلي هذا لا يركبه أحد عن قصد، بل يتسلل إلى حياتنا كاللص الماهر، يبدأ بالروتين المريح، بجملة «سأفعل ذلك غدا»، بالقرارات المؤجلة التي تصبح مع الوقت قرارات منسية، بالأحلام التي تنتظر «اللحظة المناسبة» التي لا اقرأ المزيد
ما أرخص البشر، وأسهل قتله بالجملة وبالمفرد، وحرمانه من أبسط حقوق الحياة وأسباب العيش الرحيم. فالملاحظ أن القتل أصبح أمرا عاديا واعتادت عليه المسامع في المجتمعات الحرة التي ترفع رايات حقوق الإنسان. فما أوفر السلاح الشخصي والجماعي بمدافعه وقنابله وصواريخه ومسيراته ووسائله الإبادية المرعبة. ويتوارد في وسائل الإعلام المتنوعة ذكر الأعداد، وكأن البشر أرقام وحسب، فيذكرون مات ألف أو عشرة آلاف، وطمرتهم بيوتهم اقرأ المزيد
ثانيا المحتوى التعبدي المحتوى التعبدي هو المتعلق بأحكام العبادات وما يميزه عن وس.وق. العبادات هنا هو التعمق -التعمق في الإحسان أو في التحاشي أو في السؤال-حين يظهر في عدم قدرة المريض بعد التنوير المعرفي فقهيا وسلوكيا على تجاهل الوساوس والمضي في العبادة، بسبب معاييره المفرطة ورفضه الأخذ بالرخص رغم اعترافه بأنه مريض (ويختلف عمن يفشل في الأخذ بالرخص لأن الوسواس يشككه في استحقاقه لها)، ولذلك صور كثيرة منها اقرأ المزيد
بينما كنت أنظف أدراج مكتبي القديم، سقطت من بين الأوراق رسالة كتبتها قبل سنوات ولم أرسلها أبداً، رسالة اعتذار لصديق قديم، مليئة بالكلمات التي كنت أخجل من قولها وجهاً لوجه، أمسكت بالرسالة وقرأتها مرة أخرى، وفجأة شعرت وكأنني أتجول في متحف شخصي، متحف مليء بالقطع الأثرية من أخطائي الماضية، كل ورقة قديمة تحكي قصة خطأ، وكل صورة تذكرني بقرار خطأ. اقرأ المزيد
الغرض التوثيقي للشعر يتواصل ولن ينتهي، أما الأغراض الأخرى بأنواعها، فأن شعراء الأمة استنفذوها، ولا يمكن لللاحق أن يأتي بأحسن مما أبدعوه، ولهذا فالغرض التوثيقي هو الأبقى والأصلح للأمة، ولكي تدرس التأريخ عليك أن تطلع على شعراء المرحلة التي تتناولها، فعندما تدرس عصر المماليك عليك بالبوصيري، وعندما تدرس العراق في القرن العشرين، اقرأ المزيد
"ما زلزلت مصر من كيد ألمّ بها.... لكنها رقصت من عدلكم طربا" هذا بيت شعر يختصر تفاعل الحافين من حول الكراسي مع سيدها، ويمثل آليات التكسب والمديح الكاذب، والتصوير الباذخ بالكلمات لحالات متخيلة لا وجود لها في سلوك الشخص المعني. اقرأ المزيد
ألاحظ في الآونة الأخيرة كيف أصبح الكثيرون منا مهووسون بالأرقام، لا أقصد أرقام الحسابات المصرفية، بل أرقاماً من نوع آخر، أرقاماً تخبرنا كم خطوة مشينا، وكم ساعة نمنا، وكم كوب ماء شربنا، وكم سعراً حرارياً حرقنا، وحتى كم مرة تنفسنا بعمق في اليوم الواحد؟! هؤلاء الناس يستيقظون كل صباح ليتفقدوا «تقرير الليلة الماضية» الذي ترسله لهم ساعاتهم الذكية، كم ساعة من النوم العميق حصلوا عليها؟ كم مرة استيقظوا؟ وما مستوى الأكسجين في دمهم أثناء النوم؟ فأصبحوا مع الوقت لا يعتمدون على شعورهم بالراحة أو التعب لمعرفة جودة نومهم، بل على تقييم جهاز إلكتروني صغير لا يعرف شيئاً عن أحلامهم أو همومهم! اقرأ المزيد