باسل: شجاع، أسد، جريء، مِقدام. أجدادنا السومريون قبل آلاف السنين، واجهوا الطين والماء والقصب، واستبسلوا في الانطلاق ببناء حضارتهم، التي لا زلنا نكتشف معالمها الإبداعية الأصيلة. ثلاثية الماء والطين والقصب، حفزت عقولهم وأوجدت أفكارهم المتفاعلة الواعدة بإبداع أثيل. فليس مستغربا أن تستحيل الصحاري إلى واحات خضراء، وإلى مدن حضارية شاهقة البنيان ورائعة الجمال. المطلوب عناصر بشرية مستبسلة مؤمنة بإرادتها، وتمضي في سبيل صناعة فكرتها. الهبوط على سطح القمر فكرة باسلة، والأبسل منها الهبوط على سطح المريخ مستقبلا، وسيتحقق ذلك في القرن الحادي والعشرين، اقرأ المزيد
الراحة حلم الجميع، نطاردها كأنها الجائزة الكبرى، ونتخيلها جنة أرضية بلا منغصات، لكننا حين نصلها، نكتشف المفاجأة، لا شيء يحدث، السكون الذي انتظرناه طويلاً يتحول إلى فراغ أنيق، والطمأنينة التي حلمنا بها تشبه الوقوف الطويل في محطة بلا قطار، هادئة، ولكنه هدوء يقترب من الموت اللطيف! الراحة المطلقة وهمٌ لبق، يوهمك أنها مكافأة الجهد، بينما هي اختبار جديد في هيئة نعيم، تبدأ كظلٍّ باردٍ تحت شمسٍ حارقة، ثم تتحول إلى مقام طويل في حضرة الركود، من اقرأ المزيد
النفط يعني القوة، فهو الذي يوفر الطاقة اللازمة لصناعة الحياة المعاصرة، والذي غيّر مسيرة البشرية وحقق تبدلات حضارية لم تعرفها من قبل، فكان القرن العشرون وما بعده عنوان حضارة النفط ومدنيتها وقوتها المتنامية. فأجيال العقود العشرة الماضية تمتعت بمعطيات النفط، وكل جيل يزداد متعةً وقوةً ويتنعم بما لم يخطر على بال الجيل الذي سبقه. وكما هو معروف تاريخيا، أن معظم التفاعلات ما بين البشر كأفراد ودول وإمبراطوريات يكون من أجل القوة ومصادر الطاقة، التي توّجها النفط بعد اكتشافه. وفي اقرأ المزيد
ثانيا التعمق في إحسان العبادة: وأما التعمق في إحسان العبادة فيتعلق أساسا بوساوس وقهور التهيؤ للعبادة أي الإفراط في تطهير الجسد أو الثوب أو المكان من النجاسة بما يسبب أذى أو معاناة معتبرة وكذلك الإفراط في تحاشي النجاسات المحتملة، أو يتعلق بوس.وق. أداء العبادة، ومن المهم بداية مناقشة مفهوم العبادة ووظيفتها في حياة المؤمن وصولا إلى الاتفاق على أن إضافة العبادات إلى برنامج الحياة اليومية للشخص الصحيح يجب ألا يمثل عبئا أو معيقا بأي شكل لذلك البرنامج هذا إن لم تؤدي إلى تحسين جودة تلك الحياة، بالتالي عندما تستهلك العبادة المفروضة اقرأ المزيد
الفكرة منطلق الإنجازات وطاقة الصيرورات ومبعث التعبير عن الإرادات، وبدونها ينتفي معنى الوجود وتغيب دلائل الحياة وملامح التفاعل الحي فوق التراب. فالفكرة أصل الكينونات ومبتدأ المسيرات ومبعث كل حركة وعطاء جديد يساهم في التفاعلات القائمة بين المخلوقات، ما دامت الأفكار متوافدة فإن التواصل قائم، وفي اللحظة التي تتوقف فيها الأفكار عن التوالد والابتكار، فكل ما هو قائم في آفاق الإدراك الحي سينتهي ويذوب في العدم. والمجتمعات القوية حاضنات أفكار، وما إصرارها على اجتذاب العقول اقرأ المزيد
نتفاخر نحن ـ بني البشر ـ بأننا كائنات عقلانية، وأن المنطق هو القائد لحافلة حياتنا، وأن المشاعر مجرد راكب هادئ في المقعد الخلفي، ونتباهى بقدرتنا على التفكير المنطقي، وأننا «نحكّم العقل» في قراراتنا المصيرية، لكن الحقيقة أكثر فوضوية وإحراجاً من ذلك، نحن أيها السادة كائنات عاطفية حتى النخاع، نتحرك بالمشاعر أولا، ثم نستدعي العقل متأخرا، لا ليقودنا، بل ليبرر الطريق الذي سلكناه أصلا! العقل بالنسبة لنا هو محامٍ بارع أكثر منه قاضٍ عادل، يستيقظ بعد أن تكون المشاعر قد أصدرت حكمها، فيبدأ في صياغة المرافعات، وجمع الأدلة، وترتيب الحجج، اقرأ المزيد
العنوان مألوف، لأنه اسم برنامج إذاعي مصري ومقدمه هو الشاعر والمذيع فاروق شوشة، هذا البرنامج لم أُلْقِ له بالاً من قبل، أسمعه أحيانًا بقدر الله، وحتى عند سماعه لا أركز فيه، ولكن وجدتني فجأة أفكر في هذا البرنامج، فلقد سمعت كثيرًا عن مشاكل اللغة، وكيف أن اللغة جزء من هوية العربي المسلم، ولغة القرآن، ولغة أهل الجنة، ولكن لم أفكر في البرنامج وفي اقرأ المزيد
لأول مرة في التاريخ، تُجرى تجربة على مليارات البشر دون موافقتهم، دون بروتوكول علمي، دون لجنة أخلاقية تراقب النتائج، الفئران هذه المرة نحن، والمختبر هو العالم كله، والعلماء لا نعرفهم، أما التجربة فاسمها: السوشيال ميديا، وما زلنا في منتصفها، نراقب أنفسنا وهي تتغير، دون أن نعرف إلى أين تقودنا! نحن الجيل الذي عاش على الحافة بين زمنين متناقضين تماماً، تذوقنا طعم الانتظار الطويل لرسالة في البريد العادي، عرفنا لذة الترقب لرنة الهاتف الأرضي، كنا نحسب الأيام والساعات، نملأ الفراغات بالخيال والتوقعات، نكتب رسائل اقرأ المزيد
تكررت كلمة الميزان في القرآن الكريم تسع مرات وفي ستة سور، ومنها "الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان..." الشورى 17" "والسماء رفعها ووضع الميزان"، " ألاّ تطغوا في الميزان" الرحمن 7،8. وفي باقي السور يقترن الميزان بالكيل العادل. وتم التركيز على الميزان ودوره في الحياة البشرية لأنه يعبّر عن حقيقة السلوك والوعي والفهم والإدراك لجوهر الفكرة الإنسانية، وقدرة البشر على ضبط أعماله والتحكم بتصرفاته وفقا لمرضاة ربه العادل الحكيم، والقادر القدير الذي اقرأ المزيد
يقف على ضفة النهر، الماء يجري أمامه عذبا رقراقا، يسمع خريره، يرى انعكاس الشمس على صفحته، ويشم رائحة الطين المبلل على حافته، ومع ذلك يموت عطشا، ليس لأن الماء ملوث أو لأن يديه مقيدتان، بل لأن شيئا ما في داخله يمنعه من الانحناء والشرب، كأن بينه وبين الماء جدارا زجاجيا شفافا، يرى من خلاله كل شيء، لكنه لا يستطيع أن يلمس شيئا! هذه ليست حكاية خرافية، بل واقع يعيشه كثيرون منا كل يوم اقرأ المزيد








