ديننا دين الرحمة، ولا تحس القلوب بالرحمة وهي مملوءة بالعداء، لأن العداوة تولد البغضاء وتصاحبها، أما الرحمة فهي وليدة المودة ورفيقتها. كان النبي ﷺ يدعو لقومه بالهداية بكل صدق في أشد مواقف الإيذاء الذي ناله منهم. لن نستطيع أن نهدي البشرية ما لم نحبها، ولن يهتدوا ما لم يحبونا، ولن يحبونا إن لمسوا منا الجفاء والكراهية. إن كنا نريد أن نكون على خطا محمد ﷺ وأن نخرج الناس من الظلمات إلى النور كي ننال رضى الله وثوابه العظيم فعلينا أن نكون مثله رحمة للعالمين، والعالمين في القرآن تعني كل الشعوب مؤمنها وكافرها، بل اقرأ المزيد
العلاقة وثيقة بين العلم والأدب، ويمكن لرحم العلم أن ينجب أدبا أصيلا ومتميزا، ولا يستطيع الأدب أن يولد من رحم ذاته، وكينونة جوهره. والأدب الخالي من النفحات العلمية لا يتجاوز مرحلة الترويح النفسي الذاتي، ويميل إلى استحضار المفردات السلبية والإمعان باليأس والقنوطية، ويخشى إيقاد مشاعل الأمل ومصابيح التفاؤل. الإبداع العلمي يتميز بالمنهجية واكتشاف القوانين ويعتمد الدقة والمنطق والموضوعية وعلى الدليل والبرهان. أما الإبداع الأدبي فيقوم على الخيال والوجدان ويعبر عن المشاعر والأفكار ويتميز بالعاطفة اقرأ المزيد
الحب غير الولاء إن الحب، سواء في العلاقة بين الزوجين، أو العلاقة بين صديقين، شيء مختلف عن الولاء: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{51}﴾ [المائدة: 51]. والولاء يكون بين المؤمنين: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ{72} اقرأ المزيد
أحيانا لا تكفي الكلمات، وتصبح المسافة بين القول والفعل هوّة سحيقة لا يملأها إلا أجساد تتحرك في قارب يخترق الصمت، وأيادٍ تلمس ماء البحر لتقول: «نحن هنا».. هذا بالضبط ما يمثله الأسطول المتجه إلى غزة، فهو ليس مجرد سفن تحمل المساعدات، بل صرخة ضمير جمعي استيقظ من سبات طويل! نحن جيل وُلد والقضية الفلسطينية في دمه، رضعناها مع حليب أمهاتنا، وحفظناها مع أناشيد المدرسة، فكبرنا ونحن نرسم خريطة فلسطين من النهر إلى البحر، ونحفظ أسماء المدن المحتلة كأنها أسماء أحبائنا، اقرأ المزيد
عالمنا المعاصر المتدفق المعلومات والتواصلات، أخذت فيه الصورة دورها وتأثيرها، وما عاد للكلمة كبير قيمة ومعنى، وتجدنا أمام حشد من الصور المتنوعة الحية والجامدة. ويبدو أن الصورة قد طغت وحجبت الكلمة وجردتها من فعاليتها وتحاورها مع الألباب. الصورة أخذت ترسم معالم السلوك وتضع اللبنات الأساسية لمنطلقات الحياة الجديدة. عالم ما قبل الصورة لا يقارن بعصر ما بعدها، فالذهنية البشرية أصيبت اقرأ المزيد
سيكولوجيا الانتحار: هل هي صرخة حرية.. أم انتحار؟ كيف كان يفكر يحيى السنوار قبل الأمر بتنفيذ السابع من أكتوبر؟ منذ اللحظات الأولى لمشاهدتي السابع من أكتوبر، تلك العملية التي غيّرت مجرى التاريخ، كنت أتساءل: يا ترى، ماذا دار في خلَد يحيى السنوار؟ كيف يفكّر رجلٌ يعرف أن هذه الخطوة ستفتح أبواب الجحيم على غزة وأهلها؟ هل فقد السيطرة؟ هل انتحر؟ بل هل انتحرت غزة بأكملها؟ وهل كانت هذه خطوة عسكرية بحتة أم اقرأ المزيد
نحب أن نتصور أن كثرة الخيارات نعمة، وأننا كلما تعددت البدائل أمامنا، ازددنا حظا، وأصبحنا أكثر حرية في أن نختار ما نريد، نتباهى بأننا جيل محظوظ يملك خيارات لم يحلم بها أجدادنا، لكن الحقيقة التي تتكشف مع الزمن، وتصفعنا برفق كل يوم، أن وفرة الخيارات لا تجلب الطمأنينة، بل ترفا من نوع آخر، ترف الحيرة، ذلك الترف المرهق الذي يسرق منا نعمة الرضا! في الماضي، كان الناس يشترون ما يجدونه أمامهم، مطعم واحد في الحي يعرفون طعمه عن ظهر قلب، قناة تلفزيونية وحيدة اقرأ المزيد
بحكم عملي كطبيب نفسي وبخاصة عندما كنت أعمل في أبو ظبي، استشارتني نساء من أديان وأعراق وثقافات مختلفة، وأحيانا تكون الخيانة الزوجية أو التعلق العاطفي بغير الزوج هي المشكلة التي من أجلها أتت هذه المرأة إلى الطبيب النفسي. كلنا يتوقع أن تكون المرأة المسلمة التقية وفية لزوجها لا تخونه لأن تقواها تمنعها. هذا صحيح لكن وجدت كل النساء من كل الأديان والشعوب عندهن الميل الفطري نفسه للإخلاص للزوج أو الحبيب، وجدت ذلك عند المسلمات وعند المسيحيات ووجدته عند البوذيات والهندوسيات والكونفوشيوسيات، وعند الشرقيات والأوربيات، اقرأ المزيد
أخلص في العمل: تفانى فيه حدثنا يحيى بن حيان عن الإخلاص فقال: جاء في القرآن الكريم: "فاعبدِ الله مخلصا له الدين" الزمر 2 "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين..." وورد عن النبي (ص): "أوصاني بالإخلاص في السر والعلانية" "طوبى للمخلصين، أولئك مصابيح الهدى، تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء" فالإخلاص في السلوك والتفاعل البشري من صدق الإيمان، وتمام الوعي لجوهر الدين وقيمه ورسالته السمحاء. اقرأ المزيد
إني أسائل نفسي: متى يراجع المسلمون أنفسهم ويتخلصوا من عقد التاريخ التي كانت سياسية بحتة حولها المسلمون إلى دينية عقدية، من يخالفها يكون كافراً أو على الأقل ناقص الإيمان. السابقون معذورون وهذه كانت وسائلهم في الصراع ما بينهم، لكننا نحن في هذا الزمن أقدر منهم على الرؤية والتحليل ودراسة ما حدث والتحرر من إساره لنعود إلى الكتاب والسنة ونكتفي بهما مصدرين للتشريع لا ثالث لهما، نحيل كل مستجدات حياتنا ونردها إلى أولي الأمر منا، أي حكمائنا في الاختصاصات المختلفة وممثلينا اقرأ المزيد
 
                                                                     
                        		                    



















